وقد حضر فعاليات هذا الحفل السيد والي الجهة وعامل عمالة مراكش والسادة عمال الأقاليم، ورؤساء المصالح الخارجية والمجالس الإقليمية بالجهة، والسيدة الرئيسة الأولى لمحكمة الاستئناف الإدارية بمراكش والعديد من الفعاليات التربوية وممثلي المجتمع المدني، وأمهات وآباء وأولياء التلاميذ المتفوقين على الصعيد الجهوي، إضافة إلى ممثلي وسائل الإعلام الوطنية والجهوية. وبهذه المناسبة، ألقى السيد أحمد بن الزي، مدير الأكاديمية، كلمة قال فيها إن المناسبة شرط، حيث نحتفل اليوم بالتميز والمغرب يعيش يوما من أهم أيامه الخالدة، ألا وهو ذكرى تربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده على عرش أسلافه الميامين، ذلكم الملك الشاب الذي يرعى الشباب كما يرعى البلد، مبرزا أن خير استثمار لأي بلد كان يبقى هو الاستثمار في العنصر البشري، وأن حضور اليوم يساهم في تشريف هذا الاستثمار الذي يعتبر، بحق، غنى للوطن والدولة، والذي يتمثل في شباب اليوم الذي هو مستقبل الغد، ومضيفا أن هذا الحضور هو، أيضا، اعتراف بالتميز وبما بذله نساء ورجال التعليم، في نكران ذات، داخل الفصول الدراسية أو داخل الإدارة وهيئات التفتيش من أجل مغرب الغد. وأشار أننا نحتفل اليوم باختتام سنة دراسية عرفت مجموعة من الإكراهات والصعوبات، التي تم تجاوزها بفضل تضحيات من هم حاضرون معنا اليوم من سلطات إدارية وأمنية ومنتخبين، مقدما بعض الإحصائيات التي تهم نسب الناجحين بمختلف الامتحانات الإشهادية على صعيد الجهة، حيث تجاوزت نسبة النجاح بنهاية السلك الابتدائي 87 %، ووصلت بنهاية السلك الإعدادي ما يناهز 53 %. وبخصوص التلاميذ المتمدرسين الحاصلين على شهادة البكالوريا، فقد بلغت هذه النسبة حوالي 62 %، مبوأة الجهة المرتبة الخامسة وطنيا، ومتجاوزة بذلك النسبة الوطنية العامة بكثير. ثم دعا إلى المزيد من العطاء، وإلى الاشتغال جميعا من أجل موسم دراسي مقبل أفضل من الموسم الحالي، وهذا ليس بعزيز على أمثال هؤلاء الحاضرين. وبدوره، تناول الكلمة السيد أحمد التويزي، رئيس مجلس الجهة، ليشير أن تنظيم هذا الحفل يأتي سنويا، بتعاون مع الأكاديمية، للاحتفال ببناتنا وأبنائنا المتفوقين، الذين أبانوا طيلة سنوات الدراسة عن عمل دؤوب، وعن شعور بالمسؤولية وتفان في التحصيل، مبرزا أن هذا التفوق وهذه المعدلات العليا تبين أن المدرسة الوطنية، مهما يقال، كانت وستبقى دائما هي المكون لنخب الوطن، ذلك أن جميع النخب التي تسير الآن هذا البلد هي نتاج محض للمدرسة الوطنية والعمومية. وأكد أن المتفوقات والمتفوقين من هذه المدرسة يجعلوننا نضع الثقة في مدرستنا لرفع التحدي، مشددا على ضرورة الارتكاز على العنصر البشري لكونه الطريق الوحيد والسالك، لكي نطور بلدنا ونجعله يضاهي البلدان الأخرى. ثم شكر هؤلاء التلميذات والتلاميذ المتفوقين، ومن خلالهم أمهاتهم وآباءهم وأولياءهم الذين عملوا واجتهدوا كثيرا، لكي يصل هؤلاء البنات والأبناء لهذا المستوى، مهنئا، في ذات الوقت، الأساتذة الذين عملوا على تمكينهم من هذا الكم الكبير من التحصيل الذي جعلهم في مستوى عال، ومبرزا أن تنظيم هذا الحفل يصادف الاحتفال بعيد العرش المجيد، في مغرب يتسع للجميع، تسود فيه الديمقراطية ويسود فيه العلم والتفوق. عقب ذلك، تم توزيع الجوائز على التلاميذ والطلبة المتفوقين على صعيد الجهة بمختلف الاستحقاقات التربوية، بدءا بالامتحانات الإشهادية، ومرورا بالأقسام التحضيرية وشهادة التقني العالي، وانتهاء بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين ومسابقة الصحفيين الشباب. كما تم تكريم الفنان المراكشي الأصيل مصطفى تاه تاه، وإلقاء شهادة في حقه من طرف زميله ورفيقه في الدرب الفنان عبد الله تكونة الملقب بفركوس، تشيد بمساره الفني الغني والمتنوع، وتنوه بالجهات التي حرصت على تكريمه وتخصيصه بهذه الالتفاتة الإنسانية، خلال شهر رمضان الفضيل. وفي اختتام هذا الحفل، تم تقديم لوحات فنية، باللغتين العربية والأمازيغية، من طرف المجموعة الصوتية لتلاميذ المستوى الابتدائي بنيابة مراكش، إضافة إلى لوحات موسيقية من فن الملحون والمديح.