الشهادة المجروحة لو أنا خرجت من جلباب رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية، ما يجعل في العادة كل الشهادات مجروحة، وتقمصت دور الصحفي الرياضي الذي ما عشقت غيره وما إستهواني عداه من الأدوار وهي كثيرة على كل حال فإنني سأقف أمينا وصادقا مع نفسي ومن خلال نفسي لأقرأ كل هذا الذي تداعى من صور ومن مشاعر وأيضا من قبس نور والجمعية المغربية للصحافة الرياضية تنظم بضمير مبني للإحترافية وللمهنية وللأصالة العيد الرابع للإعلاميين الرياضيين العرب والعيد الأول للصحفيين الرياضيين المغاربة.. كان الإنتصار كبيرا. بحجم الإنتصارات التاريخية التي نحفظ كثيرا منها في عمق الذاكرة القومية والوطنية.. كان إنتصارا لقيم الوفاء والإعتراف لأصحاب الفضل على المهنة وعلى الحركة الرياضية. كان إنتصارا للقومية العربية. فأن يجتمع 16 هلالا من كل ربوع الوطن العربي في سماء المغرب ليرسموا بكل الأبعاد الجمالية ذاك النيزك الساحر، فإن في ذلك ما يقول بثباتنا على موروثنا الحضاري والفكري الكبير، تكريم أصحاب الفضل. وكان إنتصارا أيضا للعمق التاريخي والمهني للجمعية المغربية للصحافة الرياضية والتي ما سعت في كل ما تفعل وفي كل ما تنجز إلا لشيء واحد، أن تطابق نفسها مطابقة كاملة مع تاريخها ومع موروثها ومع نضالات جيل الرواد من أجل خلق صحافة رياضية مهنية، مواطنة ومستقلة.. وعندما أسجن نفسي تحت الإكراه الأدبي في نوع من الأنانية ، فليس لأتحدث عن نفسي أو لأطنب الحديث عن الجمعية المغربية للصحافة الرياضية، ولكن لأجدد الولاء لقيم الإنتماء إلى مهنته سفه البعض سامحه الله عمقها الفكري وحمولاتها الإنسانية و لمؤسسة رائدة نعرف جيدا قيمتها ونقدر جيدا موقعها ولا نتنازل أبدا عن أدوارها التاريخية في أن تجعل الصحافة رفيقا صادقا وأمينا ووفيا للحركة الرياضية بمغربنا الرائع والكبير. وعندما يقول زميلي وصديقي الأستاذ محمد جميل عبد القادر رئىس الإتحاد العربي للصحافة الرياضية بالصدق الذي أعرفه عنه، أن الجمعية المغربية للصحافة الرياضية أهدت الصحافة الرياضية العربية عيدا غير مسبوق في شكله الإحتفالي وفي مضمونه الإنساني والإبداعي، وهو الذي إستضاف بلده الأردن النسخة الثانية لهذا العيد ، فإن الأمر يكون بحسب رأيي شهادة تقديرية رفيعة المستوى تشعرنا كمغاربة بالإعتزاز وكإعلاميين رياضيين بالفخر، وتحفزنا كجمعية مغربية للصحافة الرياضية بمزيد من الجهد للإضطلاع بكل أمانة وبكل إقتدار بالأدوار المقيدة لنا في إطار هذه الدينامية الكبيرة التي تشهدها بلادنا للإرتقاء بالأداء الرياضي الوطني، والتي كان وزير الشباب والرياضة السيد منصف بلخياط إنسيابيا وتلقائيا في رسم معالمها وهو يختصر أمام حضور العيدين وبخاصة أمام قادة الإعلام الرياضي العربي من المكرمين الإستراتيجية الموضوعة من قبل وزارته لإعادة هيكلة الرياضة المغربية.. وكان أمرا قيما أن تجعل الجمعية المغربية للصحافة الرياضية مقدمة للعيدين، ندوة أطرها بكل إقتدار وكفاءة وأكاديمية الصديق الأستاذ محمد قعاش خبير التدبير والإقتصاد الرياضي في موضوع «دور الإعلام في بناء الإستراتيجيات الرياضية العربية». ندوة بقدر ما أبرزت بالأرقام وبالمعطيات الجازمة حاجة الرياضة العربية إلى إستراتيجية متكاملة تنطلق من مسح موضوعي للواقع الرياضي، وتنتهي إلى وضع منظومة عمل للهيكلة بالإستجابة إلى الإمكانيات الإقتصادية والإنسانية بقدر ما شددت على دور الصحافة في وضع ومرافقة هذه الإستراتيجية، دور يجعل من الصحافة في نهاية الأمر شريكا إستراتيجيا للرياضة. وهذه الشراكة تلزم هذه الصحافة بأن تكون إحترافية، مصداقية، متخصصة ولها ما يكفي من الأدوات النقدية ومن النزاهة الفكرية حتى تكون خير ناقد وخير شريك.. شكرا لكل زملائنا من قادة الإعلام الرياضي العربي الذين منحونا شرف إستضافتهم في بلدهم المغرب، شكرا للإتحاد العربي للصحافة الرياضية الذي قدم درسا عميقا في الوفاء وفي التقدير والإعتراف لأصحاف الفضل.. شكرا للجمعية المغربية للصحافة الرياضية على أنها سنت تقليدا جديدا هو من قيمة ومعيار تاريخيتها وعمقها المهني. وأملنا كبير في أن يكون هذا العيد الذي إختزل أعيادا كثيرة قد أرجع بعض المنتسبين للصحافة عن غيهم القديم وقدم لهم الصحافة الرياضية كصحافة مواطنة، نزيهة، شريفة ولا قبل لها بما يلتصق بها من حتالات. تلك كانت رسالتنا إليكم..