يعقوب المنصور الموحدي موحد المغرب الكبير ،امتد نفوذه من حدود مصر إلى المحيط الأنطلنطيقي عبر الشمال الإفريقي وبلاد الأندلس ، وعزم على نشر الخلافة الموحدية في بلاد المشرق التي غلبت عليها الأهواء والملل والنحل ، ولكن المنية حالت بينه وبين مشروعه الضخم . يقول شاعره: ستملك أرض مصر والعراقا وتمشي نحوك الأمم استباقا يعقوب المنصور بطل معركة الأرك الشهيرة، فقد أبلى جنود المغرب الأبطال فيها البلاء الحسن، وردوا جيوش الإسبان والبرتغال المتحالفة على أعقابها منهزمة مدحورة، وبعدها هاجم المنصور مملكة البرتغال برا وبحرا وحطم قواها وخرب حصونها. وملك يعقوب المنصور أسطولا بحريا عظيما، استنجد به صلاح الدين الأيوبي لمقاومة الصلبيين. أبو الحسن المريني الملك المصلح والداهية العظيم ، كان من أعظم ملوك القرن الرابع عشر الميلادي، أنشأ من فرسان المغرب ما خمد كل مذكور وغلب على كل مشهور. عساكر بني مرين ما لها عدد وكلهم فارس الهيجاء ذو كرم أسد الكتائب يوم الروع إن زحفوا وهم أذلوا ملك العرب والعجم أبو الحسن ملك دولة العلم والمعرفة وتشييد المعالم العمرانية الخالدة، لم تخل أي مدينة نزل بها من أثر معماري حسني هام، كان يطيل مقامه في عاصمة ملكه فاس لتوارد أهل العلم والمال والتجارة والصناعة عليها. أحمد المنصور الذهبي السعدي كان ملكا شجاعا مقداما حسن التدبير ، فبلغت الدولة المغربية في عهده درجة من القوة والعظمة جعلت الطامعين والقراصنة يولون الأدبار . كان أول من أسس مجلسا للشورى، وجلب إلى المغرب معدن الذهب، وكان الفاتح للسودان بجيش لجب دخلها دخول الظافرين. جيش الصباح على الدجى متدفق فبياض ذا لسواد ذلك يمحق وفي عهده جرت معركة وادي المخازن التاريخية أو معركة "الملوك الثلاثة" ضد الهجوم البرتغالي على المغرب، وقد شبهت هذه المعركة لضراوتها بغزوة بدر الكبرى وأمام الانتصار الباهر للجيش السعدي رجعت كل الدول الأوربية عن نواياها في اغتصاب المغرب ومدنه وشواطئه… يتبع في العدد المقبل بحول الله تعالى…