وقد تجلّى مقام عدم شهود الأعمال واحتقار وجودها بجمال وإعجاز في ما حكاه القرآن المجيد عن الآمرين بالقسط، كُمّل أتباع الأنبياء عليهم السلام، في قول الله تعالى: "وكأين من نبيء قتل معه ربّيّون كثير، فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله، وما ضعفوا وما اَستكانوا والله يحب الصابرين، وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت اَقدامنا واَنصرنا على القوم الكافرين. فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الاَخرة، والله يحب المحسنين" [سورة اَل عمران، الآيات: 146-148]. فهم رغم جسيم تضحياتهم، وبذلهم المهج، لم يشهدوا جليل أعمالهم، وحقروا وجودها برؤية ذنوبهم، واستذكار ما عساه أن يكون قد بدر منهم من إسراف. والله المستعان الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء