وقد دأب المبدع المغربي عبد الإله بن عرفة أن يصدر أعماله لتتزامن مع أحداث تاريخية وحضارية كبرى، كما عوَّدنا على ذلك مع روايته "الحواميم" التي صدرت سنة 2010 بمناسبة مرور أربعمائة سنة على صدور قرار طرد الموريسكيين من الأندلس (1609/1610-2009. وكذلك رواية "طواسين الغزالي" التي صدرت سنة 2011 بمناسبة مرور تسعمائة سنة على وفاة أبي حامد الغزالي (1111-2011). ويأتي هذا العمل الأخير "ابن الخطيب في روضة طه" لتخليد الذكرى سبعمائة على ولادة ابن الخطيب 1313-2013. ومما يذكر في هذا الشأن أن مدينة لوشة مسقط رأس ابن الخطيب في الأندلس قد قامت بالتعاون مع مجلس مدينة فاس بترميم ضريحه مؤخراً الذي يوجد خارج باب المحروق في فاس، كما أطلق المجلس البلدي في لوشة اسمه على مجموعة من المعالم الحضرية في هذه المدينة. ويدعونا المؤلف في بيانه الأدبي الذي صدَّر به الرواية إلى ضرورة الاحتفال بهذه القامة الحضارية والفكرية، وعدم تفويت هذه الفرصة النادرة لإعادة الاعتبار لواحد من أكبر الشخصيات الفكرية التي تركت بصَمَتَهَا مُؤَثَّلَةً على صفحة التاريخ المغربي والعربي الإسلامي في الأندلس. وقد مثل الروائي ابن عرفة الأدب المغربي الرفيع أحسن تمثيل من خلال قيامه مؤخراً بجولة أدبية في دولة الإمارات العربية المتحدة حلَّ فيها ضيفاً على مجموعة من الصالونات الأدبية لمناقشة روايته "طواسين الغزالي" و "بلاد صاد" في المركز الثقافي الذي ترأسه سمو الشيخة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، وصالون "بحر الثقافة" الذي ترأسه الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان، وصالون "قراءة في كتاب" الذي ترأسه سمو الشيخة شيخة بنت سيف، حرم الشيخ سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان، وصالون "الملتقى الأدبي" الذي ترأسه الأديبة أسماء صديق المطوع. وقد تركت هذه اللقاءات الأدبية صدى طيباً واستحساناً كبيراً في الإمارات وحظيت بمتابعة إعلامية وثقافية معتبرة. وأضحت ظاهرة الصالونات الأدبية تقليداً راسخاً في دولة الإمارات التي استطاعت أن تجلب إليها نخبة من المواهب الأدبية والقامات الإبداعية المتميزة في العالم العربي والغربي، أمثال جمال الغيطاني، وإبراهيم الكوني، ويوسف زيدان وأحلام مستغانمي، وواسيني الأعرج، والروائي الفرنسي لوكليزيو، وجلبرت سينويه...