المال أحد أهم عناصر تطور كرة القدم، ومن أجله تتنافس الأندية على البطولات، كما تتصارع على صفقات اللاعبين والمدربين، وطوال عقود ماضية، سيطرت بطولات قارية على أحلام جماهير الأندية حول العالم، حيث تحقيق القيمة المعنوية، والأرباح المالية للظفر باللقب، أو حتى التربع في مراكز متقدمة، إلا أن الاتحاد العربي، استطاع أن يحول كأس زايد للأندية الأبطال، إلى بطولة استثنائية، من حيث قيمتها المالية، فقد تخطت قيمتها من حيث الجوائز، قيمة 5 بطولات قارية، وتأتي في الترتيب الثاني على العالم، بعد دوري أبطال أوروبا، والذي يعد الأهم والأكبر والأغنى في العالم ويحصل البطل على 100 مليون دولار، ورفع الاتحاد العربي جوائز النسخة الحالية إلى 7.5 مليون دولار للبطل، و4 ملايين للوصيف، وتسبق مونديال الأندية، وهذه الأرقام لا تساوي الجوانب الفنية والقيمة المعنوية، ونجح الاتحاد العربي في تسويق البطولة جيداً للغاية، كما أسهم في تحقيق دخل إيجابي، وأكدت مصادر رسمية بالاتحاد أنه غطى قيمة الإنفاق الكبير على البطولة، من حيث قيمة الجوائز ونفقات التنظيم. ويحل دوري أبطال أوروبا في المركز الأول من حيث قيمة الجوائز المالية، حيث تبلغ مجموع مكافآت البطولة التي يوزعها الاتحاد الأوروبي على أنديته الأبطال 2.16 مليار دولار، مما يؤكد أحقيتها بأن تكون الأقوى والأهم والأكثر شعبية والأقوى مالياً في العالم، وكان نصيب ريال مدريد حامل لقب النسخة الأخيرة منها 100 مليون دولار، فيما حصل ليفربول «الوصيف» على 92 مليون دولار، واللافت أن الأندية التي تشارك في مرحلة المجموعات تحصل جميعها على مبالغ كبيرة. وجاءت النسخة الحالية لكأس زايد للأندية الأبطال في المركز الثاني، من حيث القيمة الخاصة باللقب والوصافة، بواقع 7.5 مليون دولار للبطل، و4 ملايين دولار للوصيف، كقيمة إجمالية لما يحصل عليه الفريق طوال مشوار البطولة وحتى التتويج، وأدى تخصيص هذا المبلغ الضخم، إلى زيادة الإثارة والندية والحماس الجماهيري والإعلامي الذي صاحب البطولة منذ انطلاقها أواخر يوليو من العام الماضي، حيث أقيمت بنظام الذهاب والإياب في جميع مراحلها بداية من دور ال32. ويأتي يوروبا ليج في المركز الثالث حيث يمنح البطل 7.3 مليون دولار، ويظهر دوري أبطال أميركا الجنوبية المركز الرابع، وحصل ريفر بليت على 6 ملايين دولار، بعد فوزه بلقب كوبا ليبرتادوريس، على حساب بوكا جونيورز الذي حصد نصف المبلغ بعد حلوله وصيفاً، وعلى الرغم من قوة البطولة والشغف الجماهيري بها، فإن هذا الاهتمام ينحصر في المقام الأول بأبناء القارة اللاتينية، ولا يظهر الاهتمام العالمي إلا في موقعة النهائي، مما يجعلها بطولة ليست مغرية على مستوى التسويق وحقوق البث. ويأتي مونديال الأندية الذي أقيمت آخر نسختين منه في الإمارات، في الترتيب الختمس من حيث قيمة الجوائز، بواقع 5 ملايين دولار للبطل، و4 ملايين دولار للوصيف، وينتظر أن يتغير نظام البطولة عام 2021، بعد قرار «الفيفا» الأخير بتطوير البطولة وإقامتها بمشاركة 24 فريقاً. واستطاع الاتحاد الآسيوي أن يطور من قيمة المكافآت المالية لدوري أبطال آسيا، بما يصل مجموعه 29 مليون دولار، وهو رقم كبير مقارنة بالسنوات والبطولات السابقة، وتدخل خزائن البطل 4 ملايين، فيما يحصد الوصيف نصف المبلغ، وجاءت خطوة رفع الجوائز المالية، من أجل تحفيز الأندية الكبيرة صاحبة الإنفاق المالي الكبير، خاصة اليابان وكوريا الجنوبية والصين والسعودية والإمارات، والتي تسعى دائماً للتنافس على قمة القارة. وقرر الاتحاد الأفريقي، مؤخراً، أن يرفع قيمة جوائز بطولة دوري أبطال أفريقيا إلى 2.5 مليون دولار للبطل وذلك حتى عام 2020، حيث يطلق جوائز أكبر لتطوير البطولة، كما سبق أن وعد المكتب التنفيذي قبل عامين، بينما يحصل الوصيف على مليون دولار. ويعد دوري أبطال قارة أميركا الشمالية والوسطى «الكونكاكاف» اللغز، حيث يشارك به أندية قوية من أميركا والمكسيك، ولكن رغم ذلك ما زالت جوائزه المالية ضئيلة، فلا يتجاوز قيمة لقب البطولة 500 ألف دولار، والوصيف 300 ألف. وفي منطقة أوقيانوسيا لا توجد مكافآت مالية مغرية، نظراً لتواضع كرة القدم، وعدم تمتعها بشعبية كبيرة، حيث لا تتجاوز مكافآت بطل القارة 200 ألف دولار، الأمر الذي يجعله يتطلع دائماً لما يحصل عليه من المشاركة في مونديال الأندية، فقد حصل فريق ولينغتون الذي تأهل إلى مونديال 2018 على 500 ألف دولار لمجرد التأهل والخسارة أمام العين.