السبتي: هذا هو عين العقل إستغربت كثيرا لحوار اللحظة على محطة الإذاعة الوطنية بين الزميل محمد العزاوي ورئيس الوداد الفاسي عبد الرزاق السبتي بمصاحبة الإطار الوطني عبد الرحيم طاليب.. ووقفت عند لغز الحديث في شق انسحاب الوداد الفاسي بعد مباراة الرجاء أيا كانت النتائج إلى الدرجة الثانية، وقال السبتي: «سننسحب من البطولة الحالية بعد مباراة الرجاء إلى الدرجة الثانية، وسننزل من أجل تكوين فريق جديد والعودة إلى الأضواء بعد موسمين، كما يمكن أن نتراجع عن هذا القرار في حالة ما إذا استقبلنا رئيس الجامعية». طبعا هذا الغليان الخطير والمصرح به علنا على لسان عبد الرزاق السبتي ما كان ليتأجج على هذا النحو المبالغ فيه للإنسحاب الفعلي بعد مباراة الرجاء كأقوى تهديد مرسل إلى رئيس الجامعة على الهواء قبل أن يكون كتابيا ومدعما بذات الشيجونية لعبد الرحيم طاليب كوجه تقني كبير في معادلة النزول.. وما أعرفه جليا أن حمى هذا التصريح الخطير ولن يحدث على الإطلاق لأن الوداد الفاسي اليوم هو فريق كبير في مكوناته البشرية - نابع حقيقة من تداعيات الهزيمة المغتصبة التي عبر عنها السبتي وطاليب بالظالمة تحكيميا والمدروسة في عدم تصويرها تلفزيا، وربما لها خلفيات أخرى من قبل لجنة البرمجة وروح سوء الخلاف بين السبتي وأحمد غيبي الذي هو أصلا رئيس لجنة البرمجة، وما قاله السبتي من أن برمجة لقاءه في نفس يوم الديربي وفي غياب التصوير التلفزي على الأقل في نسخ لقطات المباراة هو أمر غير لائق، ويكشف غموضا ولبسا في النازلة، لكن ما لا يعرفه السيد عبد الرزاق في عمق الإجابات الجانبية، فبرغم غياب القنوات التلفزية ألم يفكر جديا في تصوير المباراة بالفيديو كسائر تصوير الأعراس ليكون دليله القاطع موضوعا في خانة تحكيم السيد الرحماني الضعيف، ومن تم ترسل مجموعة النسخ إلى القنوات التلفزية لتبرير الهزيمة بكل الدلائل الملموسة، هو هذا بيت القصيد من تصريح السيد السبتي المسبق، لأنه ما كان أولا ليقبل لعب مباراته مع المسيرة في نفس توقيت الديربي وبتشاور مع المسيرة باتفاق ثنائي لقبول أي توقيت ملائم للنزال، وثانيا توجيه رسالة سريعة بالإيمايل إلى رئيس لجنة البرمجة والتحكيم حول تفاعلات اختيار الحكم الرحماني الذي يقول عنه رئيس الوداد الفاسي، بأنه حكم قاس وأقسى على الوداد الفاسي كثيرا، وثالثا تصوير مباراة الواف والمسيرة وكل قرارات الحكم الرحماني بالفيديو كدليل قاطع في غياب التلفزيون ربما لم يفكر السيد عبد الرزاق السبتي جيدا في خصوصيات مباراته على الوجه الآخر إن هو ربحها مع الرحماني، وإن فاز بها فلن يطارد الرحماني بالمسؤولية، وإن فاز بها فلن يطارد لجنة البرمجة بسوء البرمجة المتزامنة مع لقاء الديربي. حقا لا أعرف لماذا أقدم السبتي على هذا التصريح الخطير بالإنسحاب ككلمة أضحت موضة كل مسير غير مسؤول في كلامه ومتناقض في أرائه وتصريحاته مثلما قدم استقالته العام الماضي وتراجع عنها، ويأتي اليوم ليؤكد الإنسحاب، وقد يتراجع عنه فيما لو استقبله رئيس الجامعة ربما ليشكو عليه دوافع الإنسحاب وخلفياته، كما قال أيضا أنه رئيس للفريق ولن يزعزعه أحد من منصبه.. وبعيدا عن السبتي كمسؤول لا بد أن يراجع كثيرا من الأمور التدبيرية والعلائقية مع كل فصائل الكرة، وبخاصة لجنة البرمجة والتحكيم ليس من جانب المحاباة والإتكال، بل من جانب جعل الوداد الفاسي فريقا كبيرا بنتائجه وفعاليته وجمهوره مثل الفتح الذي صنع الحدث بالوجاهة والرجولة والقتالية رغم أن جمهوره مات منذ زمان حتى لو كان رئيسه الحالي علي الفاسي الفهري لأنه بعيد عن لجنة البرمجة والتحكيم، قلت بعيدا عن السبتي، هناك مسيرون لا يفهمون ما معنى الوراثة للنادي، ولا يفهمون أن البقاء هو لله، وليس هناك من يجلس على أريكة الرئاسة بالأندية إلا المتجبرون والجاهلون والأميون لمدة أطول مع أن نتائجهم تؤكد ضعف بصيرتهم، ومثلما جاء في الرسالة الملكية من كلام قاس على متطفلي الرياضة مع أن الأغلبية تقول في نفسها هي المعنية بأمر «إلا من رحم ربي»، ولكن في داخلها شيطان طاغ على كل المرشحين المنافسين، وشيطان إزاحة المنافسين بالمال، وشراء المنخرطين وأميين من المنخرطين، وبطونهم مليئة بطعام الرئيس وفتات الرئيس، وسباب الرئيس ومع ذلك يبيعون ذممهم بالمال الحرام.. نهاية لا أقول أن السبتي تسرع في التصريح، ولم يفكر بالعقل حول تبعات الخسارة، ولكنه استشاط غضبا مغالى فيه ليدخل معمعة الحوار الملغوم، وكان عليه أن يدرس الخسارة من دون أن يعلن الإنسحاب والضغط على الجامعة، مع أن المنطق كان يقول بأن يطلب رئيس الجامعة مباشرة في جلسة سرية دون أن يفصح عنها في الإذاعة حينما قال: «في حالة استقبلنا رئيس الجامعة سنتراجع عن الإنسحاب». هذا هو عين العقل صديقي عبد الرزاق السبتي.