إيلا القاضي ودادي لم تدم حلاوة الانتصار في الديربي طويلا في أفواه الوداديين، إذ عادوا مجددا إلى تذوق طعم الهزيمة بمختلف النكهات، فبعد خسارة حارة بطعم الهريسة التونسية جاءت الهزيمتان الأخيرتان بطعمين مختلفين، فالأولى كانت بطعم الأعراس الرباطية الأصيلة التي لا مكان فيها لغير المدعوين ببطاقات الدعوة، يعني ما كاينش شي صاروخ الطعام اللي غادي يدخل جبهة ويقول ليهم: «أنا ولد خال مول التيفو».. لذلك جاءت الهزيمة أمام الفتح الرباطي بمدرجات فارغة، ولا حضور إلا لأهل العرس. واللي مْوَلْفين يسْلتوا ويبداو يغوتوا في اللخر: «زيدونا بلاصة»، ما عندنا مانديروا بيهم.. فلم يكن غريبا أن تنتهي المباراة دون أن تنزل الكراسي على رؤوس الجميع.. أما الهزيمة الثانية فجاءت بطعم الأعراس الفاسية الأصيلة التي تقع فيها المصاهرة بين أفراد العائلة الواحدة فقط، اللي ماشي منّا وجا معروض يتفرج وياكل الحلوى، ويمشي فحالو قبل ما يصبح الحال.. لذلك أيضا لم يكن غريبا أن تنتهي مباراة المغرب الفاسي والوداد البيضاوي بدون غضب أحمر، وانتهى اللقاء بتبادل القبل بين أفراد العائلة الفاسية الواحدة، علاه أكرم والسقاط ماشي منهم؟ أجي، شفت دوسانطوس ربح في فاس وناضت عليه القيامة، وهاد كارزيطو شبع خسران وما كاين اللي حيّح في التيران. حيت كارزيطو جابوه باش يربح غير الراجا وكاس إفريقيا. لا، لا.. أنا بان ليا من الماتش ديال الحسيمة كاع «المحسوبين» على جماهير الوداد دخلوا سوق راسهم. شوف، إيلا ما شفتيش الحياحة في الزنقة، عرفهم مشاو للمحكمة. على امتداد الشهور الأخيرة ظل «المحسوبون» على جماهير الوداد البيضاوي يشعلون الفوضى وسط المدرجات، فلم يكن يخلو لقاء واحد من احتجاجات وشتائم بذيئة في حق مسيرين أو لاعبين أو أطر فنية، ولم يكن يسلم أي حكم من لعنات هؤلاء سواء بالهتاف أو القذف بكل ما وقعت عليه الأيدي.. وفعلا استطاعوا أن يجبروا بادو الزاكي على الرحيل والفريق بلغ أعلى درجات النضج، وأجبروا دوس سانطوس على وضع شوشان في ذراعه وركوب أول طاكسي متجه إلى المطار، رغم أن الفريق انتصر وكان متصدرا البطولة.. فأين اختفى هؤلاء الذين لم يكفوا عن الإحتجاج حبا في الفريق؟ كيف اختفوا والوضع الآن يستحق فعلا الإحتجاج؟ يتساءل بعض المتتبعين ببراءة هل كل الحيّاحة الذين تابعناهم انتهت صلاحيتهم؟ ويتساءل آخرون بمكر هل كان هؤلاء المحسوبون أوراقا علنية في يد مسيرين يتقاتلون في السر؟ ألم يعد فعلا هناك مبرر لوجودهم في الملعب كما يقول البعض بعد أن وصل المسيرون إلى ردهات المحكمة؟ كل هذه الأسئلة وغيرها يطرحها الوداديون وهم يتابعون فصول محاكمة طرفاها مسيران من مكتب الوداد البيضاوي، فما يحدث في الوداد من طرد اللاعبين وهزائم مذلة وصراع مسيرين وانتدابات فاشلة مع صمت غريب يكشف كم هم عاجزون فدائيو الوداد وأنصار وداد الأمة عن الوقوف بجرأة في وجه من يبهدلون تاريخ الوداد ورمزية الوداد. علاش المسيرين ديال الوداد وصلوا للمحكمة؟ ياك كانوا كيحلّوا مشاكلهم غير بالقص والزرود؟ إيلا شفتي شي واحد ما بقاتش كتدوز ليه الماكلة، عرفو غير شْبع مزيان. وفي نظرك، واش غادي القاضي يحكم لصالح السلاوي أو لا طاسيلي؟ إيلا كان القاضي ما عندوش مع الكورة، غادي يحكم لصالح المظلوم فيهم.. أما إيلا كان القاضي ودادي، والله حتى المكتب كلو غادي يمشي فيها. نافذة إيلا ما شفتيش الحياحة في الزنقة، عرفهم مشاو للمحكمة