أسعدني الهدف لأنه جاء بعد عقم دام موسما كاملا أنقذ اللاعب الدولي السابق بوشعيب لمباركي الرجاء من أزمة خانقة، حين وقع في الأنفاس الأخيرة من مباراة النادي القنيطري والرجاء البيضاوي، هدف الفوز الذي نزل كقطعة ثلج باردة على جمهور حلالة الذي عاش في الجولة الثانية سيناريو من الرعب وهو يشاهد استبدال الانتصار بالخسارة. لم يكتف لمباركي بتسجيل هدف الفوز في لحظة آمن فيها الجميع، بل نال بطاقة حمراء صادرت فرحة الهدف، وحالت دون استمرار إيقاع التألق. جريدة «المنتخب» التقت «شعيبة» كما يفضل أن يسميه جمهور الرجاء، وسألته عن التسع دقائق الصاخبة من مباراة لا تقل صخبا. قال لمباركي، إنه سعيد لأنه ساهم في تحويل الهزيمة إلى انتصار، وسعيد أيضا لأنه سجل بعد سنة من العقم. كيف كان شعورك وأنت تنقذ الرجاء من أزمة حقيقية؟ «شعوري كأي رجاوي ساهم في إزالة الغيمة التي ميزت انطلاقة الرجاء البيضاوي، كلاعب بديل شعرت بالرغبة في تغيير النتيجة، لأن الانتصار هو الحل لإنقاذ الفريق وإعادة البسمة للجمهور الكبير الذي تكبد عناء السفر ورافقنا إلى مدينة القنيطرة، كنا نعيش حالة من القلق وكنت أنا وبعض اللاعبين نعاني من نقص في التنافسية لأننا لم نلتحق بالمعسكر الإعدادي للرجاء في بدايته أيضا شهر رمضان الذي قلص الجهد البدني، لكن أحمد الله لأنني كنت وراء هدف الفوز الذي فرحت به كثيرا لأنه الأول بعد عام من العقم، حيث خاصمتني الشباك مع المغرب التطواني، وأسعى إلى استرجاع شهية التهديف». أضعت ضربة جزاء ضد شباب المحمدية، هل كنت تعتزم محو نكبة كأس العرش؟ «إهدار ضربات الجزاء مسألة طبيعية في لعبة كرة القدم، والإقصاء من منافسات كأس العرش أثر فينا لكنه جعلنا نفكر في المباريات القادمة ونتعامل معها كمباريات لتعويض الإخفاق، شخصيا كنت أنتظر الفرصة لتعويض ما حصل في مباراة الكأس، وأنا سعيد بالفوز على الكاك لأنه أعاد بعض الثقة للاعبين». لكن الانتصار لم يكن مقنعا؟ «على مستوى الأداء العام للفريق نعم، فصفوف الفريق لم تكتمل إلا بعد انطلاقة البطولة، ثم إن حالة من الحزن خيمت على اللاعبين بعد الإقصاء من منافسات كأس العرش أمام شباب المحمدية، عاينت حجم الضغط النفسي الذي عاشه اللاعبون والمسؤولون قبل مباراة القنيطرة، وزاد من حالة القلق تصرفات بعض المحسوبين على جمهور الرجاء الذين يشتمون اللاعبين ولا يقومون بأي مجهود لمساندتهم، ففي كرة القدم الانتصار وارد والهزيمة واردة أيضا». تأخر المدرب هنري ميشيل في إقحامك خلال مباراة القنيطرة أليس كذلك؟ «لا يمكن أن أتدخل في قناعات المدرب، لكن التسع دقائق التي لعبتها جعلتني أبدل جهدا مضاعفا لتحقيق الفوز، (جاب الله ثلاث نقاط) وعاد مؤشر المعنويات للارتفاع من جديد وهذا هو ما كنا نأمله من مواجهة الكاك، فاللاعبون اقتنعوا بأن الفوز في القنيطرة هو الحل على الأقل في الوقت الراهن». تعرضت للطرد بعد تسجيل الهدف، ماذا حصل بالضبط؟ «من شدة سعادتي بهدف الانتصار نزعت قميصي، لأنني أعرف أن الفوز سيزيل عنا عبء الضغط وسيسعد الجماهير الرجاوية الحقيقية التي تكبدت عناء السفر بإمكانياتها المحدودة، الورقة الصفراء كانت منتظرة في هذه الحالة، لكن حين طرد الحكم المدرب أوسكار فيلوني كنت أنا الضحية، لأنني حاولت نزع الكرة لأحد لاعبي الكاك عن طريق الانزلاق المشروع، إلا أن العملية تمت قرب كرسي بدلاء الكاك ووقف الجميع منددا باندفاعي فلم يجد الحكم بدا من إرضائهم بطردي». هل التقيت المدرب أوسكار وتحدثت معه بعد المباراة؟ «كنت أود الحديث إلى أوسكار، فهو المدرب الذي منحني فرصة اللعب كأساسي داخل الرجاء البيضاوي، لكن حين تعرض للطرد استحال الأمر، خاصة وأن هزيمة النادي القنيطري في الدقائق الأخيرة جعلت القنيطريين في حالة غضب». تنتظر الرجاء مباراة قوية أمام الفتح الرباطي في الدارالبيضاء، كيف تقرأ هذه المواجهة؟ «معنويات لاعبي الفتح الرباطي مرتفعة الآن، خاصة بعد المشوار الجيد في منافسات كأس الكونفدرالية الإفريقية والعودة بنتيجة الفوز من مصر، نحن أيضا نسعى إلى الفوز لأنه السبيل الوحيد لمصالحة جماهيرنا والعودة إلى سكة الانتصارات وبالتالي إعادة الثقة إلى اللاعبين الأحوج إلى المساندة الجماهيرية، نحن في أمس الحاجة للانتصار، كنت أتمنى أن أكون حاضرا إلى جاني زملائي لكن البطاقة الحمراء ستجعلني مجرد مساند ومشجع من المدرجات». حوار: