تواصل جريدة "ميثاق الرابطة" الإلكترونية، نشر حلقات أخرى من دراسة أعدّها الباحث، والطبيب الجراح، توفيق بنجلون التويمي، حول الوجه الآخر للمُضغة التي إذا صَلُحت، صَلُحَ الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله: القلب. حدثنا القرآن الكريم عن حقائق في علم القلب لم يكتشفها العلماء إلا في القرن الحادي والعشرين، والأبحاث الجارية اليوم تكشف لنا المزيد والمزيد بما يثبت إعجاز هذا الكتاب العظيم. القرآن يؤكد أن.. القلب وسيلة الفقه 1- القلب هو وسيلة التفكير؛ 2- العين هي وسيلة الإبصار؛ 3- الأذن هي وسيلة السمع. ولذلك يقول تعالى: "وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْاَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ" [سورة الأعراف، الآية: 179]. القرآن يشير إلى دور القلب في عمليات الإدراك يتحدث العلماء اليوم جدّياًّ عن دماغ موجود في القلب يتألف من 40.000 خلية عصبية، أي أن ما نسميه "العقل" موجود في مركز القلب، وهو الذي يقوم بتوجيه الدماغ لأداء مهامه، ولذلك فإن الله تعالى جعل القلب وسيلة نعقل به، يقول تعالى: "اَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْاَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْاَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور" [سورة الحج، الآية: 46]. القلب.. ودوره في الفقه من خلال الحقائق السابقة رأينا كيف يتحدث العلماء اليوم عن الدور الكبير الذي يلعبه القلب في عملية الفهم والإدراك وفقه الأشياء من حولنا، وهذا ما حدثنا عنه القرآن بقوله تعالى: "لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا" [سورة الأنعام، الآية: 179] أي أن القرآن حدّد لنا مركز الإدراك لدى الإنسان وهو القلب، وهو ما يكتشفه العلماء اليوم. القلب... بين القسوة واللين هل يمكن أن نسبق علماء الغرب إلى اكتشاف صفات القلب من القرآن؟ معظم الذين يزرعون قلباً صناعياً يشعرون بأن قلبهم الجديد قد تحجَّر، ويحسون بقسوة غريبة في صدورهم، وفقدوا قدرا من الإيمان والمشاعر والحب، وهذا ما أشار إليه القرآن في خطاب الله تعالى لليهود: "ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً"[سورة البقرة، الآية:74 ]، فقد حدّد لنا القرآن صفتين من صفات القلب وهما القسوة واللين، وهذا ما لم يكتشفه العلماء بعد! يقول تعالى عن الكافرين: "فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ" [سورة الزمر، الآية: 2]، ثم يقول تبارك وتعالى في المقابل عن المؤمنين: "ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ" [سورة الزمر، الآية: 23]. القرآن يشير إلى.. ذاكرة القلب يؤكد العلماء أن كل خلية من خلايا القلب تشكل مستودعاً للمعلومات والأحداث، ولذلك بدأوا يتحدثون عن ذاكرة القلب، ولذلك فإن الله تعالى أكد لنا أن كل شيء موجود في القلب، وأن الله يختبر ما في قلوبنا، يقول تعالى" :وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ" [سورة اَل عمران، الآية: 15]. يتبع في العدد المقبل بحول الله تعالى..