بلغ السيل الزبي، ولم يعد أمام عاملات وعمال وفلاحي شركة بيست ميلك للحليب او تعاونية الحليب الجيد بمراكش سوى تفجير قضيتهم وإبلاغ الرأي العام المحلي بما آلت إليه أوضاعهم المادية بعد أن توقفت رواتبهم لأزيد من ثلاثة أشهر، حيث نظموا وقفة احتجاجية أمام الشركة، رفعوا خلالها شعارات تتساءل عمن يتستر عن المفسدين، و تطالب بمحاسبة كل من تورط في ختلاس أموال التعاونية منذ 20 سنة خلت، أمولا طائلة أدت إلى التعجيل بإفلاس الشركة وتراجع منافستها داخل السوق الوطني، كما استنجدوا بجلالة الملك قائلين: يا أمير المؤمنين، أجي تشوف المجرمين. ورغم التغييرات التي أعطت الأمل في انطلاقة جديدة ، إلا أنه سرعان ما تبين أن العامل هو الضحية رقم واحد، حيث يراد له أن يعمل دون الحصول على مستحقاته، مما ترتب عنه تراكم الديون( رمضان، عطلة صيفية، دخول مدرسي ) وعدم الاستقرار الاسري ، والاضطرابات النفسية... وطالب المحتجون بلجنة لتقصي الحقائق، مؤكدين أن المشكل الحقيقي الذي تعاني منه الشركة هو سوء التسيير والتدبير، كما أشاروا إلى أن مجموعة من المصاريف مبالغ فيها فمثلا هناك إشارة إلى حوالي 10 مليار كمبلغ خصص لشراء آلات جديدة، في الوقت الذي لم تصل فيه أية آلة جديدة إلى المصنع، فما زال العمل ساريا بالآلات القديمة ولم يحدث أي تغيير على ذلك، هناك أجور خيالية لفئات محظوظة، وهناك تهميش وإقصاء للعمال بعد 20 و 30 سنة من العمل. وأضاف المحتجون أن هناك الأيادي الخفية التي تسعى إلى إفلاس الشركة، هذا وشهد محيط شركة بيست مللك أو دار الحليب كما يطلق عليه المراكشيون إنزالا أمنيا كثيفا، حيث دخل مسؤولون أمنيون في حوار مع العمال، وكأنهم هم المسؤولون عن هذه الوضعية، في الوقت الذي اكتفى فيه المسؤولون عن الشركة بالتفرج وانتقاء الأخبار من بعيد حول مجريات الأمور.