الرجاء البيضاوي ديامون سطار أول محطة للنسور بالعصبة لتجاوز إخفاقات البطولة لا خيار سوى الفوز أمام خصم سيراليوني مغمور يعود الرجاء البيضاوي لغمار المنافسات الإفريقية في محاولة منه لمحو الصورة القاتمة التي ظهر بها في منافسات البطولة المحلية واستعادة ذلك التوهج والتألق الذي بصم عليه في الموندياليتو الأخير، وستكون العناصر الرجاوية اليوم الجمعة في محك حقيقي وهي تستضيف فريق ديامون سطار السيراليوني أحد الأندية الإفريقية المغمورة، ولا خيار للنسور في هذه المباراة سوى الفوز وبحصة عريضة لتفادي أية مفاجأة في مباراة الإياب بعد أسبوع. وضعية صعبة بعد مرحلة من التوقف عادت العناصر الرجاوية للمنافسات الرسمية لكن هذه العودة لم تكن بالموفقة على إثر الهزيمة التي مني بها الفريق الأخضر أمام الفتح الرباطي وهي الهزيمة التي أضعفت من حظوظ النسور للمنافسة على لقب البطولة الوطنية في ظل فارق النقط الذي بات يفصل الفريق الأخضر عن المتزعم المغرب التطواني، وتأتي هذه المباراة أمام الفريق السيراليوني في وقت يمر فيه الفريق الأخضر من وضعية جد صعبة على مستوى النتائج، فبغض النظر عن تألق الفريق في الموندياليتو فإن نتائج الفريق على مستوى البطولة كانت مخيبة بعد أن حصد خمس هزائم بالكامل وبالرغم من تغيير الربان فإن النتائج لم تتحسن، بل ازدادت سوءا، إذ لم ينل من مبارياته الثلاث الأخيرة سوى نقطة يتيمة وهي رصيد المدرب التونسي فوزي البنزرتي مع الفريق الأخضر في البطولة ما دفع لطرح العديد من التساؤلات حول هذا الفريق الذي كان يراهن عليه ليكون أبرز المنافسين على لقب يوجد بحوزته. خصم مغمور عادة ما تحمل القرعة في الأدوار الأولى الخاصة بالمنافسات الإفريقية خصوما مغمورين وليسوا من العيار الثقيل، إذ لا يمكن وضع مقارنة ما بين فريق الرجاء وديامون سطار السيراليوني لا على مستوى الألقاب المحلية والقارية ولا على مستوى الإمكانيات المادية والطاقات البشرية، لكن الأكيد أن كرة القدم لا تخضع للمنطق، كما لم يعد هناك فريق إفريقي ضعيف، وذلك بعد التطور الكبير الذي عرفته كرة القدم في العديد من البلدان الإفريقية التي كانت تلعب الأدوار الثانوية ومن بينها سيراليون، وبالتالي وجب على العناصر الرجاوية عدم الإستهانة بالخصم واتخاذ كافة الإحتياطات الضرورية مع أخذ المباراة بالجدية اللازمة واستغلال أكبر عدد من الفرص وترجمتها لأهداف. إستثمار الذهاب المواجهة ستكون من جولتين الأولى هنا بالدارالبيضاء يوم غد وخلالها سيتعرف الفريق الأخضر على إمكانيات خصمه ومؤهلات لاعبيه، كما سيكون عليه استغلال عاملي الأرض والجمهور لتسجيل فوز عريض ومطمئن قبل الإنتقال لسيراليون لخوض الجولة الثانية في جو من الأريحية، وكالعادة فإن العناصر الرجاوية ستعول على دعم جماهيرها الوفية التي ساهمت بقسط وافر في العديد من النتائج الجيدة التي حققها الفريق خاصة حينما يتعلق الأمر بمواجهة أندية من خارج المغرب وبمسابقة قارية من حجم عصبة الأبطال الإفريقية، فالمشاركة في منافسة من هذا الحجم تتطلب تعبئة جهود جميع مكونات الفريق من أجل تحقيق الهدف المنشود ألا وهو الذهاب بعيدا في هذه المنافسة القارية. الحيطة والحذر غالبا ما يكون سيناريو مثل هذه المباريات التي تتسع فيها الفوارق بين الفريقين متشابها، حيث يركن الفريق الزائر بشكل كلي للدفاع في محاولة منه للحفاظ على نظافة شباكه لأطول فترة ممكنة والعودة لقلاعه بأقل الخسائر هذا مع القيام بهجومات مضادة سريعة بين الفينة والأخرى بهدف خطف هدف مباغث قد يكون له أجر كثير بعد مباراة الإياب، وهذا ما سيفرض على العناصر الرجاوية ممارسة ضغط قوي على الخصم لإرغامه على ارتكاب الأخطاء في منطقته دون إغفال الجانب الدفاعي، حيث الضرورة تفرض الإلتزام بالحيطة والحذر من الهجومات المضادة لتجنب قبول شباك الحارس العسكري لأي هدف، وطيلة هذا الموسم وجد فريق الرجاء صعوبة كبيرة حين يواجه فرقا تلعب بطريقة دفاعية وتضيق أمامه المساحات، إذ غالبا ما تفضل العناصر الرجاوية مواجهة أندية تلعب بطريقة مفتوحة على غرار ما حدث في الموندياليتو، ولعل تسجيل هدف في اللحظات الأولى قد يسهل كثيرا من مهمة الفريق الأخضر في هذه المسابقة القارية. التجربة الإفريقية من دون شك فإن هذه المسابقة القارية تختلف كليا عن منافسات البطولة، حيث ينتظر أن يظهر الفريق الأخضر بوجه مغاير للمستوى الذي قدمه في البطولة المحلية، وبما أن فريق الرجاء يراهن على العودة بقوة للواجهة القارية والمنافسة على اللقب فإن هذا يشكل في حد ذاته حافزا معنويا لكل اللاعبين ما سيدفعهم لتقديم أفضل ما لديهم على غرار ما حدث في الموندياليتو، كما ستكون تجربة العناصر الرجاوية حاضرة كذلك في هذه المسابقة إلى جانب تجربة المدرب التونسي فوزي البنزرتي الذي سبق له أن توج بهذا اللقب ويعرف كل صغيرة وكبيرة عن الكرة الإفريقية، كل هذه العوامل ترجح كفة فريق الرجاء وتجعله مرشحا على الورق في انتظار أن يتأكد ذلك فوق أرضية الميدان لتعود البسمة مجددا لكل الجماهير الرجاوية بصفة خاصة والجماهير المغربية بصفة عامة.