فالنبي الكريم لم يخص الرجال دون النساء بالسعي لطلب العلم، ويمكن للمرأة أن تتفقه في الدين وترتفع إلى مكانة العلماء الذين كرمهم الله ورفع منزلتهم ووصفهم بأنهم ورثة الأنبياء في الدعوة إلى الإسلام وهداية الناس إلى الطريق القويم كل معلومة تضيفها المرأة إلى معرفتها لن تقيدها هي فقط لكنها ستكون شعلة مضيئة تنير لها الطريق الصحيح، وبالتالي ستنير أيضا لمن تتعامل معهم من أبناء وأزواج وصديقات والتاريخ يذكر لنا أن النساء أشتركن مع الرجال في اقتباس العلم بهداية الإسلام فكان منهن روايات للأحاديث النبوية الشريفة وأديبات تأدبن بآداب الإسلام وشاعرات ينظمن القوافي في خدمة الدعوة الإسلامية ومصنفات للعلوم والفنون المختلفة، وما أمهات المؤمنين رضي الله عنهم في أمور الدين الإسلامي ليتبين الرشد من غيره. هذا ولقد بدأت النهضة النسوية في المشرق العربي عند مطلع القرن الماضي، وفي المغرب عند منتصفه فقاد المصلحون أمثال "الشيخ جمال الدين الأفغاني"، و"الشيخ محمد عبده"، و"الشيخ رشيد رضا"، وغيرهم من قواد النهضة والإصلاح، ونجد في المغرب جلالة الملك محمد الخامس يتزعم حركة تعليم البنت المغربية ويبدأ بفلذات أكباده الأميرات المصونات، وتنطلق الشعلة لتضيء القطر بأكمله يسانده فطاحل العلماء الإجلاء من أمثال الشيخ محمد بن العربي العلوي والعالم الوطني "علال الفاسي" وأمثالهم من المصلحين الغيورين على بلدهم المسلم، وتقدمه وارتقائه طبق مبادئ الشريعة الإسلامية السمحة… إذا كان هناك من مجال يحق للمملكة أن تعتز بما تحقق فيه من تقدم في حقل التنمية وحقوق الإنسان ضمن الثورة الاجتماعية السياسية والثقافية المتواصلة منذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس العرش؛ فإن الأمر يتعلق قطعا بمجال النهوض بأوضاع المرأة ومكانتها بارتباط مع تحسين أوضاع الطفولة المغربية… يتبع في العدد المقبل…