قال تعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الاَقصى الذي باركنا حوله لنريه من اياتنا إنه هو السميع البصير" [الاِسراء، 1]. ما أنبل عهد الله، أمام بيته العتيق، بمكة المكرمة، إنه عهد ملوك الدول الإسلامية ورؤسائها، على الالتزام بتحرير أراضي فلسطين الشهيدة، متوجا بتحرير القدس الشريف، والصلاة في المسجد الأقصى، الذي أم فيه بالأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن للقدس غير سليل النبوة: رئيس لجنة القدس بالإجماع، وأمير المؤمنين جلالة الحسن الثاني، الذي أيد الحق في العالم الإسلامي والإفريقي، فدافع عن الشعوب الإفريقية حتى نالت استقلالها، وعلى يديه وزعماء المسلمين سيتحرر القدس لا محالة، ويتطهر مما حل به إن شاء الله، وإن فك جده المصطفى قداسة الكعبة من رجس الأوثان والأصنام؛ فإنه سدد الله خطاه سيحرر القدس ويطهرها، والتاريخ يعيد نفسه، لأنه في مسيرته الخضراء، وتجاربه المحكمة في ميادين تحرير الشعوب المضطهدة، كان صوته دائما مدويا يدحض الباطل، ويرد تيار الطغاة والمستعمرين، مؤيدا بروح الحق، ومعززا بنور العدل. لقد ترأس جلالة الملك لجنة القدس، شروعا في الوفاء ببنود الالتزام التي تم التعهد بها، فوضع وثيقة القيمة التي تعهدت جميع الدول الإسلامية السائرة في درب تحرير القدس بالعمل الجاد على تطبيق ما جاء في تلك الوثيقة، ومن ثم عم التفاؤل، واتضحت الرؤية، ووضحت الطريق، لأن رئيس اللجنة بصير بموقفه بار بالتزاماته حافظ لعهوده، ومن ثم أيضا استبشر المسلمون بالخطوات الثابتة الموافقة، وفي يد رئيس اللجنة نبراس لا مع وإمام الجميع نور ساطع يغشى عيون المناوئين، فيلوذون بالصمت، ويجترون خيبة التراجع. وهكذا استطاع الملك الإمام والبطل الهمام أن يقنع الدول بأحقية المطالب لتقتنع بما يدعو أليه في غير ما تردد ولا تلكأ، لأن الرجوع إلى الحق خير من التمادي على الباطل والوصول إلى الأهداف عادة مشروط بالاقتناع، لأن الفكرة دائما تسبق العمل، وفي ذلك قال الشاعر: الرأي قبل شجاعة الشجعان هو أول وهي في المحل الثاني فإذا هما اجتمعا لنفس حرة ظفرت بما ترجو من الديان يتبع في العدد المقبل بحول الله تعالى.. ميثاق الرابطة، العدد: 795، الخميس 29 جمادى الأولى 1418ه، الموافق ل 2 أكتوبر 1997م، السنة الثلاثون.