إن الله تعالى حمل الآباء والأمهات وكل جهة تقوم بشؤون التربية والرعية، مسؤولية تربية الأولاد على الأخلاق الإسلامية وعلى الفضيلة والاستقامة في حياتهم اليومية، من حياء وصبر وبذل وصدق والتزام بطاعة الله والوقوف عند حدوده، امتثالا لأوامره عز وجل، واجتناب لنواهيه سيرا على منهج التربية النبوية الشريفة.. كما أن الإسلام ضمن للطفل حقوقا وحث على احترامها والالتزام بها، ومنها الحق في التربية الصالحة المبنية على الخلق الحسن والسلوك التربوي المثالي المقتبس من مشكاة النبوة.. وذلك في البيت والمدرسة والمسجد والدكان والشارع والنادي وفي كل مكان حيث يتعود الطفل على النظام والنظافة والعفة والصدق والأمانة والرحمة والتواضع والانضباط والإيثار.. فرعاية الأبناء والسهر على حسن تربيتهم أمانة في عنق الآباء والأمهات يقول صلى الله عليه وسلم: "كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالإمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا.." ومن حقوق الطفل في الإسلام وواجبات العائلة نحوه تعويده وتدريبه على شعائر الإسلام منذ الصغر قال تعالى "وامُرْ أهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى" [طه، 132]. وروى أبو داود وأحمد بإسناد حسن عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مُرُوا أَوْلادَكُمْ بِالصَّلاةِ أَبْنَاءَ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ".. يتبع في العدد المقبل..