يسير الحارس الشاب، علي الكروني، في اتجاه التوقيع على موسم موفق بقميص فريق الجيش الملكي، بعد اختياره حارسا أول على حساب أسماء أخرى، نظير اجتهاده وأدائه المميز، سواء خلال الحصص التدريبية أو في المباريات الرسمية. أكيد أن لا أحد يشك في مساهمته الفاعلة في جعل الفريق العسكري يحتل المركز الثاني في سبورة الترتيب العام، وبالتالي يوجد في دائرة المرشحين للتتويج باللقب الوطني. يدرك علي الكروني جيدا أنه يتحمل مسؤولية كبيرة، ليس فقط لأنه يحرس عرين فريق يراهن عليه جمهور العاصمة للعودة إلى منصات التتويج، ولكن أيضا لأنه يخلف أسماء وازنة كان لها حضور كبير على الساحة الرياضية الوطنية، سواء بقميص الفريق العسكري أو بألوان منتخب أسود الأطلس، من قبيل علال بنقصو، وصلاح الدين احمييد، وأسطرا، وعبد القادر لبرازي، وطارق الجرموني، الذين يحتفظ لهم الجمهور العسكري بذكريات جميلة. في حواره مع "المغربية"، يعترف الكروني بصعوبة المسؤولية، لكنه يصر على أن الوقت حان لعودة الجيش الملكي إلى ساحة الأضواء، واعتلاء منصات التتويج سواء على الصعيد الوطني أو القاري، مضيفا أن الجيل الحالي من اللاعبين يتمتع بمؤهلات عالية، كما لديه طموح كبير في إضافة ألقاب جديدة إلى خزينة الفريق العسكري. كيف استقبلتم خبر إجراء مباراتكم أمام النصر بليبيا؟ لا أعتقد أن الأمر سيغير من طبيعة المباراة، أكيد أن الفريق الليبي سيحظى بدعم كبير من طرف أنصاره، سيما أن المباراة تأتي بعد مدة طويلة من الحظر الذي فرضه الاتحاد الإفريقي على الاتحاد الليبي لكرة القدم، بمنعه من إقامة المباريات الدولية فوق أرضه، لكن كل هذه الأمور لن تثني عزيمتنا بخوض المباراة من أجل العودة ببطاقة التأهل للدور المقبل. أعتقد أن مباراة الإياب في ليبيا ستجعلنا نلعب بشكل أفضل سيما أن فريق النصر سيخرج من تقوقعه الدفاعي، ما سيمكننا من استغلال المساحات التي سيتركها، فضلا عن أن فريق الجيش الملكي يلعب بشكل أفضل خارج ميدانه، فيما نجد بعض الصعوبات في المباريات التي تقام بملعب المجمع الرياضي مولاي عبد الله، بسبب الضغط النفسي الذي يفرضه علينا الجمهور، إضافة إلى اعتماد الفرق الضيفة على أساليب دفاعية تصعب كثيرا من مهامنا. الجميع خرج بقناعة أنكم ضيعتم فرصة الخروج بفوز كبير في مباراة الذهاب، ما تعليقك على ذلك؟ صحيح أننا ضيعنا عددا كبيرا من الفرص السانحة للتهديف في مباراة الذهاب التي أقيمت بالرباط، والتي شهدت ركون الفريق الليبي إلى الدفاع، وهو المعطى الذي صعب من مأموريتنا في بلوغ مرمى الحارس الليبي. سقطنا أيضا في فخ التسرع، ما جعلنا نضيع العديد من الفرص التي كانت سانحة للتهديف، دون أن ننسى أن الحكم رفض هدفا مشروعا، وأعتقد أن عامل الحظ كان حاضرا إلى جانب الفريق الليبي . عموما مباراة الإياب ستكون صعبة، نظرا للنتيجة التي انتهت بها مباراة الذهاب، إذ اكتفينا بالفوز بهدف وحيد رغم أنه كان بإمكاننا الفوز بنتيجة عريضة، ورغم الوضع الذي تعيشه ليبيا، سنستعد للمباراة بشكل عاد، كأي مباراة من مباريات البطولة، وسنسعى جاهدين للعودة ببطاقة التأهل من قلب بنغازي. وقعتم على بداية قوية هذا الموسم، ما مكنكم من احتلال رتبة متقدمة في سلم ترتيب البطولة. كيف ترى حظوظكم في انتزاع لقب الموسم الحالي؟ أعتقد أن الفوز بلقب البطولة هو طموح مشروع لمختلف الفرق الوطنية، وأعتقد أن المجال مفتوح أمام كل الفرق المؤهلة للتنافس عليه، ونحن مطالبون بالعمل على تحقيق اللقب من أجل إرضاء جمهورنا الكبير الذي يستحق فعلا أن نهديه لقبا جديدا. بطبيعة الحال المهمة لن تكون سهلة، سيما أن المنافسة محتدمة بين ثلاثة من أقوى الفرق المغربية، ويتعلق الأمر بالرجاء والوداد البيضاويين، وفريق الجيش الملكي، دون أن ننسى بعض الأسماء التي بإمكانها خلق المفاجأة، خصوصا الفتح الرياضي والمغرب الفاسي، اللذان أكدا قدرتهما على قلب الموازين في أي لحظة، كما أنهما ما يزالان داخل دائرة المرشحين للتتويج باللقب. لقب الموسم الحالي مختلف لأن الحاصل عليه سينال شرف تمثيل المغرب في كأس العالم للأندية، هل يمثل لكم هذا الامتياز حافزا إضافيا للفوز باللقب؟ دون شك أن الرغبة في المشاركة في كأس العالم للأندية المقرر إقامتها في المغرب، ستجعل المنافسة على اللقب أكثر حدة. أعتقد أن المشاركة في بطولة العالم للفرق ستزيد من قوة الصراع بين مختلف الفرق المرشحة للتتويج، لأن المشاركة في مسابقة من هذا الحجم لا تتاح دائما للفرق المغربية، لذلك سنعمل كل ما بوسعنا للدفاع عن حظوظنا للفوز بلقب البطولة الوطنية، التي ستفتح لنا المجال للعب على مستوى عالمي. تنتظركم مباراة قوية أمام فريق الرجاء من شأنها أن تحسم كثيرا في مصير اللقب؟ بطبيعة الحال ستكون مباراة قوية، باعتبار أنها ستجمع صاحب الصدارة بمطارده المباشر. سنعمل على التحضير لهذا الموعد بشكل جيد، بحكم قيمة المواجهة، وسنذهب إلى مدينة الدارالبيضاء من أجل انتزاع نقاط الفوز، التي ستمكننا من تزكية حظوظنا في اللعب من أجل اللقب، خصوصا أننا على ثقة من أننا نقدم مباريات كبيرة خارج القواعد، بحكم أن الضغط يكون أقل، مقارنة بما يكون عليه الأمر حينما نستقبل ضيوفنا بمدينة الرباط. كما أن مبارياتنا السابقة أمام الرجاء أظهرت دائما أننا نستحق نتيجة الفوز، سواء تعلق الأمر بمباراة الذهاب ضمن البطولة الوطنية، أو خلال نهائي كأس العرش، الذي خسرناه بضربات الجزاء الترجيحية. يبدو لي أن المباراة ستكون فرصة لرد الدين للاعبي فريق الرجاء. التزامات فريق الجيش الملكي بالمسابقة القارية يجعل عددا من مبارياته تتأجل لمواعيد لاحقة، ألا ترى أن هذا الأمر يؤثر سلبا على مسيرة الفريق؟ مما لا شك فيه أن مسألة تأجيل المباريات ستؤثر سلبا على مسيرتنا، لأن تراكم المباريات ليس في مصلحة لاعبي الفريق، الذين يجدون أنفسهم مجبرين على خوض مباريات كثيرة في ظرف قياسي، وبالتالي يفقد الفريق إيقاعه ويحصد نتائج دون المستوى، تجعله يفقد العديد من النقاط التي تكون مهمة في السباق نحو اللقب. عندما تضيع النقاط تتأثر معنويات اللاعبين، وبالطبع يفقد الفريق الكثير من الأمور في ظرف وجيز. عموما نحن كلاعبين نقدم ما لدينا، ونعمل على اجتياز كل العقبات دون أدنى خطأ، وأملنا أن نكون عند حسن ظن الجمهور العسكري، الذي ندرك جيدا أنه ينتظر تألقنا داخل وخارج القواعد. كيف استقبلت خسارة المنتخب الوطني أمام منتخب تنزانيا؟ أعتقد أن الهزيمة صعبت مأمورية منتخبنا الوطني في بلوغ مونديال البرازيل 2014، لكن لا يجب علينا لوم اللاعبين والطاقم التقني، لأن بعض العناصر الوطنية التي شاركت في المباراة كانت تفتقر إلى الخبرة على الواجهة القارية. علينا دعم لاعبي المنتخب الوطني، والرفع من معنوياتهم، خصوصا أن مجموعة من الأسماء صغيرة السن، وبالتالي ما يزال المستقبل أمامها باعتبارها أمل كرة القدم المغربية على صعيد المنتخب الوطني. علينا فقط منحها المزيد بل الكثير من الوقت حتى تنضج وتقدم المطلوب منها. المنتخب الذي خسر أمام تنزانيا ضم عددا كبيرا من لاعبي البطولة الوطنية، علما أن هناك نقاشا ساخنا حول اللاعب المحلي والمحترف؟ أعتقد أنه علينا ألا نسقط في جدال من هذا النوع، وأنا شخصيا أرى أنه لا فرق بين اللاعب المحترف في الدوريات الأوروبية، واللاعب المحلي الذي يمارس داخل البطولة الوطنية، باعتبار أن الجميع تلقى الدعوة للدفاع عن ألوان المنتخب الوطني، وبالطبع تمثل هذه الدعوة تشريفا كبيرا لكل لاعب مغربي. كل لاعب إلا ويحلم بالدفاع عن ألوان بلاده في المحافل العالمية، وأكيد أن أي لاعب مغربي داخل أو خارج أرض الوطن إلا وينتظر دعوة الناخب الوطني، ويترقب الفرصة التي يرضي فيها الجمهور المغربي. ليس المهم أن يكون اللاعب محترفا أو هاويا، بل الأهم هو العطاء، وتقديم أفضل العروض لجعل الراية الوطنية ترفرف في المحافل العالمية. يغيب اللاعبون الدوليون لفريق الجيش الملكي عن تحضيرات الفريق بسبب التزامهم بالتجمعات الإعدادية للمنتخب المغربي، ألا ترى أن هذا الأمر يؤثر سلبا على مسيرة الفريق العسكري؟ لا أعتقد ذلك. شخصيا أرى أن حضور عدد من زملائي في معسكرات المنتخب الوطني شرف كبير لنا جميعا كأفراد أسرة الفريق العسكري، علما أن هذا الأمر ليس جديدا على فريق الجيش الملكي، الذي ظل على مدى سنوات رافدا مهما يقدم أفضل العناصر للمنتخب الوطني. عندما يوجه الناخب الوطني دعوة إلى أي لاعب للمشاركة في معسكرات المنتخب، فذلك اعتراف ضمني بقيمته كلاعب داخل فريقه، وبالتالي فالعناصر العسكرية لا يمكنها سوى أن تفخر بدعوات الناخب الوطني، ونحن كزملاء لهم لا يمكن إلا أن نفخر بذلك. أعتقد أن ارتداء القميص الوطني يعود بالنفع على اللاعب الذي ترتفع معنوياته، وبالتالي يتطور عطاؤه أكثر مع فريقه، أي أنه يكون في الأخير هو المستفيد الأكبر من هذه العملية. وماذا عن طموحاتك بخصوص المنتخب المغربي؟ لن أخفيك أن الهدف الأول الذي أسعى إليه هو الدفاع يوما ما عن عرين أسود الأطلس، علما أن الانضمام إلى صفوف المنتخب يبقى، كما ذكرت سلفا، حلم كل لاعب. أعرف جيدا أن بلوغ هذا الهدف ليس سهلا، أولا لأنني مطالب ببذل مجهودات كبيرة لتقديم أفضل العروض مع الفريق العسكري، وقيادته نحو منصات التتويج، وثانيا علي التغلب على أسماء متألقة على الساحة الرياضية الوطنية، وإقناع الناخب الوطني بأنني أستحق بدوري فرصتي للدفاع عن عرين الأسود. دائما تتكرر أسطوانة كون المنتخب المغربي يعاني أزمة في حراسة المرمى، ما تعليقك على الأمر؟ لا أعتقد ذلك، لأن الساحة الرياضية الوطنية أنجبت عددا كبيرا من الأسماء التي تألقت في مركز حراسة المرمى، وأعتقد أن البطولة الوطنية تزخر بعدد كبير من المواهب، التي تمتع الجمهور. بالطبع هناك أمثلة كثيرة، لكنني أكتفي بالحديث عن حارس المغرب الفاسي، أنس الزنيتي، الذي قدم العديد من العروض المميزة وقاد فريقه لانتزاع ثلاثة ألقاب في موسم واحد، وهذا أكبر دليل على قدرته على التألق بقميص المنتخب الوطني. ما حقيقة تلقيك عددا من عروض الاحتراف ببعض الدوريات الأوروبية؟ أقول بكل صراحة إنني تلقيت بعض العروض في هذا الشأن، خصوصا من فريق نيس الفرنسي، وأيضا من أحد الفرق التركية، لكن لحد الآن ليس هناك أي تفاوض رسمي بهذا الخصوص. لذلك أنا أركز على مسيرتي مع فريق الجيش الملكي، وأسعى بالطبع إلى انتزاع لقب البطولة والسير بعيدا في المسابقة القارية وبعدها يمكنني أن أناقش مختلف العروض التي يجب أن تمر عبر القنوات الرسمية، لأنني بالطبع لاعب مرتبط بعقد مع فريق الجيش الملكي، وعلي أن أحترم اختصاصات كل طرف. كلمة أخيرة. نيابة عن باقي زملائي أقدم الشكر الجزيل لجمهور الفريق العسكري، الذي لا يبخل علينا بالتشجيع والدعم، ونعده أن نكون عند حسن ظنه، وأن نعمل جاهدين لتقديم أفضل العروض، وقيادة الفريق لانتزاع أفضل النتائج، وبالتالي العودة إلى منصات التتويج، ومن خلال ذلك إسعاد كل عاشق لألوان الفريق العسكري.