للدفاع عن حقوق الطفل والنهوض بها المسائية العربية يشارك المجلس الوطني لحقوق الإنسان والهيأة المركزية لمحاربة الرشوة في الدورة العشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، الذي سينعقد بمدينة الدارالبيضاء ما بين 13 و23 فبراير 2014، برواق مشترك يعكس وعي المؤسستين بالدور الذي يمكن أن تلعبه الثقافة والكتاب في تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها. وسيحتفي رواق المؤسستين الدستوريتين، اللتين تشاركان معا في هذا الحدث الثقافي للمرة الثالثة على التوالي، بحقوق نساء ورجال المستقبل التي كرسها دستور فاتح يوليوز 2011 والاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، التي تبنتها المنظومة الدولية في 1989 وصادق عليها المغرب في 1993. "حقوقي، مستقبلي " شعار لهذا الرواق المشترك الذي يَعد زوار معرض الكتاب بأنشطة غنية ومتنوعة تحمل بصمة 70 شريك، من ضمنهم جميع دور النشر المغربية المتخصصة في كتب الأطفال وعشرات الجمعيات المعنية بحماية حقوق الطفل ومؤسسات وطنية (مؤسسة محمد السادس للبيئة والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ومعهد الفنون الجميلة بطنجة...) وهيئات دولية (منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسف) ومجلس أوربا...)، بالإضافة إلى الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين وأندية المواطنة بالمؤسسات التعليمية وعدد من مهني الفنون الحية. وسيكون الرواق، الذي تم تصميمه بعد مباراة مفتوحة أمام المهندين الشباب، فضاء للتسلية وحرية التعبير بالنسبة للأطفال وكذا الفاعلين الاجتماعيين المعنيين بحماية حقوق هذه الفئة. كما سيوفر الرواق لرواده مكتبة تتضمن مئات الكتب للأطفال وحول الأطفال وشاشات تفاعلية تسمح بتصفح وسائط متعددة (ملتيميديا) متنوعة. وتتمحور برمجة أنشطة الرواق، التي يشكل الأطفال عمودها الفقري، حول عدة محاور رئيسية، من بينها موعد يومي للأطفال مع شخصيات مغربية وأجنبية (الحقاوي، الوردي، بوكوس، أزولاي، أبودرار، بيرو، الشيخ بيد الله،...) لمناقشة حقوقهم: الصحة والتعليم والحماية والمشاركة والثقافة والترفيه... وورشات الفنون التشكيلية والحية وحلقات قراءة وحكي وعروض مسرحية وغيرها. ولعل من أبرز المحاور المبرمجة ضمن أنشطة المؤسستين الشريكتين أيضا اللقاءات المخصصة لتكريم رواد ساهموا، كل من موقعه، في الدفاع عن حقوق الأطفال: أمينة بلافريج ورجاء صبيحي زغلول والمرحوم عبد الرحيم الهروشي ومحمد قرطيطي ومحمد المدكوري وياسين شوكري والإخوة المسناوي وثورية بوعبيد وعمي ادريس وعزيز الفاضلي ومحمد بيوض وسناء قدميري وفاطمة أوكادوم وعبد الواحد جمال إدريسي وأمينة أفروخي وعزيزة البستاني ونبيلة بوعبيد ورشيد عمور. وسيشهد الرواق مشاركة تسع مؤسسات وطنية لحقوق الإنسان من غرب أفريقيا (توغو وبوركينا فاسو والرأس الأخضر وكوت ديفوار والسنغال وغينيا بيساو ومالي وسيراليون)، وهي مؤسسات دول أعضاء في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، التي تعتبر ضيف شرف الدورة العشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب. وقد وجه المجلس الوطني لحقوق الإنسان دعوة المشاركة إلى هذه المؤسسات الوطنية من أجل تقاسم الخبرات والتجارب المتعلقة بحماية حقوق الطفل بالمنطقة. ولا تقتصر أنشطة الرواق على الفضاء الداخلي لمعرض الدارالبيضاء الدولي، بل تشمل أيضا تنظيم "كيرميس" تقترحه جمعية الطفولة الشعبية للتعريف بحقوق الإنسان بطريقة مسلية، بمدرسة قريبة من المعرض، وموكب مسرح متنقل ومعرض خارج الأسوار وزيارات لدور أيتام ومستشفيات أطفال، تحت إشراف بعض اللجان الجهوية لحقوق الإنسان، من بينها مستشفى عبد الرحيم الهاروشي للأطفال بالمركز الاستشفائي ابن رشد بالدارالبيضاء.