للحبة السوداء -Nigelle sativa- أسماء أخرى كالكمون الأسود، والكمون الهندي، وحبة البركة.. تنتمي هذه النبتة إلى العائلة النباتية الشققية، وهناك أكثر من 20 صنفا، وقد استخدمت هذه النبتة منذ أكثر من 2000 عام في جنوب الشرق الأوسط، وآسيا، والشرق الأقصى، كعلاج لكثير من الأمراض. وقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم أبان لنا منافع الحبة السوداء فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "في الحَبَّةِ السوْدَاءِ شِفَاءٌ من كل دَاءٍ إلاَّ السَّام". أثبتت الدراسات البيوكيميائية أن الحبة السوداء تحتوي على عدة مواد فعالة مثل -Nigelline, ellidine, thymoquinone, nigellone, thymol, oxy-coumarin, ascorbic acid..- كما تحتوي كذلك على فلافنويدات، والعصف، وأحماض ذهنية أساسية، والحديد والكالسيوم.. تقوي الحبة السوداء جهاز المناعة حيث تبث أنها تؤدي إلى الزيادة في عدد ونشاط خلايا " "T اللمفاوية القاتلة وتنشيط الخلايا البالعة -Les macrophages- ومن ثم فإنها تساعد الجسم على مقاومة الجراثيم والفيروسات، التي تتسبب في عدة أمراض. ولمن جهة أخرى تحفز حبة البركة قدرة الجسم على مقاومة السرطان، ولها تأثير مذهل في إطالة عمر خلايا الجسم ومقاومة عوامل الشيخوخة المبكرة للخلية. كما تحد الحبة السوداء من تلف الحمض النووي، فتساهم بذلك في منع تسرطن أنسجة القولون التي تعرضت خلاياه للمواد السامة مثل -Azoxymethane- كما يفيد الاستمرار في تناول مادة thymoquinone-- المتواجدة في حبة البركة في حدوث الموت المبرمج للخلايا المسرطنة للقولون. وإلى جانب ذلك فهي تخفض بطريقة تدريجية الأورام الخبيثة التي تقع على مستوى الكبد مقرونة مع بعض الأعشاب الأخرى.. وفي دراسة تجريبية على الذكور البيض "لأرانب النيوزلندا" أظهر الباحثون أن تناول الحبة السوداء يؤدي إلى خفض ملموس لمعدل الكولسترول والدهون في الدم. ففي مختبرات مركز البحوث في التغذية بكلية الصحة والتغذية بإيران، قام البروفسور -Bahram Pourghassem-Gargari- وزملائه بمنح أرانب المختبر حمية غذائية غنية ب 0,5% من الكولسترول مع 7,5 كلغ في اليوم لمدة شهرين من مسحوق الحبة السوداء، مقابل مجموعة "الشاهد" من الأرانب التي تتناول نفس الغذاء بدون الحبة السوداء. أثبتت التحاليل الطبية أن الحبة السوداء ساهمت بشكل فعال في خفض معدلات الدهون وكذا مركبات الأكسدة التي تصاحب ارتفاع الدهون في الدم. في دراسة أخرى قام بها الدكتور عبد الله عمر باموسى وفريقه، أظهرت أن تناول "2" ملغ من الحبة السوداء من طرف مرضى السكري من النوع الثاني، يساهم في تحسين نسبة السكر في الدم، وكذا معدل الدهون، مما يؤدي إلى تقليل الإصابة بتصلب الشرايين، وتخفيض ضغط الدم الشرايني المرتفع. وإلى جانب ذلك فقد أظهرت بعض الدراسات التي أجريت في جامعة الملك فيصل الدمام بالمملكة العربية السعودية بعض الآثار المضادة للفطريات، أن مستخلص الحبة السوداء وكذا أحد مشتقاته Thymoquinone-- منع نمو بعض الفطريات الانتهازية التي تظهر مع نقص المناعة مثل -Aspergillus niger- لقد أكدت التجارب الإكلينيكية الحديثة فعالية الاستخدامات التقليدية للحبة السوداء، فهي تتميز بفوائد علاجية في الكثير من الأمراض، ولها عدة تأثيرات طبية كمُسكن، ومضاد للالتهابات، ومضاد للحساسية، ومضاد للأكسدة، ومضاد للسرطان، ومحفز لجهاز المناعة ومكافح للربو، ومكافح لارتفاع ضغط الدم، وسكر الدم، ومضاد للبكتيريا، ومضاد للفطريات، ومضاد للفيروسات والجراثيم الطفيلية. كما أظهرت دراسات علمية أخرى، أن الحبة السوداء تخفض آثارا جانبية تحدث إثر تناول أدوية لعلاج بعض الأمراض.. المراجع 1. صحيح البخاري ومسلم. 2. جابر بن سالم موسى القحطاني، موسوعة جابر لطب الأعشاب، العبيكان- الرياض، الطبعة الأولى، 2008م. 3. عبد الله عمر باموسى، تأثير الحبة السوداء على مستويات السكر والدهون عند مرضى ارتفاع السكر في الدم، الإعجاز العلمي، العدد 39 رمضان 1432. 4. Bahram Pourghassem-Gargari and al, Effect of dietary supplementation with Nigella sativa L. on serum lipid profile, lipid peroxidation and antioxidant defense system in hyperlipidemic rabbits, Journal of medicinal plants research Vol 3(10) Octobr, 2009. 5. Shailendra Kapoor, Emerging clinical and therapeutic applications of Nigella sativa in gastroenterology, Word Journal of Gastroenterology, 7,15(17)2170-71, May 2009.