قصيدة "يقولون وأقول"[1]: عندما غادر الشاعر مراكش منفيا إلى إلغ بالسوس، خلف وراءه بالمدينة الحمراء حركة وطنية سياسية، وشعورا قوميا، وعملا في مختلف ميادين الإصلاح. وعكس ذلك لم يجد في «إلغ» مثل ذلك الجو، فأحس بالغربة، بالرغم من وجوده في مسقط رأسه، فنظم هذه القصيدة التي تعبر عن هذه الإحساس. كان ذاك في سنة 1937. والسنوات القليلة التي تلتها، أما بعد ذلك فقد عمت الحركة الوطنية والشعور القومي والتحمس للإصلاح المغرب كله، سهوله وجباله، بواديه وحواضره. يقول الشاعر في مقدمة هذه القصيدة: يقولون: صبرا: إنه بك أجدر! فقلتُ: نعم لكنني كيف أصبر؟ وقالوا: تكلف ما استطعت فربما فقلت: لقد حاولته ثم أقهر إلى أن يختمها بقوله: فتودع في الأشعار خير ذخيرة لكل أديب لافح الفكر يشعر فكم شاعر فحل تخيل نكبة لكيما يجيد القول فيها فيبهر فكيف أنا يا قوم أُفلتها وقد عركت بها عركا يقض ويسهر أكل مصاب فاض بالشكو جازع خصوصا إذا يشكو خليا ويستر؟ فما كل ذي رزء إذا أن، خائر ولا كل ذي شعر شكا متأثر يتبع في العدد المقبل.. ————————— 1. دعوة الحق، العدد 10 السنة الثانية 1959، ص: 113-114.