الإختيار بُني على العقل وليس على القلب ليس صحيحاً أنني هربت من الضغط بيني وبين لكروني الملعب وأنا أعتبره أخاَ لي أحلم مع الجيش بلقب البطولة وبالحضور في كأس العالم الإحتراف علمنا أنه على قدر العزم يأتي النجاح كشف أنس الزنيتي حارس المنتخب الوطني والجيش الملكي بأنه سعيد بضمان إستمراريته في الحضور مع المنتخب الوطني، وكشف بأن توقيعه للفريق العسكري جاء عن قناعة، وتحكمت فيه مجموعة من العوامل، مشيرا بأنه يكن الإحترام لكل الأطراف التي كانت تسعى للإستفادة من خدماته. وأوضح الزنيتي في الحوار الذي أجرته معه «المنتخب» في مقر إقامة المنتخب الوطني، بأنه واع بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه في القادم من الأيام، ويتطلع لتحسين إمكانياته لضمان حضور دائم رفقة المنتخب الوطني، وتحدث ابن فاس عن مجموعة من الأمور التي تخص مسيرته الكروية ومن أهدافه المستقبلية مع الجيش، ورهاناته الكبرى، مضيفا أنه يسعى ليكون عند حجم إنتظارات الجماهير المغربية وكذا العسكرية. المنتخب: وجدت مكانك رفقة المنتخب المحلي بعد حضورك مع المنتخب الأول، ماذا يمثل لك هذا الإستمرار على مستوى المنتخبات الوطنية ؟ الزنيتي: سعيد بحضوري رفقة المنتخب المغربي للمحليين الذي يضم بين صفوفه العديد من اللاعبين المتميزين في البطولة الوطنية، وأتمنى أن أكون في مستوى إنتظارات الجمهور المغربي وكذا الطاقم التقني الذي وضع في شخصي الثقة كاملة للحضور مع المنتخب الوطني. سبق لي وتدرجت في كل المنتخبات الوطنية الصغرى والإستمراية ولو بعد فترة غياب تؤكد بأن العمل الذي أقوم به، وإشتغالي بشكل جدي أصبح يعطي أكله. المنتخب: أنس كسؤال مباشر، لماذا فضلت التوقيع للجيش الملكي على الرجاء البيضاوي الذي خطب ودك قبله؟ الزنيتي: كانت أمامي مجموعة من العروض وليس عرض الرجاء البيضاوي فقط، الذي أحترمه كثيرا، في الحقيقة فضلت الجيش الملكي بعد مشاورات مكثفة مع محيطي وأسرتي، التي كان لها دور كبير في حسم مستقبلي، بعد مسيرة موفقة مع المغرب الفاسي. منذ أن قررت الرحيل عن صفوف «الماص»، كنت أسعى للإلتحاق بنادي كبير أطور معه مؤهلاتي، ووضعت مجموعة من المعايير ألححت على ضرورة توفرها من أجل تغيير الأجواء، ومعظمها توفرت في الفريق العسكري الذي أشكر مسؤوليه على الطريقة التي قدروني بها. المنتخب:راج في الأوساط الكروية بالمغرب أنك فضلت الجيش أيضا لعدم قدرتك على تحمل الضغط في الدارالبيضاء، أعني بذلك الجمهور البيضاوي؟ الزنيتي: دائما ما تميزت علاقتي مع جماهير كل الأندية المغربية بالإحترام، لأني تربيت داخل بيت يعتبر الأخلاق جوهر الحياة، وإنتقالي للجيش الملكي لا يرتبط أبدا بأي نوع من الضغوطات، فأنا لاعب محترف، أعرف واجباتي وحقوقي، وكل هذا سأثبته داخل الجيش الملكي، الذي أعتز بالتوقيع في كشوفاته. المنتخب: كيف وجدت الأجواء داخل الجيش بعد إنخراطك في التداريب معه؟ الزنيتي: ما إن تذكر الجيش الملكي حتى تذكر أجواء الإنضباط التي تسود داخل هذا الفريق، وهذا معطى لا ينكره أي أحد داخل المغرب، لكن صدقني الإنخراط في التداريب مع الجيش والتعرف عن قرب على كيفية الإشتغال في المركز الرياضي، يؤكد شيئا واحدا، هو أن الفريق العسكري يسبق كل الأندية الوطنية من حيث تطبيق الإحتراف الذي فرضته الجامعة. المسؤولون يوفرون كل الظروف، واللاعبون أمامهم هامش كبير لتطوير إمكانياتهم، لذا من لم يرفع من مؤهلاته رفقة الجيش فلن يلوم إلا نفسه. المنتخب: قدومك للجيش ،ساهم في رفع نسبة الضغط على الحارس لكروني الذي لعب الموسم المنقضي كرسمي، ماذا تقول في هذا الصدد؟ الزنيتي: البطولة المغربية دخلت عهد الإحتراف، وحتى وإن تواجد داخل الفريق الواحد ثلاثة حراس لهم إسم كبير، فإن ذلك لن يكون عائقا، فالأفضل والجاهز هو الذي سيأخذ مكانه كرسمي. أحترم لكروني كثيرا كما باقي أصدقائي داخل الجيش الملكي، وأتمنى أن نتعاون فيما بيننا لما فيه مصلحة للجيش الملكي، سنشتغل من أجل هدف واحد، ولا يهم من سيكون رسمياً ومن سيكون في الإحتياط، الأهم من كل هذا هو أن يحقق الفريق نتائج إيجابية ويواصل السير على ذات النهج الذي ظهر به في الموسم المنقضي. المنتخب: ما هي أهدافك مع الجيش بالنظر للعقد الذي وقعته مع الجيش والذي يمتد لموسمين؟ الزنيتي: صراحة أحلم بالتتويج بلقب البطولة الوطنية،مع إنطلاق الموسم المقبل والمشاركة في كأس العالم للأندية،وأكيد أن التوقيع لعامين سيتيح أمامي فرصة التأقلم بشكل جيد مع أجواء فريق الجيش الملكي الذي يراهن مسؤولوه على الإضافة التي سأقدمها لهم، وعبر «المنتخب»، أؤكد أنني سأسعى جاهدا لكي لا أخيب ظنهم. بالإضافة إلى كل هذا ستكون مشاركتي مع الجيش في منافسة عصبة الأبطال الإفريقية، واحدة من الرهانات التي أسعى لكسبها، لذا لن أتواني كي يستفيد الجيش من التجربة الإفريقية التي راكمتها مع فريقي السابق المغرب الفاسي. المنتخب:أبناء فاس عادة ما ينسجمون بسرعة داخل الجيش الملكي، أكيد أنك لن تشكل الإستثناء؟ الزنيتي: كما ذكرت سابقا قبل التوقيع للجيش إستشرت مع بعض الأصدقاء، وأكدوا لي بأن الأجواء محفزة للإشتغال، لذا وبعد توحد الأراء داخل أسرتي لم أتردد في حسم إختياري والإنضمام للكتيبة العسكرية التي ينتظرها موسم مقبل مليء بالتحديات، بالنظر لما ينتظره الجمهور العسكري من فريقه، خاصة في ظل التعاقدات التي أجراها الفريق والتي جعلت الإهتمام الإعلامي يكبر بهذا الفريق، وباقي الأندية أصبحت تضرب له ألف حساب. المنتخب: أنس هل ترى معي أنك قدمت للإحتراف ما إستفدت منه كواحد من الوجوه البارزة في البطولة؟ الزنيتي: شخصيا نعم قدمت للإحتراف ما إستفدت منه، فالزنيتي كحارس حالي للجيش الملكي لم يجد نفسه في رمشة عين حامي عرين الفريق العسكري، الطريق لم يكن أمامي مفروشا بالورود، بل ثابرت وإجتهدت كثيرا في تداريبي رفقة المغرب الفاسي، حتى وصلت للمستوى الذي أنا عليه حاليا، لذا فكوني واحدا من الوجوه التي لفتت الإنتباه كما ذكرت، فذلك نتيجة أستحقها ويستحقها كل مجتهد. المنتخب: تحظى بإهتمام وتقدير كبير بتونس، أكيد أن تألقك في نهائي كأس الإتحاد الإفريقي، عرفك أكثر بالجمهور التونسي؟ الزنيتي: بالفعل واجهت العديد من الأندية التونسية وغالبا ما قدمت أمامها مباريات في المستوى، لذا سيكون من الطبيعي أن يعرفني الجمهور التونسي وانا فخور بالإهتمام الذي لقيته من التونسيين في بلادهم. المنتخب: لنواصل الحديث عن فريقك الجديد الجيش الملكي، الذي إحتل الصف الثاني الموسم الماضي في البطولة، أكيد أن لقب البطولة سيكون هو الهدف الأسمى، هل ترى أنس أن اللاعبين الحاليين قادرين على رفع هذا التحدي؟ الزنيتي: بالفعل هم قادرون، فالجيش حاليا أصبح يتوفر على خيرة لاعبي البطولة الوطنية، وبإمكانه المنافسة على اللقب، الرجاء والعديد من الأندية التي إعتادت المنافسة على الألقاب في المغرب بدورها ستكون منافسا قويا لنا، لكننا سنسخر كافة المجهودات ليستعيد الفريق العسكري توهجه. التوابل كلها مهيأة إن جاز هذا التعبير، وسنعمل كلاعبين فيما بيننا من أجل الصعود لمنصة التتويج ،كي يتصالح الفريق بشكل رسمي مع جمهوره. المنتخب: الجيش بدوره أقبل على تغيير مدربه، والمهمة حاليا مناطة بالميلاني، هل من كلمة في حق هذا الربان الجديد؟ الزنيتي: أظن انه ليس غريبا على الجيش الملكي، وهو إبن الدار، سنتعاون معه كلاعبين من أجل الظهور بصورة إيجابية في البطولة الوطنية، الكل يجب أن ينخرط في مشروع واحد، وهو تحقيق أكبر عدد من النتائج الإيجابية، وبحول الله وبالنظر للتركيبة البشرية الحالية، فإن المستقبل يبشر بالخير في الجيش الذي يتوفر على مرجعية تارخية كبيرة داخل المغرب وخارجه. المنتخب: غالبا ما قدم الجيش حراسا للمنتخب المغربي، أكيد أنس أن إلتحاقك به سيجعلك قادراً على الإستمرار رفقة المنتخب الوطني؟ الزنيتي: أي حارس مرمى في المغرب أظنه يتمنى اللعب للجيش، وهذا أمر بديهي، لا نقاش حوله، والتحدي الذي سأرفعه مع نفسي هو ضرورة تقديم أداء يليق بالزنيتي خريج مدرسة «الماص» المعروفة بتكوين حراس من المستوى العالي، تحت إشراف الإطار الكتامي وآخرين، لذا أمامي مشروع مع الجيش أريد النجاح فيه بأي ثمن. حاوره: