تؤكد الحقائق الدينية والوقائع التاريخية عظم الدور الحيوي المنوط بالمرأة في حقل الدعوة الإسلامية بهدف إبلاغ رسالة الإسلام إلى مجتمعها والمتمثل في العناية بشؤون وقضايا الأسرة، ثم إلى الجماهير كافة.. وإذا دققنا النظر في مسيرة العمل الإسلامي في مجال الدعوة، نجد هذه المهمة لم تكن مقصورة على نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم وحده أو على الدعاة المختصين والمتفرعين لشؤون الدعوة، ولكنها تمتد لتشمل المسلمين جميعا بحكم المسؤولية الملقاة عليهم في هذا الصدد، والتي لا تقل أهمية عن سائر العبادات الإسلامية الأخرى، والله سبحانه وتعالى لم يفرق في هذا بين رجل وامرأة حين أمرنا بذلك وحين ميزنا عن سائر الأمم في قوله تعالى: "كنتم خير أمة أحرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر" [آل عمران، 110] وقوله تعالى: "ومن اَحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين" [فصلت، 32]. انطلاقا من هاتين الآيتين يتبين لنا أن الأمة الإسلامية رجالا ونساء هي الأمة التي خصها الله تعالى بالدعوة إليه، ويتبين لنا كذلك أن على المسلمين أن يتحملوا مسؤولية الدعوة إلى الله، ومن هنا فالمرأة تتساوى مع الرجل تماما في تكليفها بهذا الأمر، وهي ملزمة بتقويم كل خطأ يقابلها وتصحيح كل اعوجاج في بيتها وفي محيط أسرتها أو عملها أو في دائرة نشاطها وتحركها… يتبع في العدد المقبل بحول الله تعالى…