يوسف بوغنيمي . المسائية العربية منذ أيام قليلة خلت , اجتهد منظمون مغاربة في جلب أنظار العالم للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش والتي قدرت تكلفة تنظيمه بالملايير , في حين استرخصت اللجنة المنظمة لمنافسات كأس العالم للأندية البطلة المقام بالمغرب على عشاق الكرة المستديرة ومعهم العالم , 10 دقائق من الفرجة ...حيث لم يكن ينقص حفل الافتتاح هذا , سوى جلب ثعابين وقردة جامع الفنا لتكتمل فصول حلقة الافتتاح , وكانت الاستعانة بالشيخات والروايس و فرق اكناوة وأولاد احمادة موسى خدش صريح لمشاعر المغاربة , فتنشيط الأعراس والمواسم ومعها السياحة الوطنية في المناسبات و الساحات العامة , كجامع الفنا ليس بطعم تظاهرات قارية بملاعب تتجه صوبها أنظار العالم , أما الجمهور المغربي والذي حج من مختلف مدن المملكة جنوبا وشمالا , فلم ينقصه سوى التنقل الى ملعب أدرار عبر الجمال والدواب , لتكتمل الصورة أمام من يعتقدون أننا شعب لا نحسن ركوب الترومواي , وقطارات اتيجيفي أي صحيح نحن نثمن الثراث المغربي ونعتز به , لكن لكل مقام , مقاله ورجالاته وشركاته المتخصصة الكفيلة بحفظ ماء وجه المغاربة ... لكن بفوز فريق الرجاء البيضاوي على فريق مونتيري المكسيكي، مساء يومه السبت 14 دجنبر2013، برسم منافسات كأس العالم للأندية البطلة ، وقبله الفوز بمباراة الافتتاح على فريق اوكلاند سيتي النيوزيلندي بهدفين لواحد، الأربعاء الماضي , يكون النسر الرجاوي قد حصد ما مجموعه مليوني دولار ...والأهم أنه أنقد ماء وجه المغاربة بعد حفل الافتتاح الباهت , والذي أثار ضجة وامتعاضا وسط الشارع المغربي وأظهر استياء عاما , لينهال سيل من النقد الساخر عبر شبكات التواصل الاجتماعي واليوتوب , بعبارات وتعاليق وفيديوهات , عالجت الأمر بكثير من السخرية ...الى حد ذهب بالبعض الى اعتبار هذا الافتتاح بكونه الأسوأ على الاطلاق , ثم لتمتد تداعياته الى الساحة السياسية في اطار الأسئلة الشفوية التي قد يتم طرحها الأيام القليلة المقبلة على وزير الشباب والرياضة محمد اوزين من طرف فرق المعارضة .. . وحده السيد الوزير ومعه اللجنة المنظمة من اقتنعوا بفن الحلقة و اعتبروا حفل الافتتاح في المستوى وخضع لمتطلبات الفيفا وتم ارجاع طبيعة العرض الى المدة الزمنية التي لا تتعدى 10 دقائق, وبذلك يكون العذر أكبر من زلة ,حيث كان الأجدر بمسؤولينا اقتناص الفرصة من أجل تسويق صورة المغرب الحضاري السائر في طريق النمو والذي يفوق مجموعة من الدول الافرقية تقدما وتقنية , والذي رغم جذوره الافريقية وامتداه العربي والاسلامي فلا يفصله عن القارة العجوز سوى بضع كيلومترات , و لن يستعصي على أبنائه من جيل الانترنت ابداع تشكيلات و رسومات وشهب ضوئية صناعية, لتزيين سماء عروس الجنوب آكادير , بلوحات فنية أو حتى بفرق استعراضية عصرية , ترقص بألوان خضراء وحمراء تتوسطها نجمة خماسية ويعتليها نسر يكشر بأنيابه , و يتشبث بصحرائه التي تشع بلورات رمالها ,على بعد كيلومترات قليلة من سماء ملعب أدرار , ثم ارسال رسائل بالواضح والمرموز لمن يمعنون في بتر المغرب عن صحرائه ...اننا وان فرقتنا السياسة والحسابات الضيقة أحيانا , فإننا لا محالة تجمعنا الرياضة والفن والجغرافيا والتاريخ في مناسبات كثيرة ...