" أصوات من مراكش" نافدة في جدار "المسائية العربية" تفتحها النشرة ليطل عبرها بعض من فناني مدينة "الحمراء"و"سبعة رجال" مبدعون نحتوا أسمائهم في مجال الفن( مسرح،دراما تلفزيونية،سنيما وغناء..) و حلقوا بتمهل في رحابة سمائه الواسعة،حتى صار بعضهم من بين طيوره الاليفة. ففي هذا الإطار وبغرض الاقتراب من بعض همومه و انشغالات أهله من الفاعلين في مختلف مجالاته (مسرح،تلفزيون،سنيما،غناء،تشكيل..) نجري لقاء في الموضوع مع الممثل و المخرج المسرحي الأستاذ عزيز البوزاوي الذي قال لي و انا احاوره (...) بلادنا عطاية، أعطيها بلا ما تتسنا منها تعطيك(...) جملة تكثف، لا عشقه لفن المسرح فحسب و إنما تكشف عن صفاء سريرته. = = = المسائية العربية: لم تكن ورشة أبداع دراما مجرد فرقة مسرحية فحسب و إنما مختبرا للتجريب و لخلق الموارد الادبية و الفنية و الثقنية لصناعة الفرجة المسرحية،المرجو وضع القارئ في الصورة الحية لهذا المختبر ؟ عزيز البوزاوي: الفرقة هي ورشة كما يحيل على ذلك اسمها، نحن لا نرى الفرقة مختبرا، لأننا لا ندعي التجريب في المجال المسرحي، بقدر ما نعمل على بلورت أفكار وتصورات إنسانية في قوالب مسرحية مناسبة (زعما فينا لقوالب) . المسائية العربية: تكاد ورشة إبداع ان تناهز ربع قرن من العمر و هو سن الرشد و النضج الفنيين ،فما هي حصيلة هذا العمر و ما هي افاقه المستقبلية ؟ عزيز البوزاوي: زمنيا الإنسان لا يصل سن النضج إلا إذا تجاوز الأربعين، لذلك نعتبرانفسنا في الورشة، في مرحلة المراهقة الفنية بمفهومها الايجابي، اي مرحلة الاكتشاف والاستكشاف، مرحلة التعرف على الذات الفنية وعلى محيطها، وإعادة بنائهما وفق منظور حداثي. رقميا حصيلة هذا العمر17 عملا مسرحيا، بجوائز متعددة . اما افاق مستقبل الورشة فهو مسرح القرب المتمثل في عملية " الى ما جاني، انا نمشي له". وأحيلكم على بطاقة التعريف بالعملية المرافقة. كما اننا نشتغل على مسرحة بعض الاعمال الروائية المغربية، آخرها سيرة حمار للمفكر حسن أوريد. المسائية العربية: أكدت بما لا يدع مجالا للشك ان لك طاقات كمينة كمخرج مسرحي مثلما انبثت سابقا عن قدراتك كممثل متمكن بالمعنى المهني للكلمة، و رغم ذلك اسألك هل تشعر أن الميدان أنصفك ؟بعد كل هذه السنوات من العمل ؟ عزيز البوزاوي: جوابي يرتبط بالمقصود بالإنصاف، إذا كان هومتعة التواصل الإنساني واقتسام قضايا إنسانية مع المتلقي، سأقول أن الميدان انصفني ولا يزال. اما إذا كان الإنصاف هو الشهرة والربح المادي، فلا أخفيك سرا اذا أخبرتك بأنهما لم يكونا هدفان في مساري. المسائية العربية: تميل في عملك كمخرج نحو الرقة و الذوق في بناء المشهد و إدارة الممثلين، وتسهر على إضفاء نوع من المخملية على البعد المشهدي ، سيما بما تحيطه به من ألوان و اشكال زخرفيه و ديكورات متحركة غير ان الممثل فيك ينجدب للأدوار المركبة و التي قد تستوجب قوة و عنفا في الاداء قد يثير الفزع لدى جمهور لم يتعود على مسرح "أرتون أرتو" فما تفسيرك لذلك؟ عزيز البوزاوي: صحيح قد يظن البعض على أننا نشتغل على مسرح القسوة ولا اعرف سببا لهذا الظن لاننا في ورشة الابداع دراما نعتمد مدرسة خاصة بنا نسميها مدرسة مسرحة الاشكال الفرجوية في الثراث المغربي وبالتالي فاننا نعتمد كل القواعد والمدارس والتجارب المسرحية التي تمكننا من بسط الخطوط العريضة لمدرستنا الخاصة، نشتغل في اطار جماعي انطلاقا من الدراماتورج مرورا بالمؤلف والسينوغراف والممثل والتقني . المسائية العربية: هل هناك ادوار ما تحلم بتأديتها و لازلت تنتظرها؟ بالمسرح أم التلفزيون أو السنيما؟ عزيز البوزاوي: نحن في الورشة نشتغل وفق تصور سبقت الإشارة إليه، لذالك احلم بأي دور يمكنني ويقربني من تحقيق أهداف الورشة، أنا خريج المسرح الهاوي الذي علمنا أن البطولة الحقيقية هي بطولة الجماعة، لذالك كان ولا يزال حلمي أن نهدي للجمهور المغربي دورا بطوليا تبرز فيه الجماعة عن الفرد. المسائية العربية: لو طلب منك تقديم تشخيص لوضعية المسرح و الفنانين مهنيي المسرح ماذا كنت ستقول؟ أولا للقيمين على الشأن الثقافي المؤسساتي؟ وثانيا للعاملين المحترفين بالقطاع ،وعلى رأسهم النقابات الممثلة للمحترفين؟ عزيز البوزاوي: بتركيز هادف سأقول المسرح نتاج بيئته لذلك فمصير الفنان مرتبط بواقع وطنه، وبالتالي فان أي تصور لأي إقلاع ثقافي لن يستقيم إلا بنهضة حقيقية لهذا الوطن بعيدا عن المزايدات والحسابات الضيقة ، سأقولها بالدارجة " بلادنا عطاية، أعطيها بلا ما تتسنا منها تعطيك" أي الحب الحقيقي للوطن كفيل بمواجهة التحديات و الاكراهات. المسائية العربية: ما هي المشاريع المنظورة لورشة إبداع دراما ؟ عزيز البوزاوي: عملية مسرح القرب ، بالإضافة إلى مسرحة رواية "سيرة حمار" للمفكر حسن أوريد.