إلى الهاربين إلى الشمال ، العابرين جحيم البحر "الأسود" المتوسط في هجرة سرية من الموت إلى الموت. إني رأيتُ كواكب الأقصى تدثرها بلون الثلجِ تسقيها أجاجاً من مآقيها وترثيها ضميرًا غائبًا فيها رأيتُ الشمسَ تبكيها ويبكيها الضياءْ ***** رحلت سناءْ.. كانت تداعب زرقة الماء التي علقت بأستار السماءِ.. تأبط الإعصارُ نارًا وامتطى الزرقاءَ صهوتَه وشهوتَه.. اشتهى أشلاءَ فاكهةَ المساءِ فراح يعبث بالسفينْ... ***** من أين أبدأ سيرة الشفق الدفين؟ أنا كيف أروي حرقةَ الفَنَنِ الملون بالأنينِ؟ وكيف أرسمُ أنةَ الشمس التي انتظرتكِ ثكلى من سنينْ؟ حملتكِ بين ضلوعها جمرًا ، وما وضعتكِ، أرقها وأرقهقها الحنينْ.. أنا كيف أخفي في انزياحات القوافي.. في مجازات العبارةِ.. في الإشارة ... زفرة القمر الحزينِ؟! وكيف أُخفي عَبْرةَ الشمس التي انطفأت بعينيها مصابيحُ الرجاءْ، وتدَثرت بالليلِ في بيداء خافقها عناقيدُ الضياءْ؟ ***** البرتقال الغض يحلم بالنهارْ في الضفة الأخرى ويرسم بالمحارْ في شاطئ الصمت الرهيبِ على رمال ودعتها شمعةُ الشفق الكئيبِ وفزعتها لسعةُ الليل المكلل باللهيبِ وبللتها دمعةُ الأطيارِ يرسم بالمحارِ قواربَ الموتِ التي حملته فاكهةً لمملكة البحارْ ***** البرتقال الغض يحلم بالجنان الوارفاتِ وبالظلالْ عبثًا يخط على الرمال قصائدَ الحلمِ المغيب في هديرِ الشمسِ يسكب ما تبقى من رحيق الأمسِ يكتب سيرةَ الهمسِ المهرب في مواويل العويلِ وقصة الفجر المخضب بالأصيلِ وبالزوالْ عبثًا يُسِر إلى النوارس في المدى أحلامَهُ ويبث من لغة الهواجس في الصدى آلامَهُ والموجُ يزحف كالجبالِ الموجُ يمسح ما يخط على الرمالِ الموجُ يخمد جذوةَ الحرف المعذب بالهديلِ المستحيلِ وبالرحيلِ إلى الشمالْ