لم يكن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بشخص رئيس السلوفيني ألكسندر تشيفرين راضيا عن الطريقة التي عين بها الاتحاد الدولي "فيفا" السنغالية فاطمة سامورا مفوضة عامة لإفريقيا لمدة ستة أشهر. وبعد أيام من تصريحات لرئيس فيفا السويسري جياني إنفانتينو عن وجوب تحمل المسؤوليات لمعالجة مشاكل الكونفدرالية الإفريقية ("كاف")، أعلن الطرفان الخميس تعيين الأمين العام للأول سامورا مفوضة عامة لإفريقيا في خطوة يتوقع أن تحد من نفوذ رئيس الكاف أحمد أحمد. وواجهة الكونفدرالية القارية في الآونة الأخيرة سلسلة تحديات وأحداث مثيرة للجدل، توجت باستجواب رئيسه من قبل السلطات الفرنسية في شبهات فساد، قبل أيام من انطلاق كأس الأمم الإفريقية المقامة في مصر بين 20 حزيران/يونيو و19 تموز/يوليو. وخضع الملغاشي للاستجواب من مكتب مكافحة الفساد التابع للشرطة القضائية الفرنسية في 6 حزيران/يونيو، خرج منه بعد ساعات حرا من دون توجيه أي اتهامات رسمية له. وأتى الاستجواب على خلفية تحقيقات بشبهات فساد، لاسيما فسخ من طرف واحد لعقد تجاري مع شركة ألمانية، واستبداله بآخر ذات قيمة مالية أكبر، مع شركة مقرها فرنسا. والخميس، أعلن الفيفا والكاف في بيان مشترك اتفاقهما على توكيل سامورا بمهمة الإشراف على الكونفدرالية القارية لستة أشهر تبدأ مطلع غشت المقبل، أي بعد أيام فقط من انتهاء المسابقة القارية. لكن هذه الخطوة لم تلق استحسانا لدى الاتحاد الأوروبي الذي قال رئيسه تشيفرين في رسالة موجهة لفيفا وحصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها، أنه "ليس باستطاعتي الموافقة على هذا الاقتراح في الوقت الحالي"، كاشفا بأن اتحاده لا يوافق على القرار الذي اتخذ، شكلا ومضمونا. وقال تشيفرين، الذي يشغل منصب عضو مجلس فيفا أيضا، في رسالته الموجهة الى إنفانتينو "من غير المعقول إرسال خطاب في منتصف الليل (تم استلامه في الساعة 1:30 من صباح الخميس) أن تنتظروا إجابتي عليه قبل الساعة 10:30 صباحا". وشدد "أريد دائما أن أقدم يد المساعدة، لكن لا يمكن اختزال مكتب مجلس فيفا بغرفة تسجيل بسيطة. لم يحدث من تاريخ مؤسساتنا أن تم نقل أمين عام فيفا الى مهمة التحكم في جهاز قاري، حتى إن كان ذلك بموافقة الأخير. يجب أن تفهموا، أن هذا القرار ليس من النوع الذي يجب اتخاذه باستخفاف". وأعرب رئيس الاتحاد الأوروبي عن شكوكه حول مشروعية العملية على مستوى النظام الأساسي والتضارب المحتمل في المصالح، لاسيما وأن سامورا ستبقي على منصبها كأمين عام للاتحاد الدولي خلال فترة مساعدتها على انتظام الكونفدرالية الإفريقية. ولم يلق موقف تشيفيرين استحسان نائب رئيس الكونفدرالية الإفريقية الكونغولي كونستانت عمري الذي قال لوكالة فرانس برس "لم ينتخب جياني إنفانتينو لتطوير قارة واحدة (أوروبا) على حساب قارة أخرى. عندما تقدم +كاف+ بطلب المساعدة منه، كان من الصعب أن نرى كيف لا يمكن لفيفا أن يلعب دوره. هذا منطق المرافقة". وواصل انتقاده لرئيس الاتحاد الأوروبي بالقول "لا يمكن التصرف على هذا النحو عندما تكون هناك خطوة جيدة. فنحن سيدون في تصرفاتنا"، مضيفا أن اختيار أوروبي أو أميركي جنوبي لتولي المهمة التي أوكلت لسامورا كان ليعتبر "صدمة. من أجل تطبيق الإصلاحات، تحتاج الى معرفة السياق. إنها إفريقية، تعرف كيف تدور الزوايا وتشجع الحوار". وخلص الى أن رد فعل تشفيرين "مؤسف. لدينا هدف لتقليص الفجوة مع القارات الأخرى في الخمسة الى العشرة أعوام مقبلة". في بيانه المشترك مع الكونفدرالية الإفريقية، قال فيفا أن رئيس الأخير أحمد اقترح على اللجنة التنفيذية للكاف الأربعاء "طلب خبرة الفيفا لتقييم الوضع الراهن في الهيئة الإفريقية الحاكمة والمساعدة بشكل قاطع في تسريع تطبيق عملية الإصلاح الجارية، والتي تهدف الى ضمان أن الكاف يعمل بشفافية وفعالية مع التزام أعلى معايير الحوكمة". وبعد موافقة "بالاجماع"، "اتفق الكاف والفيفا على تعيين الأمين العام للفيفا فاطمة سامورا بصفة +مفوضة عامة (من الفيفا) لإفريقيا+ لفترة ستة أشهر، بدءا من الأول من غشت 2019 وحتى 31 كانون الثاني/يناير 2020، قابلة للتمديد باتفاق الطرفين". وفي حين أكد الطرفان إجراء عملية "تدقيق شاملة للكاف" في أقرب فرصة ممكنة، شددا على أن سامورا التي سيعاونها فريق من الخبراء، ستعمل "في روحية شراكة مع الرئيس أحمد وفريقه"، لتولي مهام واسعة تشمل "الإشراف على الإدارة العملانية للكاف بما يشمل الحوكمة والإجراءات الإدارية، ضمان فعالية واحترافية كل منافسات الكاف، دعم النمو وتطوير كرة القدم في كل البلاد ومناطق الكاف".