كم هو رائع أن نستعيد ذكريات شخصيات فذة كان لها دور كبير في بناء شخصيتنا وكياننا، وإن هذا الاستدعاء لا يرجى منه "التبرك" والتأريخ النمطي بقدر ما يبحث من خلاله عن الإنسان والثقافة والقيم والنماذج التي صنعت أمجادنا وحضارتنا، ثم إن شبابنا اليوم في غمرة الضياع والفراغ يحتاج إلى "تذكير" بأن المغرب الثقافي عميق عمقا مدنا بعناصر شخصيتنا التاريخية التي وإن لم تكن آثارها السلوكية بادية اليوم لعوامل عديدة متداخلة؛ فإن وجودها بالقوة مسألة لا يشك فيها إلا من غاب عنه منطق فلسفة التاريخ والعمران البشري، وإن بحثنا عن الإنسان النموذج في الزمان والمكان المغربيين لكفيل بإعادة طرح سؤال الانتقال من القوة إلى الفعل بتوفيق من الله. وقد آثرت-ضمن هذا القصد- أن أُعرف بعلم من أعلام المغرب الكبار هو محمد بن ناصر الدرعي التامكروتي.. لا خلاف حول أن سيدي محمد بناصر الدرعي يعتبر من الشخصيات الأكثر تأثيرا في مسار التصوف المغربي والثقافة المغربية بشكل عام؛ فلقد أسس هذا الرجل الفاضل مدرسة في العلم والصلاح وصل إشعاعها إلى كل جهات المغرب الكبير منطلقا من زاويته الشهيرة بتامكروت التي بلغ صداها المشرق العربي أيضا. ولعل من مميزات طريقة الشيخ محمد بن ناصر الدرعي هي الجمع القصدي بين العلم والعمل، ونشر قيم الصلاح والفضيلة بحثا عن القيم التي ترتقي بالإنسان. فمن هو هذا العالم الفاضل الذي اشتهر بتوسله الرائع المعروف بالدعاء الناصري الذي يسميه أهل فاس سيف بن ناصر؟ هو أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن الحسين بن ناصر، ولد رحمه الله يوم الجمعة في شهر رمضان عام1011ه/1602م بأغلان بواحة "ترناتة" (منطقة زاكورة) التي توجد شمال واحة "فزواطة" التي تنتمي إليها زاوية تامكروت، ونشأ في كنف والده سيدي محمد بن أحمد الدرعي الذي لقنه دروس العلم والصلاح الأولى، وكانت أمه صالحة قانتة.. ثم انتقل إلى مسجد قصر "تسركات" على الضفة الغربية لوادي درعة بالواحة نفسها، وتلقى العلم على يد شيخ الجماعة سيدي علي بن يوسف الدرعي التمازيري، فلازم مجالسه العلمية حتى تخرج فقيها عالما مشاركا في علوم العربية والتفسير والحديث والتصوف والكلام. انتقل سيدي محمد بن ناصر بعد ذلك إلى منطقة وادي دادس وأصبح إماما راتبا بقصر "الجرفة" إلا أنه عاد إلى بلدته فترتب إماما بمسجد "أغلان" وتصدر لتدريس العلم بزاوية أبيه. قال أحمد بن يعقوب الولالي في "مباحث الأنوار في مناقب بعض الأخيار" (تحقيق عبد العزيز بوعصاب، 1999): "وكثر عنه الأخذ شرقا وغربا وحج مرتين، وكان يواظب على قراءة الحديث (...) وكان شديد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يخاف في الله لومة لائم ولا يرى واقفا بباب ملك من الملوك ويتولى صلاة الجمعة بمسجده ولم يخطب لملك قط".. وقال أحمد بن خالد الناصري في "طلعة المشتري": "لولا ثلاثة لانقطع العلم من المغرب في القرن الحادي عشر لكثرة الفتن التي ظهرت فيه وهم سيدي محمد بن ناصر في درعة وسيدي محمد بن أبي بكر الدلائي في الدلاء وسيدي عبد القادر الفاسي"... وقال أبو سالم العياشي -تلميذ محمد بن ناصر الدرعي- في فهرسته : "شيخنا الحافظ الخاشع الزاهد ألين أهل زمانه عطفا وأشدهم لله خوفا الموفق في السكون والحركة المقرونة أحواله بالبر والبركة كان رضي الله عنه شديد الإتباع للسنة في سائر أحواله(...) سلك في ذلك سبيل الشيخ المرجاني وابن أبي جمرة وابن الحاج ونظائرهم حضرت مجالسه في كثير من العلوم فقها وتفسيرا ونحوا وحديثا وتصوفا، كان عديم النظير في العربية يحفظ "التسهيل" عن ظهر قلب وجل استفادته في العلوم الظاهرة عن شيخه سيدي علي بن يوسف الدرعي وأجاز له سيدي محمد بن سيدي سعيد المراكشي، ولقي شيخنا أبا بكر السجستاني في رحلته إلى المشرق واستفاد منه (...) وأما في طريق القوم فعن الشيخ سيدي عبد الله بن حساين الدرعي عن سيدي أحمد بن علي عن سيدي الغازي تلقيت منه الذكر وأجاز لي سائر مروياته..". وقال أبوعلي اليوسي في فهرسته: "قرأت عليه -أي على شيخه محمد بن ناصر الدرعي- التسهيل وجملة من مختصر خليل والتفسير والمدخل لابن الحاج والإحياء للغزالي وجزء من البخاري والشفا وطبقات الشعراني"... وقال الإمام أبو علي الحسين بن ناصر الدرعي أخو سيدي محمد بن ناصر الدرعي في "فهرسته": "ختمت على الشيخ الأخ الشقيق شمس المعارف سيدي محمد بن ناصر مختصر خليل بن إسحاق ست مرات ثلاثا بأغلان عام ثلاثة وخمسين وأربعة وخمسين -يعني بعد الألف- وختمة فيما بين مصر وطرابلس الغرب وبسكرة النخل عام سبعين وختمتين فيما بين ذلك أيضا عام ستة وسبعين وسبعة وسبعين والرسالة مرة والتسهيل لابن مالك خمس مرات وشرحه لابن عقيل مرتين والأول من المرادي عليه مرة وكافية ابن الحاجب وشرحها للرضي الشريف مرة واليدوني مرة -وهي أرجوزة محاذية لمغني ابن هشام- والكراريس مرات - وهي الأراجيز التي تتناول الرسم القرآني وضبطه وأداءه، والخزرجية ثلاث مرات وابن عطية على الفرائض مرتين والقلصادي مرتين وعلى الشيخ أيضا الصغرى للسنوسي وشرحه عليها ثلاث مرات والجزائرية وشرح السنوسي عليها مرتين والحوضي، وشرح السنوسي عليه مرتين والكافي في علم القوافي مرة والمقدمة، وشرح المؤلف عليها ثلاث مرات والألفية لابن مالك ثلاث مرات والأجرومية والمكودي عليها ثلاث مرات وابن عباد على الحِكم مرتين وبعض الإحياء للغزالي أخذته عنه وسلاح المؤمن وبعض الترغيب والترهيب (...) وختمت عليه البخاري زهاء ست مرات ومسلما مرة، وسمعت منه مواضع من إيضاح أبي علي الفارسي ومن الجمل للزجاج ومن كتاب سيبويه ومفصل الزمخشري وقرأت عليه جل "جمع الجوامع" (...) وبعض الجامع الصغير وبعض الجامع الكبير (...) وكفاية المتحفظ نحو ست مرات والفصيح وموطأ مالك بن المرحل وتهذيب البرادعي إلى النكاح في غالب ظني وبانت سعاد ولامية العرب.."؛ ومنه نفهم غزارة المواد التي كان يدرسها محمد بن ناصر وموسوعيته وعلو شأنه، أضف إلى هذا أن هذه المعلومات الوفيرة التي قدمها لنا الحسين بن ناصر الدرعي، والحسن اليوسي، وأبي سالم العياشي، وكلهم أعمدة في العلم، تعطينا فكرة صادقة عن الحياة العلمية والفكرية في عهد محمد بن ناصر، وهي فترة مفصلية في تاريخ المغرب الحديث، عرفت تأسيسا جديدا للحركة العلمية بعد ركود بسبب الاضطرابات السياسية التي رافقت نهاية الدولة السعدية، وقد سبق أن أشرت في مقالتي حول الإمام محمد بن سعيد المرغيثي (العدد السابق من جريدة ميثاق الرابطة) أن الزاوية الدلائية قامت بدور جبار في الحفاظ على العلم متوهجا، ولا شك أن العلاقة بين هذه الزاوية والمسار الذي سيتخذه العلامة محمد بن ناصر واضح وجلي على الرغم من اختلاف الأبعاد السياسية، ويكفي أن نعرف أن العلامة اليوسي وأهو أحد أقطاب الزاوية الدلائية هو أشهر تلاميذ محمد بن ناصر الدرعي على الإطلاق. المسألة إذن مسار وتراكم وسلاسل ممتدة لنشر العلم والصلاح وتشييد العمران بتوفيق من الله ... لما بلغ محمد بناصر الدرعي من العلم والدين ما بلغ تاقت همته إلى البحث عن شيخ التربية، فبحث عنه في قرى وادي درعة، ثم أخبره صهره محمد بن عبد القادر الحربيلي بأنه رأى بتامكروت رجلين صالحين عليهما سمات الخير والصلاح، فقدم إلى تمكروت وكان سنه يومئذ نحو 27 سنة فوافاهما وقد حانت صلاة المغرب فصلى معهما (....) فخلا بن ناصر بسيدي أحمد بن إبراهيم وقال له إني أريد أن تذهب معي إلى الشيخ عبد الله بن حساين (هو غير عبد الله بن حساين الأمغاري التامصلوحتي) ليلقنني الورد الشاذلي فذهب معه إلى الشيخ عبد الله بن حساين فلقنه الذكر، وأعجب به فرغب في معاشرته وتعليمه العلم في زاويتهما فلبى لهما رغبتهما، واستقر بالزاوية بعد أن جلب والده وأخوه سيدي حساين من أغلان، وكان ذالك سنة 1040ه/1631م. ومعلوم أن زاوية تامكروت تأسست سنة 983ه من طرف أبي حفص عمرو بن أحمد الأنصاري حفيد الحاج إبراهيم القادم من الشرق ونزيل زاوية "سيدي الناس" التي تقع على مقربة من بلدة تامكروت، وقد قامت زاوية تامكروت بدور رئيسي في التعاون الثقافي والديني بين شمال إفريقيا والمشرق العربي بفضل الرحلات العلمية والدينية والثقافية التي قام بها علماؤها ضمن مشروع رسالي واضح المعالم.. في سنة 1045ه/1636م توفي الشيخ عبد الله بن حساين الدرعي وتولى أمر الزاوية بعده سيدي أحمد بن إبراهيم، ولما توفي هذا الأخير رحمه الله مقتولا في 11 جمادى الأولى سنة 1052ه/1642م انتقل أمر الزاوية إلى سيدي محمد بناصر بوصية منه، فتزوج السيدة حفصة بنت عبد الله الأنصارية -زوجة سيدي أحمد بن إبراهيم سنة 1055ه/1645م-، فولدت له الشيخ الإمام أحمد بن محمد بناصر الملقب بالخليفة، صاحب الرحلة الناصرية الشهيرة. والجدير بالذكر أن تقوية الدور الإشعاعي لزاوية تامكروت تم بفضل الأعمال التي قام بها أحمد بن إبراهيم الأنصاري الذي تولى شؤون الزاوية بين 1045 و 1052 ه، خاصة ما يتعلق ببناء المسجد، الذي عرف استقبال طلاب العلم الذين تكلفت الزاوية بنفقاتهم بفضل عائدات العقارات التي حبسها الشيخ أحمد بن إبراهيم الأنصاري لفائدة الزاوية، كل هذا يبرز الركائز الأساسية التي قامت عليها زاوية تامكروت بفضل الشيخ الفاضل أحمد بن إبراهيم الأنصاري، أما ترسيخ المكانة العلمية للزاوية فقد تحقق بفضل العمل الكبير الذي قام به محمد بن ناصر الدرعي.. شرع محمد بن ناصر الدرعي في تعليم العلوم بزاوية تامكروت كما كان حاله في زاويته في بلدة أغلان حيث أخذ عنه العديد من كبار علماء عصره العصر مثل أبي الحسن علي اليوسي أبي سالم العياشي والقاضي عبد الملك التاجموعتي والفقيه عبد الله بن محمد الهشتوكي وأبي الحسن علي المراكشي وابن عبد اللطيف الفيلالي وغيرهم كثير، ويكفي أن نستشف من عبقريتهم وعمق علمهم وأدبهم بعض ملامح شخصية شيخهم بن ناصر.. اشتهر محمد بن ناصر أيضا بجمع الكتب واقتنائها نسخا وشراء، فنسخ بخط يده عدة كتب منها "شرح المراد على التسهيل" وبعض كتاب "العقد الفريد" لابن عبد ربه، واهتم بتصحيح الكتب ومقابلتها وكتب الفوائد على هوامشها فداع صيته وعلا شأنه وضمن مكانة بين عظماء هذا البلد الكريم.. وشهرة خزانة زاوية تامكروت لا تخفى على الباحثين والمهتمين شرقا وغربا.. قال العلامة سيدي محمد المكي الناصري في كتابه "الدرر المرصعة في أخبار أعيان درعة" (تقديم وتحقيق محمد الحبيب النوحي، كلية الآداب والعلوم الإنسانية الرباط، رسالة دبلوم الدراسات العليا 1988م): كان الشيخ رضي الله عنه جوادا فياضا يقسم على جيرانه وساكني زاويته بل وغيرهم من أهل درعة ممن لم يسكن الزاوية الأضحية كل عيد والصوف كل عام والسمن والزيت كذلك ولا يدخر عنهم شيئا حتى قال بعض ولده يوما وقد فرق سمنا كثيرا جيء إليه على الجيران والفقراء والمساكين: قد فرقت هذا السمن كله فما تركت لنا؟ فأجابه: "وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين" الآية. يتصل نسب محمد بن ناصر الدرعي في الطريقة الشاذلية والزروقية، كما يتصل بالقادرية عن طريق أبي مدين الغوث. قال الشيخ الداهية أحمد بن عبد القادر التستاوتي في "نزهة الإخوان": وجد بخط الإمام الأستاذ محمد بن ناصر رضي الله عنه: بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما يقول كاتبه عبد ربه تعالى محمد بناصر الدرعي كان الله له أخذنا طريقة التصوف عن شيخنا سيدي عبد الله بن حساين الرقي عن شيخه أبي العباس أحمد بن علي الدرعي عن شيخه سيدي أبي القاسم الغازي الدرعي أهلا السجلماسي دارا عن شيخه أبي الحسن علي بن عبد الله السجلماسي عن شيخه أبي العباس أحمد بن يوسف الملياني الراشدي عن شيخه أبي العباس أحمد زروق الفاسي عن شيخه أبي العباس أحمد بن عقبة الحضرمي عن شيخه أبي الحسن عن الفرابي عن شيخه أبي العباس تاج الدين أحمد بن عطاء الله الإسكندري عن شيخه أبي العباس أحمد المرسي عن شيخه أبي الحسن الشاذلي عن شيخه أبي محمد عبد السلام بن مشيش".. قال أحمد الولالي في "مباحث الأنوار في مناقب بعض الأخيار" (كلية الآداب والعلوم الإنسانية، 1999) تحقيق عبد العزيز بوعصاب (ص: 299 وما بعدها): "ومنهم إلا أني لم ألقه ولكن كاتبته فكتب إلي غير ما مرة شيخ علماء وقته وقدوتهم في الدين، ورع الزمان وزاهد الأوان، الشيخ محمد بن ناصر الدرعي. كان رضي الله عنه أولا مشتغلا بالعلم ثم صاحب الشيخ عبد الله بن حساين الدرعي ثم صاحب بعده تلميذه الشيخ أحمد بن إبراهيم. فروي أن الشيخ عبد الله بن حساين الدرعي قال أن نجعل له ما يظهر به فوق أقرانه، فكان أمره كذلك (...) ومن طلب منه الصحبة لا يقر له بأنه شيخه بل يقول: أنا أخوك والشيخ هو السيد الغازي". والسيد الغازي هذا هو أبو القاسم بن محمد بن عمرو بن أحمد السوسي، الملقب بالغازي، شيخ صوفي ذائع الصيت يتصل سنده في الطريقة بأحمد زروق، وعنه أخذ شيوخ الناصريين. ازداد بدرعة واستقر بتبوبكرت من سجلماسة التي أسس بها زاويته حوالي 933ه توفي سنة 981ه (الهامش 541 من مباحث الأنوار، تحقيق عبد العزيز بوعصاب). يضيف أحمد الولالي في "مباحث الأنوار" (ص: 301): "وقد كنت كتبت إليه رسالة مرتين، وأبلغهما له شيخنا العلامة أبو علي بن مسعود اليوسي، وطلبت منه الدعاء فيهما، فدعا لي في أحدهما بقوله: بلغك الله تعالى من خير الدنيا والآخرة فوق الوهم والظن، وفي الأخرى بقوله: جمع الله تعالى لك من خير الدارين ما هو أهله، وهذا من جوامع كلمته التي أوتيها من بركة ترك التكلف وإتباع السنة؛ استجاب الله تعالى له فينا ولو لم نكن نحن أهلا. وله "تآليف في الصلاة على النبي"، وممن مدحه العلامة أبو علي اليوسي في "قصيدة" من خمسمائة بيت، مشتملة على أساليب من المعاني أبدع فيها وشرحها في مجلدة، ولم نر لها نظيرا.. ومطلع القصيدة الدالية هو: عرّج بمُنعرَج الهِضاب المُوَرّد بين الِّلصاب وبين ذات الأرمَد وقد نشب خلاف بين المولى الرشيد العلوي ومحمد بن ناصر الدرعي الذي أصر على حفظ استقلاليته إزاء الدولة الجديدة، إلا أن الأمر سرعان ما تغير مع السلطان المولى إسماعيل الذي استقدم محمد بن ناصر الدرعي إلى مدينة مكناس سنة 1107ه/ 1696م في خبر مشهور.. ترجم لابن الناصر الدرعي كلا من اليوسي في "المحاضرات" واليفراني في "الصفوة"، والحضيكي في "طبقاته" والقادري في "النشر" والتقاط الدرر"، وأحمد الناصري في "طلعة المشتري" ومحمد مخلوف في "شجرة النور الزكية" والعلامة محمد حجي في "الحركة الفكرية على عهد السعديين"... كانت وفاة بن ناصر يوم 16 صفر 1085ه/1676م وهو ابن أربع وسبعين سنة، ودفن بضريحه المعروف بروضة الأشياخ. وقد زرت زاويته مرارا واستمتعت واستفدت، رحمه الله وجازاه عن المغرب والإنسانية خيرا، والله الموفق للخير والمعين عليه..