إن طاقة الروح وحدها في كيان الإنسان هي التي لا تعرف الحدود والقيود، لا تعرف الزمان والمكان، لا تعرف البدء والنهاية، لا تعرف الفناء.. هي وحدها التي تملك الاتصال بما لا يدركه الحس، ولا يدركه العقل، هي وحدها تملك الاتصال بالخلود الأبدي والوجود الأزلي.. تملك الاتصال بالله، كما أنها هي التي تملك الاتصال بالوجود كله من وراء حواجز الزمان والمكان.. وطريقة الإسلام في تربية الروح يمكن إجمالها فيما يلي: 1. إقامة الشرائع بالتزام الأوامر واجتناب النواهي؛ 2. التدريب على الكلم الطيب "ولذكر الله أكبر ولكن أكثر الناس لا يعلمون" حتى تنعقد صلة دائمة بين الإنسان وربه؛ 3. إكساب الإنسان مثلاً أعلى، ونعني به نموذج الحياة التي أراد الله للإنسان أن يحياها، وللأمة أن تعيش طبقاً لهم، والله عز وجل يقول: "لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاَخر وذكر الله كثيراً" [سورة الاَحزاب، الآية: 21]. وفي القرآن الكريم آيات كثيرة من مثل فواتح سورة المؤمنون، وخواتيم كل من سورتي البقرة والفرقان –مثلاً– جاء فيها بيان معالم النموذج الذي ينبغي للمسلم أن يكونه. 4. صحبة الصالحين "واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا" [سورة الكهف، الآية: 28]. 5. استدامة تدبر كتاب الختم "كتاب اَنزلناه إليك مبارك ليدبروا ءاياته" [سورة ص، الآية: 29]، إذ هو الهادي للتي هي أقوم بهذا الخصوص وبغيره: "اِن هذا القرءان يهدي للتي هي أقوم" [سورة الاِسراء، الآية: 9]، "قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله الذين اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم" [سورة المائدة، الآية: 16]. 6. بذل الجهد سجودا واقترابا وذكرا وتوجها؛ لأن الاهتداء بهذا الخصوص وبغيره في المجال البشري منوط ببذل الجهود والصبر على ذلك "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا" [سورة العنكبوت، الآية: 69]، و"اعبد ربك حتى يأتيك اليقين" [سورة الحجر، الآية: 99]. والله الهادي إلى سواء السبيل الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء