نجح شاب يدعى مراد في خلق بلبلة كبيرة، وتعطيل مصالح عديدة، واستنفار الأمن والوقاية المدنية وعدة جهات بمدينة مراكش ظلت رابضة منذ الساعات الأولى من صباح يوم الأحد 14 فبراير 2016، حوالي الساعة التاسعة والربع وإلى غاية الساعة الثامنة مساء، وما زال الكثير من المسؤولين، وإلى حدود كتابة هذه الاسطر يتوخون إقناع الشاب الذي تمكن من الصعود إلى عمود حديدي خاص ب"الريزو " التابع لشركة المواصلات والهاتف، مهددا بالانتحار إذا لم يتم إحضار محبوبته خديجة لتشاركه هذه اللحظات التي تتزامن وعيد الحب، وتمكينها من الالتحاق به عبر رافعة الوقاية المدنية محملة بمخدر " الديليا ". الحادث الذي وقع في قلب مدينة مراكش على مستوى شارع محمد الخامس، مقابل البريد المركزي بجيليز، وضع كل الأجهزة في حيرة من أمرها، فلا هي استطاعت أن تثني الشاب الذي يبلغ من العمر حوالي 26 سنة، عما أقدم عليه، وتقنعه بالهبوط سالما من ارتفاع شاهق، تسلقه عبر أدراج مثبتة على طول مساحة العمود الذي يحمل في مقدمته لاقطات خاصة ب"ريزو " الهواتف، ولا تمكنت من اعتماد الرافعات التي أحضرت من أجل الصعود والإمساك به. مراد يطالب بصوت مرتفع بعدما حضرت عشيقته أن يسمحوا لها بالصعود وحدها، وأن يسلموها مخدر " الديليا " لأن رأسه في حاجة إلى " التبويقة " ، كما وصلت والدته التي صرحت أن ابنها " مسخوط " ولا يحترم أحدا، ويقوم بأعمال غير طبيعية، كما اكدت بعض العناصر الامنية ان الشخص له سوابق عدلية ومعروف لذى المصالح الامنية بسوابقه. ورغم الصيحات والمحاولات المتعددة والاغراءات ، إلا أن مراد ظل مصمما على البقاء في أعلى العمود، متوعدا كل من حاول الاقتراب منه، بالانتحار وإلقاء النفس من الأعلى. جماهير كثيرة ظلت تراقب الوضع، وتنتظر معرفة الكيفية التي سيتم بها حل هذه المعضلة التي يتابعها الموطنون والأجانب على السواء، وكثير منهم يوثقون الاحداث بالصور والفيديو. ويتبادلون الحديث حول الاسباب الحقيقية وراء لجوء بعض الشباب إلى مثل هذه السلوكات التي تمس سمعة المغرب، وتشغل كل الاجهزة المعنية والرأي العام، وأهمها الفقر وانتشار المخدرات الرخيصة وبيعها للشباب رغم أن البائع يعرف فيم تستعمل، والأخطار الناتجة عنها، إلى جانب ذلك، يبدو أن الوقاية المدنية لا تتوفر على الأجهزة الخاصة بمثل هذه الاحداث، كوضع شبكات او افرشة تستطيع حماية المنتحر من الوقوع مباشرة على الأرض، كما تسهل عليهم الصعود للامساك به بدلا من انتظار الساعات الطوال من اجل شعوره بالتعب أو تراجعه عن فكرة الانتحار، كما يحملون المسؤولية لشركة المواصلات التي لم تأخذ بعين الاعتبار خطر الادراج الحديدية المثبتة على أعمدتها، والتي قد تسمح بإعادة التجربة من طرف المتهورين الذين استهوتهم المحاولة، وأخذوا يصفقون ويتابعون كل المحاولات باهتمام كبير، وحماس قل نظيره. والي ولاية مراكش يحضر بنفسه، ويقف مراقبا الوضع، حيث أعطيت له بعض التوضيحات من مسؤولين امنيين، وطالبهم بمحاولة حل المشكل دون خسائر، خاصة أن الموضوع تجاوز حدود ساحة البريد المركزي بجيليز، وأصبح حديث الخاص والعام.