دخل حارس الرجاء البيضاوي أنس الزنيتي التاريخ يوم الأحد الماضي بملعب الشهداء، بعد أن أصبح أول لاعب مغربي يتوج بلقبين لكأس الكونفدرالية مع ناديين مختلفين، الزنيتي توج مسيرته مع المغرب الفاسي بثلاثية تاريخية قبل أن ينتقل للجيش الملكي ومنه للرجاء البيضاوي، حيث ساهم في تتويجه بلقب كأس العرش ثم كأس الكونفدرالية الإفريقية التي انضافت لباقي ألقاب هذا الحارس الكبير، حيث سبق له أن حصل كذلك بداية هذه السنة على لقب كأس "الشان" رفقة المنتخب المحلي، وبعد الوصول لمطار محمد الخامس وفي غمرة الإستقبال الذي خصته جماهير الخضراء للأبطال كان لنا هذا اللقاء مع الحارس الأمين على عرين النسور. المنتخب: في البداية حمدا لله على سلامتكم من جحيم كينشاسا، فكيف كانت هذه الرحلة الأخيرة للكونغو؟ الزنيتي: شكرا لكم، وبدورنا نحمد الله على هذا الإنجاز، وهذا اللقب الذي أدخل السعادة والفرحة لقلوب كل المغاربة، وبالعودة للرحلة فقد كانت جيدة من حيث الظروف التي وفرها المكتب المسير سواء على مستوى التنقل عبر طائرة خاصة، أو كذلك على مستوى الإقامة في فندق في المستوى، أما بخصوص المعاملة السيئة من الخصم فإن هذا لم يكن مفاجئا بالنسبة لنا، لقد تعودنا على مثل هذه التصرفات، فهذه الأجواء ليست غريبة بالنسبة لنا في الأدغال الإفريقية، خاصة أن الأمر يتعلق بمباراة نهائية حاسمة نتيجتها ستحسم اللقب، كما أن الخصم لم يتقبل الطريقة التي خسر بها مباراة الذهاب، وكان هدفه هو الإنتقام بكل الوسائل وحتى باستعمال بعض الأساليب البعيدة عن الأخلاق والروح الرياضية من مضايقات ووضع العراقيل أمامنا قبل وأثناء المباراة. المنتخب: بعد الفوز في الذهاب بثلاثية، كيف كانت استعداداتكم، خاصة من الناحية النفسية لمباراة الإياب؟ الزنيتي: الفوز بثلاثية نظيفة شكل حافزا مهما بالنسبة لنا، وتأكد لنا بالملموس بأن الفرصة التي لاحت أمامنا لا تعوض، وأن باب الدخول للتاريخ قد فتح أمامنا وبات لزاما علينا عدم تضييع هذه الفرصة الثمينة وطيلة الأسبوع الذي سبق المباراة النهائية لا حديث في الشارع المغربي إلا عن هذه المباراة الحاسمة التي شغلت بال كل المتتبعين، وفي الحقيقة مهما حاول اللاعب الإبتعاد عن الضغط، فإنه سيلاحقه حتى داخل بيته، حيث كان الجميع ينتظر هذه المباراة بما فيهم أفراد العائلة، وهذا لم يمنع من حضور العزيمة والإصرار على تحدي كل الظروف التي صادفناها هناك بكينشاسا، حيث وضعنا هدفا وحيدا أمامنا ألا و هو التتويج باللقب وإسعاد كل الجماهير المغربية. المنتخب: المشوار لم يكن سهلا من البداية إلى حين الوصول للمباراة النهائية، أليس كذلك؟ الزنيتي: بالفعل كانت الإنطلاقة متعثرة نوعا ما في أول مباراة بعد التعادل أمام نواديبو بمركب محمد الخامس، و لا أظن بأن هناك من كان يتوقع أن يصل الرجاء للمباراة النهائية في ظل المشاكل التي كان يعاني منها الفريق، لكن اللاعبين كانوا رجالا وردوا على المشككين في مباراة الإياب بعد الفوز بموريتانيا برباعية، بعدها توالت السفريات الطويلة في الأدغال الإفريقية إلى جانب المشاركة على باقي الواجهات الأخرى، والجميع تابع المشوار الناجح للفريق وعودته القوية في دور المجموعات، حيث حققنا نتائج جيدة مكنتنا من إنهاء هذا الدور على رأس مجموعة كانت تضم كبار القارة الإفريقية، والدليل هو بلوغ فريقين من هذه المجموعة المباراة النهائية، بعدها تم تدبير دوري الربع ونصف النهائي بشكل جيد، وكان الختام بهذه المباراة النهائية التي توجت تعب موسم شاق وصعب. المنتخب: دخلتم المباراة بشكل جيد، وكنتم سباقين للتسجيل، فكيف تعاملتم مع أطوار المباراة؟ الزنيتي: كنا الأفضل مع بداية المباراة، وسارت الأمور في الإتجاه الذي كنا نطمح إليه، كنا نعلم بأن فيطا كلوب سيضغط علينا منذ البداية لتسجيل هدف مبكر يساعده لتحقيق الريمونطادا التي يبحث عنها، وكان علينا استغلال هذا الإندفاع للرد بهجومات سريعة واستثمار الفراغات التي ستكون في دفاعه لتسجيل هدف نربك به حساباته. وبالفعل نجحنا والحمد لله في افتتاح حصة التسجيل، لكن في اللحظات الأخيرة عاد الخصم في النتيجة، وهذا لم يمنع من خروجنا بأقل الأضرار من الشوط الأول، وأظن أن حفاظنا على نظافة شباكنا في الذهاب وتسجيلنا لهدف في الإياب هو ما منحنا الإمتياز في هذه المباراة. المنتخب: لكن الخصم كاد يعود في النتيجة بعد هدفين، فماذا حصل، وكيف توفقتم في استعادة توازنكم؟ الزنيتي: دخلنا الشوط الثاني بشكل جيد، ولكن مع مرور الدقائق بدأت تظهر صعوبة المباراة، حيث تضاعف الضغط من جانب الخصم، الذي كان مدفوعا من جماهيره العريضة، وفي ظل الحالة السيئة لأرضية الملعب التي كانت ثقيلة، كما كانت هناك لحظات من التراخي نتيجة الإرهاق الذي عانى منه اللاعبون، وهذا ما استغله الخصم لتسجيل هدفين مباغثين في وقت جد متقارب، وهنا أحسسنا بخطورة الموقف، وكان علينا أن نستجمع قوانا من جديد ونستيقظ، ورغم أننا لم نتوفق على مستوى الهجوم وتسجيل الأهداف، غير أننا بقينا متماسكين دفاعيا، وتفادينا قبول مزيد من الأهداف، وكانت اللحظات الأخيرة صعبة وشاقة على اللاعبين بالخصوص وكل مكونات الفريق، والحمد لله كنا رجالا داخل رقعة الميدان، وحالفنا التوفيق حتى نهاية المباراة بتتويج مستحق. (يتبع)