تحت شعار "الرعاية الاجتماعية تضامن و انسانية" نظمت رابطة الاخلاص لجمعيات الفضاءات التجارية و المهنية بمنطقة جامع الفناء و محيطها نزهة على مثن العربات المجرورة بالخيول "الكوتشي" بتاريخ 15/03/2016 لفائدة حوالي 200 من نزلاء و نزيلات دار البر و الاحسان . كانت الانطلاقة من أمام الباب الرئيسي للمأوى الخيري " دار البر والإحسان" ، حيث ثم نقل النزلاء من عالمهم المعتاد، إلى الفضاءات الخضراء بواحة مولاي الحسن، و حدائق اكدال، مرورا بالساحة العالمية التي تعتبر قلب مدينة مراكش النابض، إنها ساحة جامع الفناء، الفضاء الرحب الذي ينام ويستيقظ على وقع الترحيب بضيوفه بطريقته الخاصة، فضاء تجمعت فيه الفنون، وترسخت على أرضيته العادات والتقاليد، وتباهى بموائده أمهر الطباخين، كعادتها فتحت الساحة حدودها للعربات المجرورة بالخيول الأصيلة، تحمل ضيوفا من نوع خاص، رجالا ونساء بسمات الطيبوبة، لم يكلّوا من الدعاء لكل من ساهم في الحدث، وشارك في إدخال السرور والبهجة على قلوبهم، كان الاستقبال حارا، لا يقل مرتبة عن ذلك الذي يخصص للعظماء، وقع الاهازيج والزغاريد وكلمات الترحيب تصدح عالية، والأيادي ممدودة للعطاء والمساعدة.. كانت اللحظة تاريخية بامتياز، فبقدر ما تعيد للأذهان الفترة الذهبية، حيث الروابط الاسرية الوثيقة ، والمكانة التي يحظى بها الوالدان ومن هم اكبر سنا، إلى جانب المعلم والفقيه والجار… بقدر ما تعيدنا إلى تلك الأيام التي كانت فيه البيوت تفتح على مصراعيها في وجه الجيران يشاركونهم الافراح ويقفون إلى جنبهم في الاقراح، يتناولون الطعام جماعة، ويتبادلونه في المناسبات، بقدمون العون للمحتاجين والفقراء، ويدخلون البسمة على وجوه الاطفال والنساء …تكافل اجتماعي وتضامن وتآزر وتآخي يستمد شرعيته من تقاليد مدينة مراكش العثيقة، بدروبها وأزقتها وأضرحتها، ومساجدها، وكتّابها .. وللاسف، بدأت كثير من العادات الجميلة تندثر، وتحل محلها العزلة والانفرادية وانشغال الناس بأنفسهم، متجاهلين فئة عريضة تعيش على الهامش، تعاني الوحدة والفاقة والمرض في صمت، و خيريات إنسانية تعمل جاهدة من أجل رفع الحيف وإدخال البسمة على وجوه ، متكبدة مسؤولية جسيمة في غياب شراكات حقيقية، ودعم مادي في مستوى الحاجيات، ووعي مجتمعي بالدور الذي تلعبه هذه الدور الاحسانية في إنقاذ العديد من التشرد والموت تحت تأثير البرد والحر والمرض، هذا ولم يفت المنظمين توزيع بعض الهدايا على هؤلاء النزلاء بحضور فعاليات من المجتمع المدني و أعضاء من المجلس الجماعي لمراكش يتقدمهم السيد يونس بنسلمان، و السلطات المحلية يتقدمهم السيد باشا منطقة جامع الفنا "رشيد الصدقي" و القائد الصالحي وخليفته ازناك .وشخصيات مدنية من عالم التجارة والصحافة والفن. وتجدر الإشارة إلى منتزه جنان الزيتون الذي اختارته رابطة الاخلاص كمحطة لتناول وجبة غذاء على شرف نزلاء ونزيلات دار البر والإحسان، كما تم الاحتفاء بالنزيلات بالطريقة التقليدية، حيت استفدن من النقش بالحناء على نغمات الموسيقى والغناء والطرب. وكانت مناسبة للاستماع إلى تجارب وحكايات أم الحنونة بصيغتها المراكشية، حيث من النزلاء من قضى بالديار الأمريكية أزيد من 24 سنة، وحين عاد لوطنه بحثا عن دفء الاسرة، وسعيا في تقاعد مريح تغطي مصاريفه ما ادخره خلال تلك الفترة، إلا أن الصدمة كانت جد قوية، حين علم أن ما يملكه تم تقاسمه بين من كان يضع فيهم ثقته، وانصرف كل لحاله بعد تمكنه من النصيب، وتركوه وحيدا ، لا مال ولا مسكن، ولا رحيما إلا خالق الكون، الذي له ملك السماوات والارض، والذي يفصل بين العباد يوم لا ينفع مال ولا بنون. قصة أخرى لرجل يتحدث اللغة الألمانية بطلاقة، عاش حياته مرشدا ومساعدا تجاريا داخل أحد البازارات الكبرى بمدينة مراكش، إلا ان وضعه الصحي، وشعوره بالتخلي عنه في اللحظات الحرجة، وفقدانه الأمل في من يمكن أن يتكفل به ويسد جوع بطنه،دفعه إلى اللجوء إلى دار البر والإحسان التي وجد فيها ضالته. وتمت الانطلاقة مرة اخرى الى منتزه جنان الزيتون لتقديم وجبة غداء بالنسبة للمستفيدين و تنشيطهم و القيام بعملية النقش بالحناء للنزيلات من إنجاز : محمد السعيد مازغ