لقب البطولة أنصف جهود اللاعبين وحقق حلمي القديم جمهور الرجاء لم أر له مثيلا، وسنعوضه في المونديال كثيرا عشنا منافسة مع الجيش وسيناريو التتويج لم يكن متوقعا عصبيتي نابعة من عقلية الفوز التي تشبعت بها كشف مهاجم الرجاء البيضاوي حمزة بورزوق عن سعادته الكبيرة عقب التتويج رفقة النسور باللقب 11 في تاريخ النادي البيضاوي، وقال في حواره مع «المنتخب»، بأن تحقيق درع البطولة الوطنية الإحترافية، لم يأت من عدم بل نتيجة تظافر جهود كل اللاعبين والطاقم التقني، والمكتب المسير، مشيرا أيضا بأن جمهور الرجاء كان رقما صعبا في معادلة التتويج باللقب. بورزوق الذي سجل لحد الآن تسع أهداف مع الرجاء، وكان من أبرز مهاجمي البطولة، تحدث عن المنافسة التي عاشها فريقه مع الجيش الملكي، وكيف لعب الضغط بزملائه في الفريق عقب الإقصاء من كأس العرب، والطريقة التي تم بها تجاوز حالة الإحباط، حتى معانقة لقب البطولة الذي أكد بأنه يمثل له حلما تحقق، خاصة وأنه سيفتح للفريق الأخضر باب المشاركة في نهائيات كأس العالم للأندية التي سيحتضنها المغرب في شهر دجنبر المقبل. بورزوق تحدث عن مجموعة من المواضيع، التي نترككم تكتشفونها في هذا الحوار مع واحد من الذين صنعوا تتويج الرجاء بلقب البطولة الوطنية. المنتخب: تعذبتم كثيرا قبل نيل لقب البطولة الوطنية، كيف عشت سيناريو مباراة الدورة 29 أمام الدفاع الجديدي؟ بورزوق: في الحقيقة كنا نطمح لتحقيق نتيجة إيجابية أمام الدفاع الحسني الجديدي، الحظ وقف بجانبنا في المباراة بعدما خاننا في أكثر من مناسبة، هنيئا لكافة الجمهور الرجاوي باللقب، وللمكتب الميسر وللمدرب فاخر، على المجهودات التي تم بذلوها من أجل الظفر باللقب من جهة وضمان الحضور بكأس العالم للأندية، وهي المنافسة التي لطالما حلم بها مناصرو الفريق الأخضر لتتبع فريقهم وهو يلعب أمام كبريات الأندية الأوروبية وكذا الأمريكية. المنتخب: حضور الرجاء لثاني مرة في كأس العالم للأندية، أكيد أنه يمثل لكم كلاعبين إنجازا خاصا بلغتموه؟ بورزوق: بطبيعة الحال، فبعد عام من العمل الشاق تمكننا من تحقيق هدفين سطرناهما منذ البداية، توجنا بلقب كأس العرش الموسم الماضي، وواصلنا العمل بجدية من أجل لقب البطولة الحالية، الذي مكننا من ضمان بطاقة العبور لمونديال الأندية، وهذا أمر إيجابي. الفرحة الكبرى إكتملت، ومن الرائع أننا أدخلنا الفرحة على قلوب جمهور رجاوي كبير، حضر لتشجيعنا بكثافة في المباراة أمام الدفاع الحسني الجديدي وألهب المدرجات. المنتخب: ألا ترى معي حمزة، بأن الأداء لم يرق لتطلعات الجمهور بالرغم من الفوز على الدفاع، أكيد أنكم عانيتم من الضغط الذي فرملكم كثيرا في المباراة؟ بورزوق: الدفاع الحسني الجديدي وبعدما ضمن مكانه في البطولة، لم يكن لديه ما يخسره، لعب أمامنا وقدم كل ما يملك، عكس لاعبي الرجاء الذين كانوا يدركون أن أي هفوة قد تنعكس عليهم بالسلب. عشنا على أعصابنا كثيرا أمام الدفاع الحسني الجديدي، وحتى وأننا لم نقدم أداءا كبيرا، فإننا نلتمس العذر من الجميع، لأننا كنا نبحث عن التتويج أو بالأحرى الفوز في المباراة. المنتخب: كيف كنتم تتفاعلون مع نتائج الجيش الملكي الذي تعادل مع المغرب الفاسي، وهو مطاردكم المباشر؟ بورزوق: كنا نركز فقط على مباراتنا، لم نهتم كثيرا لنتائج الجيش الملكي، بالرغم من أن الفريق العسكري كان هو منافسنا الأول، وبالحديث أكثر عن مباراتنا أمام الدفاع الحسني الجديدي، فالهدف الذي وقعه كروشي منحنا ثقة كبيرة في النفس وساعدنا على مجاراة إيقاع اللعب، حتى آخر رمق من المباراة. ما أعجبني كثيرا هو أن لاعبي الرجاء واصلوا البحث عن هدف الإنتصار حتى الدقائق الأخيرة من المباراة، وإلحاحنا جعلنا نتمكن من تحقيق الهدف الذي جعلنا أقرب للتويج بلقب البطولة، الذي لطالما حلمنا به هذا الموسم. المنتخب: غبت عن مواجهة النهضة البركانية برسم الدورة 28، بعد الإعتداء الذي تعرضت له في الدارالبيضاء، هل عدم جاهزيتك النفسية أم البدنية هي التي منعتك من المشاركة مع الرجاء؟ بورزوق: في الحقيقة تحدثت مع المدرب فاخر، وطالبني بإلتقاط الأنفاس بعد الحادث الذي تعرضت له، كنت أتطلع للمشاركة في المباراة أمام النهضة البركانية خاصة وأن البطولة دخلت مراحلها الحاسمة، لكن قرار المدرب كان حاسما، وفضلت مواصلة التداريب حتى أكون جاهزا لمباراة الدفاع الحسني الجديدي. أظن أن الحديث طال كثيرا عن الحادث الذي تعرضت له، وشخصيا طويت صفحته وأصبح من الماضي. المنتخب: عشتم في الدورات الأخيرة صراعا من نار مع الجيش الملكي حول لقب البطولة، كيف تقرأ سيناريو هذا التنافس؟ بورزوق: بالفعل عشنا على إيقاع منافسة شديدة مع الجيش الملكي، لأننا فرطنا في العديد من المباريات التي كنا مطالبين بحسمها، هذا هو حال كرة القدم، ولسنا نادمين على الذي فات، حاليا توجنا باللقب ونهديه للجمهور الرجاوي الكبير داخل المغرب وخارجه. المنتخب: بالرغم من تسجيلك لأهداف حاسمة مع الرجاء، إلا أن بعض المتتبعين والنقاد يؤكدون بأن حمزة، ليس بذات المقومات التي كان يظهر عليها مع المغرب الفاسي؟ المنتخب: أبدا، شخصيا أظن أني ما زلت بذات المقومات، ما يجب أن يعرفه متتبعو البطولة الوطنية، بأن اللعب للمغرب الفاسي ليس مثله في الرجاء، فلكل فريق أسلوبه الخاص في اللعب، وأظن أن إلتحاقي بالرجاء جاء برغبة مني لتأكيد مواصلة الصورة الإيجابية التي رسمتها محليا. سجلت مع الرجاء كما كنت أفعل مع المغرب الفاسي، لكن مع وجود بعض الفرق، فهنا في الرجاء الجمهور البيضاوي لا يسمح لك بتمريرة خاطئة في الملعب، وعندما ترتدي قميص النسور، الكل يحملك مسؤولية كبيرة، صراحة أقولها وأكررها، أظن أنني وزملائي في الفريق، مدينون لمناصري «الخضرا» بالشيء الكثير، ومن غير المعقول أن ننهي البطولة الوطنية في الصف الثاني خلف الجيش، فنحن متشوقون للصعود لمنصة التتويج ومعانقة واحد من أبرز ألقاب البطولة والذي سيمكن الفريق المتوج من المشاركة في كأس العالم للأندية. المنتخب: لكن مباشرة بعد إقصاء الرجاء من البطولة العربية، تراجع أداء الفريق ودب الشك في نفوس اللاعبين، ما جعل العديد يشككون قي إمكانياتكم للظفر باللقب المحلي، أليس كذلك؟ بورزوق: الخروج من البطولة العربية جاء بسيناريو كارثي، فالهدفين الذين دخلا شباكنا أدخلا لاعبي الفريق في دوامة من الحزن، خاصة وأننا عانينا كثيرا نظرا لطول رحلات السفر التي خضناها سواء إلى العراق أو الكويت. أظن أن الرجاء لم يتجاوز مرحلة الإقصاء إلا بتظافر مجهودات مسؤوليه وكذا الطاقم التقني الذي لعب دورا كبيرا في إخراج اللاعبين من العزلة التي عاشوها والتي تزامنت مع مباريات البطولة الوطنية.. في الحقيقية أتذكر كثيرا أنها كانت لحظات صعبة على كل اللاعبين، تجاوزوها بإصرار كبير، وفي الوقت الحالي أدرك أن كل رجاوي بات مطالبا بتقليل هامش الخطأ حتى يتمكن من إنهاء الموسم على أكمل وجه. المنتخب: شخصيا أعرف طبعك الهادئ خارج الملعب، لكن وبمجرد دخولك المستطيل الأخضر تصبح أكثر عصبية، ما السبب من وراء كل هذا حمزة؟ بورزوق: هي روح الإنتصار التي تجعلني أبدو عصبيا، صحيح أنني أؤمن كثيرا بالخسارة وأيضا التعادل في كرة القدم، لكنني أطمح دوما للفوز، وهذا ما يجعلني في بعض الأحيان ألعب بمزاجية. أتمنى أن لا أتعرض لأحكام مسبقة، تقدم شخصيتي عكس ما أنا عليه، وهدفي هو مواصلة نيل ثقة الجمهور البيضاوي خاصة والمغربي عامة في المرحلة المقبلة. المنتخب: قبل توقيعك للرجاء كنت مراقبا من أندية برتغالية، لماذا فضلت الرجاء على الإحتراف الأوروبي؟ بورزوق: وكان أمامي بالإضافة إلى العروض البرتغالية، عرض آخر من ألمانيا لفريق ينتمي للدرجة الثانية، لكنني كنت آنذاك أطمح للبقاء هنا بالمغرب، حيث تزامن الوقت مع مباراة الموزمبيق على عهد البلجيكي غيرتس، حيث تم الإهتمام أيضا بلاعبي البطولة الوطنية. وضعيتي الحالية مستقرة مع الرجاء، قضيت عامي الأول مع الفريق وما زال ينتظرني موسم آخر، أتمنى أن أنهي هذا الموسم على إيقاع التتويج بلقب البطولة الذي سيفتح لنا الباب للمشاركة في كأس العالم للأندية. المنتخب: لنواصل الحديث على الرجاء، فالعرض الذي قدمه لاعبو الفريق بوجدة فوق العشب الإصطناعي، لم يكن في مستوى التطلعات، لماذا في نظرك لا يبدع لاعبو الفريق أكثر إلا في الطبيعي؟ بورزوق: بالفعل لاعبو الفريق لا يرتاحون فوق العشب الإصطناعي، وقبل المباريات التي يخوضها الرجاء فيه تحس بأن اللاعبين نفسيا غير مرتاحين، عكس المباريات التي نخوضها في الطبيعي، والتي غالبا ما نقدم فيها أداءا في المستوى. شخصيا أتمنى أن لا تستمر الجامعة في تمويل المشاريع لتهيئة ملاعب بعشب إصطناعي، ولنا في الجارة الجزائر خير مثال وكيف تأثرت كرة القدم داخلها نظرا لكثرة الملاعب الإصطناعية داخلها. المنتخب: خط هجوم الرجاء شهد منافسة كبيرة بينك وبين ياجور وكذلك الجيلاني وقشاني، كيف تعايشت مع الثلاثي المذكور هذا الموسم؟ بورزوق: في الحقيقة خط هجوم الرجاء تميز هذا الموسم كثيرا والدليل كثرة الأهداف التي تم تسجيلها سواء بالدارالبيضاء أو خارجها، فبلوغ 54 هدفا يؤكد أهمية الدور الذي لعبته العناصر الرجاوية ومن ضمنها التي تمثل الخط الأمامي. حاوره: