يعتبر نبات الجمرة المخزنية أو الجمرة المزروعة من النباتات الحولية المتميزة بأزهارها المزدوجة الزاهية ذات لون برتقالي، وهي تشبه أزهار الأقحوان في ترتيبها وتتواجد لدى بائعي الأزهار في شهر يناير أو فبراير. يزرع نبات الجمرة بالأقاليم المعتدلة من العالم في الحقول والحدائق من أجل أزهاره، ويعرف بأسماء أخرى مثل الأذريون والأزرجون والقوقحان والقوحكوان والكحلة والزبيدة.. أما علميا فيسمى Calendula officinalis. تحتوي أزهار نبات الجمرة على زيت عطري غني بالمواد الفعالة كالفلافونيدات والصابونينات ثلاثية التربين والتربينات الكحولية والمركبات الكاروتنية والراتنجية. قال عنه داود الأنطاكي في التذكرة: "ينقي الدماغ والصدر والأحشاء، ويخرج الهوام من البطن والمنزل وتهرب منه حيث كانت وبالأخص الذباب، يفتت الحصى ويدر الفضلات(…) يصلح الأسنان غرغرة وأم الصبيان، يذهب الاستسقاء والطحال واليرقان مطلقا والمفاصل والخنازير طلاء". وقال عنه ابن البيطار في جامعه: "..أن جعل ورده في موضع هرب منه الذباب،وإن دق وضمد به أسفل الظهر أنعظ إنعاظا متوسطا، وإذا استعط بعصارة أصله منع من وجع الأسنان بما يحلل من الدماغ من البلغم.."، وقال عنه ابن سينا: "الأذريون حار في الثالثة يابس فيها وفيه ترياقية ويقوي القلب إلا أنه يميل بمزاج الروح إلى جنبه الغضب دون الفرح، ينفع من داء الثعلب مسحوقا بالخل، رماده بالخل على عرق النسا، ينفع من السموم كلها وخصوصا اللدوغ". وفي الطب الشعبي الأوربي تستخدم أوراق نبات الجمرة كمعرق في حين تستعمل الزهور كمنشط ومضاد للتشنج ومطمث. أما في انكلترا فتستخدم الزهور كمشروب لعلاج الحصبة والجدريK وفي حالة اليرقان، والإمساك وقمع تدفق الطمث. من جهة أخرى تستعمل الأزهار بالهند لإعداد المراهم لعلاج الجروح، والقرحة، وقضمة الصقيع، وتلف الجلد وتنقية الدم كما تستخدم لعلاج الدوالي خارجيا. أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن أزهار الجمرة تحمل خاصية مضاد للتشنج والأوجاع ومضاد للالتهاب، كما يعتبر نبات الجمرة كمطهر جيد فمواده الراتنجية تملك خاصية مضادة للفطريات ومضادة للجراثيم والفيروسات. لقد أكدت الأبحاث العلمية الحديثة أن كلا من أزهار نبات الجمرة وأوراقها تحمل رصيدا غنيا من مواد قوية مضادة للأكسدة ومواد ذات نشاط قوي ضد نمو الميكروبات. وأشارت إحدى الدراسات أن من المهم أخذ بعين الاعتبار كل من نشاط مضادات الأكسدة والمحتويات البيوكيميائية للنبات. كما أقرت أن الأزهار تشكل مصدرا ممتازا للمركبات الفلافونيدية مما يجعلها مصدرا محتملا لنظام غذائي ووقائي أمام العديد من الأمراض والالتهابات. من جهة أخرى تحتوي أزهار الجمرة على مواد حيوية تفيد في تنشيط الصفراء لأنها تزيد من إفرازاتها. تفيد أزهار الجمرة في علاج الجروح المتعفنة والقروح المستعصية وتساعد على التئامها وتفيد في علاج قروح الدوالي بالساقين وقروح الفراش بالنسبة للمرضى الملازمين للفراش خاصة لدى الشيوخ. المراجع: 1. ج عبد الحي السجلماسي، الأعشاب الطبية في المغرب، نشر الفنك، الطبعة الخامسة 2008. 2. ابر بن سالم موسى القحطاني، موسوعة جابر لطب الأعشاب، العبيكان، الطبعة الثانية 2008. 3. Monica Bunariu and Cristina Zepa Coradini, Evaluation of Biologically Avtive Compounds from Calendula officinalis Flowers using spectrophotometry, Chemistry ce,tral journal, 6:35, 2012. 4. Rigane G. and Al, investigation into the biological activities and chemical composition of Calendula officinalis L. growing in Tunisia, IFRJ, 20(6):3001-3007, 2013.