يرتب لزيارة إلى دول الخليج ليكمل تنظيف العرين عاد رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مساء الثلاثاء إلى أرض الوطن بعد زيارة جد ناجحة قادته إلى بعض الدول الأوروبية إنطلاقا من فرنسا ثم بلجيكاوهولندا، وكان الغرض أساسا هو صلة الرحم باللاعبين المحترفين الذين يتم إستدعاؤهم للفريق الوطني والرفع من معنوياتهم قبل ملاقاة منتخب الكاميرون في مباراة هامة برسم تصفيات كأس العالم 2010، بالإضافة لما علم رئيس الجامعة بوجود تشنجات وخلافات بين بعض اللاعبين، لذلك سارع إلى تلطيف الأجواء بينهم وشرح أفكاره وتصوراته لهم من أجل أن يتجاوز الفريق الوطني كبوة الغابون، وأسعدت هذه الزيارة كثيرا لاعبو المنتخب الوطني الذين فاجأتهم زيارة رئيس الجامعة·· الفريق الوطني الرهان الأول لرئيس الجامعة قُدر لرئيس الجامعة السيد علي الفاسي الفهري أن يجد أمامه ملف الفريق الوطني الذي سيجد نفسه بعد شهر أمام محك حقيقي في المباراة الهامة ضد منتخب الكاميرون بعد الهزيمة الأولى أمام منتخب الغابون بالدار البيضاء، وقد عمل رئيس الجامعة على جمع شمل لاعبي المنتخب قبل هذا النزال في الزيارة التاريخية للفاسي الفهري لبعض دول أوروبا، على إعتبار أن الورش الكبير الذي يراهن عليه السيد الرئيس هو ضرورة تأهيل المنتخب الوطني إلى المونديال، حيث أشار في أكثر من مناسبة بأن الفريق الوطني مازالت أمامه الحظوظ في التأهيل، وعلى الجميع التعبئة من أجل هذا الرهان الذي ينتظره المغاربة منذ سنوات، وهو الورش الذي يدخل في سياق الستة محاور الذي جاء بها رئيس الجامعة غذاة الجمع العام للجامعة· لماذا زيارة المحترفين؟ تعد هذه الزيارة سابقة في حد ذاتها لرئيس الجامعة، بحيث أن البعض اعتبرها تمردا على الأعراف بعد أن ظل مدربي المنتخب الوطني وبعض أعضاء الجامعة هم من يقومون بهذه المهمة، لكن الرئيس الجديد خرج عن طواعية للقيام بنفسه بهذه المهمة، حتى يتعرف بشكل مباشر على أوضاع اللاعبين وعلاقتهم بمحيط الفريق الوطني، وبالتالي تنظيف الأجواء من بعض المغالطات التي قد تتبادر إلى ذهن اللاعبين، لذلك جاءت هذه الزيارة في وقتها وفي ظرفية دقيقة جدا تتطلب التعبئة الشاملة من جميع مكونات الرياضة الوطنية· الفاسي الفهري يفاجئ المحترفين فاجأ رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم السيد علي الفاسي الفهري لاعبي المنتخب الوطني المحترفين بأوروبا في أول خطوة جريئة منه منذ أن تقلد مسؤولية تدبير شؤون الجامعة، وما فاجأ اللاعبين هو تواضع رئيس الجامعة وطيبوبته ودماثة أخلاقه وطريقة حديثه وإصراره على أن يكون أب جميع اللاعبين بدون استثناء، وكل ما يتعرضون له هو مسؤول عنها، وهو الأمر الذي رفع من معنوياتهم وحمسهم من أجل رد الجميل له على هذه الزيارة التي كان لها وقع كبير على نفسية اللاعبين المحترفين، والتي من شأنها أن تكون محطة أساسية لإعطاء اللاعبين قيمة مضاعفة في مباراة الكاميرون التي ستكون حاسمة جدا في مشوار الأسود· وادو في لقاء استثنائي مع الرئيس أهم ما ميز زيارة رئيس الجامعة هو اللقاء الإستثنائي الذي جمعه بالمدافع عبد السلام وادو المحترف بنادي نانسي الفرنسي، حيث كانت له جلسة خاصة مع رئيس الجامعة الذي إستمع إليه جيدا·· وبمجرد جلوسه معه، طوى وادو صفحة تصريحاته الأخيرة وعبر عن غيرته الوطنية وعلى الفريق الوطني، وقال لرئيس الجامعة بأنه دائما على استعداد للدفاع عن القميص الوطني بروح وطنية عالية وبحماس كبير، خاصة وأن هناك رغبة كبيرة لدى اللاعبين من أجل تجاوز الهزيمة الأولى أمام منتخب الغابون· وازدادت رغبة وادو في الدفاع عن القميص الوطني بعد أن تلقى وعودا من رئيس الجامعة بتنقية الأجواء وإعادة الأمور إلى نصابها والدفاع عن مصالح اللاعبين· وامتدت الزيارة كذلك نحو اللاعبين الآخرين منهم مروان الشماخ، يوسف حجي، كريتيان بصير·· وكانت جلسات مفيدة بين جميع الأطراف، حيث هنأ اللاعبون رئيس الجامعة على الثقة التي حظي بها، وتمنوا له كامل التوفيق في مسيرته ووعدوه ببذل قصارى جهودهم من أجل القميص الوطني، وأكدوا له بأنهم عندما يتوصلون بإستدعاء من الجامعة، ينتقلون إلى المغرب بدون خلفية، وأن ما يروج له لا أساس له من الصحة، وأنهم دائما رهن إشارة الفريق الوطني، ومن جانبه أبان رئيس الجامعة على أريحية كبيرة في فهم طموحات اللاعبين وتصوراتهم بخصوص المرحلة القادمة والتي تتطلب حزما كبيرا ويقظة أكثر·· إذن صفحة وادو وتصريحاته طويت نهائيا وأنه سيكون حاضرا مع المنتخب الوطني في مباراته القادمة أمام الكاميرون· بلجيكا والتضامن مع بوصوفة تزامنت زيارة رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مع حادث تعرض له الدولي المغربي مبارك بوصوفة يتمثل في الإعتداء عليه من قبل الشرطة البلجيكية، ما دعاه إلى التوجه مباشرة إلى بروكسيل، حيث حضر الرئيس الحصة التدريبية ليوم الثلاثاء برفقة امحمد الزغاري وأحد أصدقاء مبارك بوصوفة الذي جلس إلى جانبهما، وفاجأ السيد علي الفاسي الفهري مبارك بوصوفة الذي تفاجأ بدوره، وعبر له عن تضامن الجامعة معه في محنته، وأنه جاء خصيصا للرفع من معنوياته، وقد استمع السيد الرئيس إلى ما تعرض له بوصوفة، وطالبه إلى نسيان هذا الحادث لأن الفريق الوطني بحاجة إليه، وشكر هذا الأخير السيد الرئيس واعدا إياه ببذل مجهود أكبر من أجل أن يتأهل المنتخب الوطني إلى المونديال، وإلتقى في نفس السياق بنبيل درار وشمس الدين العرايشي، وجلهم ثمنوا هذه المبادرة غير المسبوقة في تاريخ الجامعة· هولندا المحطة الأخيرة بعد محطتين مهمتين في زيارة رئيس الجامعة، إنتقل بعد ذلك عبر القطار إلى هولندا، حيث كان ختامه مسك بعد أن إلتقى بنجم أزد ألكمار منير الحمداوي وكريم الأحمدي المحترف بنادي فاينورد وكانت له نفس الفلسفة والرهان هو تعبئة الفريق الوطني للمباراة القادمة ضد الكاميرون، وبذل مجهود أكبر من أجل الفوز في هذه المواجهة· الزغاري شاهد إثبات جل هذه الفصول تابعها بالعين المجردة السيد امحمد الزغاري أكبر المرشحين لشغل منصب المدير العام للجامعة والذي وافق الرئيس في هذه الزيارة، وربما هذه إشارة إلى أن الزغاري سيكون صلة وصل بينه وبين اللاعبين بكل ما يتعلق بالإدارة، مع العلم أنه كان مرشحا لأن يكون في المنصب ذاته منذ مدة عندما اقترح عليه الأمر امحمد أوزال غذاة تدهور صحة امحمد حوران لكنه اعتذر بلباقة وأدب، وربما تكون الظرفية الحالية مناسبة لتقلد هذه المسؤولية في ظل رجالات جدد وطموحات جديدة ترتبط بتدبير إحترافي حقيقي تراهن عليه جامعة الفاسي الفهري في أفق 2010، مع العلم أن امحمد الزغاري يعرف جيدا مصائب كرة القدم بعد أن وقف عندها عندما كان مديرا عاما للوداد، ثم عضوا في لجنة ترشيح المغرب لإحتضان كأس العالم 2010، ما يعني أن هذا الشاب الذي أنيطت له مسؤولية تسيير شؤون أكاديمية محمد السادس يراهن عليه في الفترة الحالية لوضع خبرته وتجربته رهن إشارة جامعة علي الفاسي الفهري· جولة ناجحة بامتياز الخلاصة التي وصل إليها رئيس الجامعة هي أن اللاعبين كانوا محبطين ذهنيا جراء الهزيمة أمام الغابون، إلا أنه إستطاع تذويب ذلك في لحظات سريعة بعد أن وعدهم بأن الجامعة ستضع رهن إشارتهم كل الظروف الممكنة ليكونوا على أتم الإستعداد لمباراة الكاميرون، إلى درجة أنهم أبلغوا رئيس الجامعة بأنه حتى وسطهم إندهش لتراجع نتائج المنتخب الوطني وإن كان يتوفر على أجود اللاعبين في إفريقيا، ما جعلهم في حيرة من أمرهم· لقد أسعدت هذه الزيارة اللاعبين ورفعت من معنوياتهم وحمستهم أكثر للدخول في معسكر إعدادي يسوده الود والوئام والإنسجام· رحلة إلى الخليج العربي بنفس الرهان من المنتظر أن يقوم رئيس الجامعة السيد علي الفاسي الفهري بزيارة مماثلة للاعبين المغاربة المحترفين بدول الخليج العربي والذين ينادي عليهم الناخب الوطني، ومن المنتظر أن يبلغهم الرئيس نفس الخطاب الذي وجهه إلى المحترفين بأوروبا خدمة للمصلحة العامة للفريق الوطني الذي يتطلع لضمان التأهيل إلى المونديال الذي غاب عنه عام 2002 بكوريا واليابان و2006 بألمانيا· من هنا اتضحت نوايا رئيس الجامعة، وهي إعطاء أهمية كبيرة للفريق الوطني وتنقية أجوائه وتنظيفها، ويؤكد بالملموس بأنه سيسهر شخصيا على كل صغيرة وكبيرة داخل قلعة الأسود ووضع كل الحواجز في وجه الدخلاء والسماسرة، فهل وصلت رسالة الرئيس لهؤلاء؟