لقد لعبت المرأة المغربية أدوارها بنجاح ملموس في كافة الأصعدة والمجالات الفنية والثقافية والتربوية والعلمية والإعلامية والسياسة وغيرها من الاهتمامات، واستطاعت أن تنسج لنفسها مسارات جديدة، جديرة بالقراءة والمتابعة والمساءلة أيضا، وأن تخترق مجالات عديدة كانت إلى وقت قريب حكرا على الرجال، في ظل إكراهات تحول دون ذلك، فهي تعاني من كثرة الأعباء عليها، جراء التوزع بين أعمال المهنة والأمومة والزوجية، فعليها أن تجامل، وتستقبل الضيوف وتبارك لهم أعمالهم، وتشجع الزوج وتقف بجانب الأبناء والبنات، دون أن تنتظر موقفا مكافئا يدل على التفهم أو المساندة، ولم تكتف بذلك، فلابد لها من الإطلاع على ما ينشر من جديد، والاهتمام بالبحث في ثنايا الثقافة بتنوع أنماطها وألوانها وأشكالها... فعديدة هي العوامل التي ترهقها وتحد من تجربتها الإبداعية وبالتالي تعرضها للتشتت وضياع الموهبة واندثارها، فيكون نصيبها من التهميش والنكران أيضا أشد إيلاما من المرأة العادية، ومرد ذلك لطبيعتها التي تتميز بالحساسية المفرطة، وعدم تقبل الظلم والرغبة في الثورة وتصحيح الأوضاع، فهي تتطلب شجاعة أكبر، واحتمالا شديدا، وقدرة لاتكل على تحدي الهزائم المعيقة، كما تبقى دائما بحاجة ماسة إلى من يقف بجانبها، مشجعا مؤازرا لتمكينها من أن تبدع في جميع مجالات الحياة مشاركة الرجل جنبا إلى جنب مسؤولية بناء مجتمعنا وتطويره. ومهرجان ربيع المرأة المبدعة مبادرة حسنة، لافتة للنظر من عدة وجهات لتعزيز مكانة قلم، وصوت، وريشة، وفكر المرأة المبدعة في دفع مسيرة التطوير والتحديث إلى الأمام. ومن هذا المنطلق يأتي تنظيم هذا المهرجان في نسخته الثانية في شكل عرس إبداعي كبير واحتفال خاص بتكريم المرأة المغربية وإلقاء ما في القلوب من وقفة واعتزاز لدور هذه المرأة ونقل أجمل صورة للعالم بإبداعها وتميزها في مغرب الحرية والديمقراطية والأصالة والحداثة. تنظم الدورة الثانية من هذا المهرجان تحت شعار: المرأة المبدعة بين لهيب الموهبة وإكراهات الحياة الزوجية.. مدة التظاهرة: يومين التاريخ: 28/29 مارس 2013 برنامج المهرجان أمسية شعرية خاصة بالمرأة، بمشاركة ثلة متميزة من الشواعر والشعراء المغاربة والعرب على الساعة السادسة مساء بدار الشباب حي السلام؛ وربنا ولي التوفيق عبد العزيز الرابحي رئيس جمعية اللواء الأدبي