نزحت في القرن 13 بعد انهزام الموحدين بالأندلس الوفود الأندلسية مسلمة ويهودية إلى المغرب في القرن 14 و 15 و 16 من أذى المسيحيين، واندمجت في المجتمع المغربي وكافحت مع المغاربة ضد الغزو الإسباني والبرتغالي، وردت التوسع الإيبيري، في شواطئ المغرب الكبير، على أعقابه. ونبغ من بين صفوفها قادة أشداء مثل القائد الأندلسي –جؤذر– الذي قام باسم السلطان السعدي– أحمد المنصور الذهبي– بفتح مدينة "تمبكتو" في مالي ووصل إلى حدود النيجر سنة 1561م. وقام العياشي بإجلاء الإسبان عن المعمورة (أي المهدية). وخلفه بعد وفاته نائبه القائد غيلان الأندلسي. وأعاد أبو الحسن المنذري تشييد مدينة تطوان، بعد الهجمات البرتغالية عليها على هيئة مدينة غرناطة. وأسس –علي بن راشد– مدينة شفشاون كأول رباط للجهاد… وكان تأثير هذه الوفود الأندلسية المهاجرة إلى فاس والرباط وسلا وتطوان بارزا على الحياة العامة للمغاربة في ميادين المعمار والصناعة التقليدية، والتجارة والتدبير المالي، والزراعة والبيئة والطبخ، والموسيقى، واللغة الدرجة المتداولة فيما بينهم. وقد سبق أن حظي قطاع الفلاحة والزراعة والبستنة والري –على الخصوص، باهتمام المجتمعين المغربي والأندلسي معا، في العصر الوسيط؛ لأن الفلاحة كانت في هذا العصر هي قوام الحياة وأساس العيش الرغيد، ودعامة الاستقرار، ومن أهم مجالات المد والجزر بين العدوتين المغرب والأندلس حتى أصبح علم الفلاحة، يدعى بالعلم المتوسطي". وبعد هذا وذاك، وبعد عصر ملوك الطوائف، الذين قال فيهم ابن الخطيب: قام بكل بقعة مليك وصاح فوق مل غصن ديك والشاعر أبو علي الحسن بن رشيق: مما يزهدني في أرض أندلس سماع مقتدر فيها ومعتضد ألقاب مملكة في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد يتبع في العدد المقبل…