هزيمة المنتخب الوطني المغربي بقواعده وأمام جمهوره في تصفية مونديالية ليست حدثا عاديا على الإطلاق، بل هي الإستثناء الذي استنفر الذاكرة للبحث في سجلات أسود الأطلس بحثا عن آخر انكسار للمنتخب المغربي أمام أنصاره وجمهوره·· والتاريخ يؤكد أنه من المنتخبات التي ينذر أن تخسر بديارها ومعقلها هو المنتخب المغربي سيما أمام منتخبات مصنفة من نفس درجة الغابون· لذلك يقول التاريخ ولغة الإحصاءات على أن سنة 1981 على عهد فرنسي آخر هو جوست فونطين في نفس التصفيات المؤهلة للمونديال وخلالها انهزم المنتخب المغربي في اللقاء التاريخي ضد الكامرون ب (02) بالقنيطرة بنجومه الكبار (طوماس نكونو، روجي ميلا في بداياته وطوكوطو)، ومنذ ذلك الحين عجز أي من خصوم المغرب على النيل منه هنا أمام جمهوره· تصفيات 1986 عرفت مسارا متألقا لفاريا ببلوغ مونديال المكسيك، و1990 مع أولك فيرنير الألماني حتى وإن لم نتأهل لمونديال إيطاليا لم نخسر بالميدان، و1994 مع اللوزاني وبليندة حجزنا التأهل لمونديال الولاياتالمتحدةالأمريكية بلا خطأ، و1998 مع هنري ميشيل كان المسار لامعا وبلوغ مونديال فرنسا بلا هزيمة تطلق، في حين نجح البرتغالي كويليو في تصفيات 2002 بعدما تسلم مقاليد التدريب خلفا للبولندي كاسبرزاك في أن يتفادى سقوطا وشيكا بالرباط أمام السينغال التي تأهلت، ليبقى ما أنجزه بادو الزاكي في إطار تصفيات مونديال 2006 معبرا عن اجتياز المسالك التصفوية بتوفيق مطلق لم تكتب له الخاتمة السعيدة للإعتبارات المعروفة، حيث لم نخسر لا داخل المغرب ولا خارجه وابتسم الحظ والكواليس لتونس· ليأتي روجي لومير صاحب السجل الناصع والتاريخ المشرف ويكلف الجامعة 40 مليونا وشروطا أخرى للعمل وينهزم أمام الغابون بعقر الدار (12) وليلطخ صحيفة الأسود داخل قارتهم بهزيمة تبدو أقرب للعار والإهانة منه لأشياء أخرى·