لا يعاني من أزمة حراس وإنما نعاني أزمة ثقة الأسود وضعية شاذة ويجب تدارك الموقف بسرعة سنعود للبطولة أكثر قوة ولدينا كل الحظوظ للمنافسة على اللقب إعتبر الحارس خالد العسكري مشاركة المنتخب المحلي في الشان مشرفة في ظل الظروف التي استعد فيها المنتخب، وأضاف بأن العناصر الوطنية قامت بواجبها بالرغم من الهفوات التي حصلت أمام نيجيريا، وعاد ليؤكد بأنه شعر بالحكرة لعدم مشاركته في أية مباراة، حيث تم الإحتفاظ به كحارس ثالث بالرغم من تجربته الكبيرة وما قدمه من قناعات رفقة الرجاء في كأس العالم للأندية، وتحدث كذلك في هذا الحوار الصريح الذي خص به جريدة المنتخب عن رهاناته المستقبلية رفقة النسور، حيث يسعى للمنافسة بقوة على لقب البطولة الوطنية وكذا عصبة الأبطال الإفريقية التي تبقى على الأبواب، ونفى أن تكون الكرة المغربية تعاني من أزمة حراس موضحا بأنها تعاني من أزمة ثقة في ظل غياب الإستقرار على مستوى القيادة.. وأضاف بأن الضرورة تفرض اختيار حارس معين ومنحه كل الفرص ليكون جاهزا في الكان المقبل، كما تمنى أن يحظى بفرصته الكاملة مع المنتخب على غرار باقي الحراس الآخرين. المنتخب: نبحر معك في هذا الحوار من آخر محطة للمنتخب الوطني في كأس إفريقيا وبالضبط من مباراة نيجيريا، كيف تحول الفوز بثلاثية إلى خسارة غير متوقعة؟ العسكري: هي بالفعل خسارة غير متوقعة بالمرة بالنظر لمجريات الجولة الأولى وللصورة القوية التي ظهر بها الفريق الوطني، حيث نجح في تسجيل ثلاثية لكن للأسف تغيرت مجريات الجولة الثانية وتمكن المنتخب النيجيري من العودة في النتيجة، وكان الإقصاء الذي أغضب الجمهور المغربي، وأظن بأن اللاعبين قاموا بواجبهم وكانوا في المستوى وفي ظل الظروف التي تم فيها تعيين المدرب وتجميع الفريق الوطني وغياب أي معسكر إعدادي ومباريات ودية فإن التأهل للدور الثاني يعتبر إنجازا في حد ذاته، فأغلب المتتبعين لم يكونوا يراهنون على تجاوز الدور الأول في ظل هذه المعطيات وبالتالي فلا يمكن أن نحمل اللاعبين ما لا طاقة لهم. المنتخب: لم تتح لك الفرصة للمشاركة في أية مباراة، فهل ترى ذلك منطقيا خاصة بعد تألقك في كأس العالم للأندية؟ العسكري: بدوري تفاجأت لهذا القرار وإن كنت أحترم نادر لمياغري الذي يبقى حارسا كبيرا، كما لا يمكنني أن أناقش قرارات المدرب الذي يبقى المسؤول الأول عن اختياراته، لكني أظن بأن التجربة التي أمتلكها وكذا المستوى الجيد الذي ظهرت به في كأس العالم للأندية وأمام أندية عالمية ولاعبين كبار، كل ذلك كان يشفع لي لأحظى بفرصتي لكن أن يتم اختياري كحارس ثالث للمنتخب المحلي فإن ذلك جعلني أشعر بنوع من الحكرة، وأي شخص مكاني كان سيشعر بنفس الشعور. المنتخب: هل في نظرك نعاني من أزمة حراس داخل المنتخب، وأين يكمن المشكل في نظرك؟ العسكري: لا بالعكس لا نعاني من أزمة على مستوى حراسة المرمى، فالحمد لله المغرب غني بالمواهب وبحراس ممتازين، لكننا بالمقابل نعاني من مشكل فقدان الثقة في حراس المرمى، وهذا هو المشكل الحقيقي الذي يجب على المدربين أخذه بعين الإعتبار والعمل على تجاوزه، فلا يمكن أن نظل على هذه الحالة ونعتمد في كل مباراة على حارس معين، فمرة لمياغري ومرة الزنيتي ومرة أخرى أمسيف، فحراسة المرمى بحاجة إلى استقرار أكبر، والحارس عندما تمنحه مزيدا من الفرص تزداد ثقته في نفسه ويكتسب تجربة أكبر مع توالي المباريات، لذا أنصح الناخب الوطني القادم بالتركيز على هذه النقطة واختيار الحارس الذي يتوسم فيه الخير وإعداده من الآن لنهائيات كأس إفريقيا حتى لا نستمر في إهدار الفرص كما حدث في منافسات سابقة وفي جنوب إفريقيا مؤخرا. المنتخب: كيف ترى وضعية المنتخب الأول في غياب ناخب وطني مع العلم أننا سنستضيف نهائيات الكان المقبل؟ العسكري: هي وضعية شادة ولا تخدم بتاتا مصلحة الكرة المغربية، فكل المنتخبات الإفريقية التي ستشارك في الإقصائيات تتمتع باستقرار على المستوى التقني وكذا على المستوى البشري، بل منها من استغل الشان للإستعداد للكان المقبل، في حين أننا لا نعرف بعد الربان القادم للمنتخب، وهذا يحز في النفس كثيرا فلا يعقل أننا مقبلون على استضافة منافسة من حجم كأس إفريقيا للأمم ونعيش مثل هذه الحالة من الضياع وغياب لإستراتيجية خاصة بالمنتخب الوطني ولمباريات إعدادية وحين نفشل مرة أخرى نلعن الحظ وأشياء أخرى في حين أننا لم نقم بما يجب القيام به، لذا فيجب عدم تضييع المزيد من الوقت و العمل على تدارك ما فات بالتدخل السريع لإنقاذ المنتخب الوطني والإعلان عن البرنامج الإعدادي الذي يتضمن معسكرات ومباريات إعدادية حتى نكون في الموعد. المنتخب: نعود لفريق الرجاء وبعد التألق في الموندياليتو لم تكن عودتكم للبطولة بالموفقة، فما هي الأسباب؟ العسكري: منافسات الموندياليتو كانت لها طبيعتها الخاصة بداية بنوعية الخصوم التي تختلف كليا عن باقي الأندية الوطنية، كما كنا نمثل الكرة المغربية بصفة عامة وهذا كان أكبر حافز لكل اللاعبين وكانت ظروف المباريات وطبيعتها الدولية تختلف كليا عن المنافسات المحلية التي تتميز بتراجع الخصوم للدفاع مع محاولة استغلال أخطائنا لتسجيل الأهداف، وذلك عكس مباريات الموندياليتو التي تميزت بلعب مفتوح، ما سهل من مهمتنا وساعدنا على تحقيق الإنتصارات بحكم تواجد المساحات الفارغة التي يستغلها لاعبو الرجاء بشكل جيد، وهذا لا يعني بأننا سننزل أيدينا في البطولة، فحظوظنا ما زالت قائمة للمنافسة على اللقب. المنتخب: لكن فريق الرجاء يبتعد كثيرا عن المتزعم المغرب التطواني والبعض يرى استحالة العودة من بعيد؟ العسكري: لا وجود لشيء مستحيل في كرة القدم، نعترف بأننا ضيعنا الكثير من النقط في مرحلة الذهاب لعدة عوامل منها غياب بعض العناصر الأساسية للإصابة والتوقيف وسوء الحظ في بعض الأحيان، حيث كنا نضيع العديد من فرص التسجيل في كل مباراة، هذا بالإضافة للتركيز على منافسات كأس العالم للأندية، والآن وبعد أن تذوقنا حلاوة المشاركة في كأس عالمية من هذا الحجم فإننا سنركز جهودنا على منافسات البطولة لنضمن المشاركة فيها السنة القادمة ولدينا بعض المباريات المؤجلة سنحاول استغلالها للإقتراب من المقدمة، وفي المرحلة المقبلة سنلعب تحت شعار ممنوع الخطأ. المنتخب: أنتم تفكرون بهذا المنطق وباقي الأندية التي تنافس بدورها على اللقب مثل تطوان والوداد والكوكب يحدوها نفس طموحكم، فكيف ترى هذه المنافسة؟ العسكري: هذا حق مشروع لكل الفرق أن تنافس على لقب البطولة، وهذا ما سيساهم في تطور الكرة المغربية والرفع من قيمة المنتوج الكروي الوطني والذي تمثله البطولة، كما سينعكس ذلك بشكل إيجابي على المنتخب الوطني،و داخل الرجاء نحترم كل الفرق الوطنية لكننا لسنا متخوفين من المنافسة بحكم تعودنا على مباريات كبيرة، وبالنسبة لنا نملك في جعبتنا أزيد من 15 مباراة سنناقشها واحدة تلو الأخرى بكل الجدية اللازمة،و على عكس بعض الفرق فإننا نتمتع بالسرعة النهائية التي قد تخدم مصالحنا كما حصل في الموسم الماضي حين تفوقنا على فريق كبير من حجم الجيش الملكي. المنتخب: بعد الموندياليتو رحل مجموعة من اللاعبين عن الرجاء وتمت الإستعانة بطاقات شابة جديدة، ألا ترى بأن هذا التغيير قد تكون له عواقب سلبية على أداء الفريق؟ العسكري: لا أظن ذلك، فالفريق حافظ على أهم ثوابته وعلى كل العناصر الأساسية باستثناء رحيل شمس الدين الشطيبي الذي أتمنى له التوفيق رفقة باقي اللاعبين الآخرين الذين غادروا الفريق، والمكتب المسير وكذا الطاقم التقني هم الأدرى بمصلحة الرجاء ومن دون شك فإن هذه الخطوة التي قاموا بها تندرج وفق استراتيجية جديدة ترمي للحفاظ على الإستمرارية وتأطير بعض العناصر الشابة حتى تكون خير خلف لخير سلف، وكلاعبين مجربين فإننا لن ندخر أي جهد لتأطير هذه العناصر الشابة ودعمها من الناحية المعنوية لتكون عند حسن ظن الجماهير الرجاوية وتكون أهلا لحمل قميص الفريق الأخضر. المنتخب: استعان فريق الرجاء كذلك بخدمات المهاجمين الوادي وعمرو زكي، فما هي الإضافة التي يمكن أن يقدمها الوافدان الجديدان للفريق؟ العسكري: عبد الكبير الوادي قدم أوراق اعتماده في الشان الأخير وأكد بأنه سيكون ربحا كبيرا لفريق الرجاء فهو لاعب طموح ومن دون شك سيقول كلمته رفقة الرجاء وسيقدم الإضافة لخط الهجوم، كما أنه يمثل الجيل الجديد من اللاعبين الموهوبين، أما عمرو زكي فإنه يمثل عنصر الخبرة بالنظر لتجاربه الإحترافية السابقة وكذا مع المنتخب المصري، شخصيا لم تتح لي الفرصة للتعرف عليه أكثر وأتمنى له كل التوفيق رفقة الوادي ليدعما باقي العناصر التي تبلي البلاء الحسن في خط هجوم الفريق فنحن بحاجة لكل العناصر في المرحلة القادمة. المنتخب: وفي نظرك ما هي الإضافة التي قدمها المدرب البنزرتي لفريق الرجاء؟ العسكري: لكل مدرب طريقته وأسلوبه في العمل وكذا بصمته التي يمكن أن يتركها في الفريق، وإذا كان المدرب فاخر بتجربته الكبيرة قد نجح في تكوين فريق كبير استطاع حصد الألقاب فإن المدرب البنزرتي كان ذكيا في تعامله مع هذا الإرث الذي تركه له فاخر وتوفق في قيادة الفريق نحو مركز الوصافة بالموندياليتو وهذا يؤكد بأنه مدرب كبير وقوته تكمن في عدم تقييد اللاعبين ومنحهم فرصة للإبداع وأتمنى له مزيد من النجاح رفقة الفريق وأن نتمكن من استثمار تجربته الكبيرة والإستفادة منها بشكل جيد. المنتخب: إنطلق العد العكسي لمنافسات عصبة الأبطال الإفريقية، فكيف ترى المواجهة القادمة أمام فريق ديامون سطار السيراليوني؟ العسكري: هي مباراة مثل جميع المباريات الأخرى سنخوضها بكل الجدية اللازمة وسنعمل على تحقيق نتيجة جيدة والفوز بحصة عريضة لنخوض مباراة الإياب بكل أريحية، نعلم أن الكرة الإفريقية قد تطورت كثيرا في السنوات الأخيرة ولا وجود لفريق ضعيف وهذا ما يدفعنا لبذل جهود مضاعفة في المباراة التي سنخوضها بميداننا وأمام جمهورنا لتفادي أية مفاجأة في لقاء الإياب. المنتخب: هل تضعون الفوز بلقب العصبة ضمن حساباتكم، وكيف يمكن التوفيق مع منافسات البطولة وتجاوز مخلفات ضغط المباريات؟ العسكري: الرجاء فريق كبير ومن المفروض أن ينافس على كل الألقاب والواجهات، وهذا الموسم شاركنا على عدة واجهات واستطعنا الوصول لنهائي كأس العرش ونهاية الموندياليتو وهذا إنجاز كبير ولدينا الآن واجهتي البطولة وكأس عصبة أبطال إفريقيا سنخوضها بنفس الحماس وبرغبة قوية للتتويج وبفضل التجربة التي يمتلكها اللاعبون والطاقم التقني سنكون إن شاء الله في الموعد. المنتخب: أي حارس مرمى إلا ويرتاح لبعض اللاعبين خاصة المدافعين فمن من اللاعبين يرتاح لهم خالد العسكري؟ العسكري: شخصيا أرحب بكل اللاعبين الذين يشكلون فريق الرجاء ولا أحمل ضغينة أو حقدا لأي أحد فكل اللاعبين إخواني وأصدقائي وهمنا جميعا هو مصلحة فريق الرجاء، وكل من له القدرة على منح الإضافة للفريق فأهلا به، لكن بحكم المباريات العديدة التي لعبتها هذا الموسم مع الثنائي أولحاج وبلمعلم فإنني تعودت كثيرا على اللاعبين في متوسط الدفاع. المنتخب: هل أنت مرتاح حاليا داخل الرجاء وهل ستستمر مع الفريق؟ العسكري: لقد اخترت فريق الرجاء عن قناعة وواجهت الكثير من المشاكل والعراقيل بعد هذا القرار الذي اتخذته، لكنني وجدت مسؤولي الرجاء إلى جانبي وكذا الجماهير الرجاوية التي ساندتني بكل قوة و الحمد لله فإن الإختيار كان صائبا وموفقا بعد أن حققت رفقة الرجاء ما لم أكن أحلم به وهذا ما يجعلني أكثر ارتياحا، كما أنني أراهن على الإستمرار مع الفريق وتحقيق المزيد من الألقاب خاصة أن عقدي مع الرجاء لن ينتهي إلا في يونيو 2015. المنتخب: ما هي الذكريات التي ستبقى خالدة لدى الحارس العسكري؟ العسكري: هي من دون شك تلك اللحظات الجميلة التي عشناها بمناسبة كأس العالم للأندية والوصول للمباراة النهائية أمام العملاق البافاري وتشريف جلالة الملك محمد السادس نصره الله بحضوره الشخصي لدعمنا ومساندتنا في هذه المباراة ثم استقباله لنا بالقصر الملكي بالدارالبيضاء والحفل الذي خصصه لنا جمهورنا بمركب محمد الخامس، إن مثل هذه الذكريات لا يمكن إلا أن تظل راسخة في ذاكرتي ففي بعض الأحيان استعرضها أمام عيني وأعيشها في كل اللحظات ومنها أستمد القوة والحماس للمضي قدما في مسيرتي وتحقيق المزيد من الإنجازات التي ستغني رصيدي لأرويها لأبنائي في المستقبل. المنتخب: ماذا استفاد العسكري من هذه المشاركة العالمية، وهل أضافت شيئا لشخصيتك؟ العسكري: بالفعل فقد خلقت هذه التجارب ليستفيد منها الإنسان ولتضيف أشياء جديدة لشخصيته، وفي هذه المنافسة العالمية كنا سفراء فوق العادة للكرة المغربية وساهمنا في تشريف سمعتها بعد أن تابع العالم بأسره إنجازاتنا وتفوقنا على أعتد الأندية ووقوفنا ندا قويا للفريق البافاري، وشخصيا فإن هذه المباريات زادتني ثقة في نفسي فليس من السهل أن تقف في وجه لاعبين كبار ويتم اختيارك كأفضل حارس في إحدى هذه المباريات، وما زاد من اعتزازنا هو التشريف الملكي لنا وكذا المساندة التي حظينا بها من طرف الشعب المغربي، وهذا ما يضاعف من حجم المسؤولية التي باتت على عاتقنا لنحافظ على الإنجازات التي تحققت في هذه المسابقة العالمية. المنتخب: هل لك من كلمة أخيرة في ختام هذا اللقاء العسكري: أشكر جلالة الملك نصره الله على هذه الإلتفاتة تجاه فريق الرجاء، كما أشكر مجددا كل الجماهير الرجاوية وكل من ساند خالد العسكري في مشواره وفي أصعب اللحظات ليصل لما وصل إليه الآن وأطلب من الجمهور الرجاوي أن يستمر في دعمه ومساندته لنا حتى تتحقق كل الأحلام والطموحات وأتمنى أن تعود الكرة المغربية لسابق عهدها وأن أحظى بفرصتي الكاملة رفقة المنتخب الوطني كما حصل عليها حراس آخرون. حاوره: إبراهيم بولفضايل - عبد الحق جدعي