كما حضرت شخصيات وازنة ومسؤولون محليون نذكر منهم: والي جهة مراكش ، وعمال صاحب الجلالة على أقاليم الحوز وقلعة السراغنة والرحامنة، و والي أمن مراكش، ومدير الأكاديمية الجهوية للتعليم، ونواب التعليم، ورؤساء مصالح و كتاب عامون،ومنتخبون، وفنانون وصحافيون واللائحة طويلة. كانت السهرة والموسيقى والثراث والكلمات الرنانة في حق التلميذات والتلاميذ المتفوقين ومؤسساتهم التعليمية والمدينة التي يقطنونها، والحضور المتميز يضفي على هذه الليلة الرمضانية شحنة خاصة. رجال ونساء التعليم بدورهم ارتأى بعضهم الإشراف على الفقرات الفنية التي أداها المتعلمون بامتياز، أما معظمهم فقد فضلوا الجلوس في الكراسي الخلفية وتتبع مجريات الحفل من بعيد، وكانوا يتبادلون السلام ويوزعون الابتسامات في ما بينهم، ويهنئ بعضهم بعضا بهذا الشهر الكريم، وفي جانب آخر قريب من الخشبة، جلس آباء وأمهات المتفوقين ، وهم يشعرون بالنشوة والاعتزاز ويحرصون على التقاط الصورة المناسبة في الوقت المناسب، وقبل مغادرة المكان، كان بعضهم يتلمس بأطراف يده الإطارات التي وضعت الهدايا بداخلها ، وكأنه مستعجل من أمره لمعرفة قيمتها المادية وأهميتها بالنسبة للمحتفى به. الحاج ابراهيم السروت سياسي وصحافي كان يراقب الوضع عن كثب، لم تفارق الابتسامة محياه، دنا مني وقال: " رحم الله عبد العزيز المسيوي وهو رئيس سابق لجهة مراكش تانسيفت الحوز "، فقد كان سباقا لإحياء هذه البادرة التي أصبحت تقليدا سنويا، ولم يفته اقتراح مناسبة مثيلة قد تكون لها نتائج طيبة على المدينة، حيث طالب بتقييم عمل المنتخبين وما قدموه لهذه المدينة من منجزات وأعمال يشهد لهم التاريخ بها، فيتم تكريمهم والاعتراف لهم بالكفاءة والمصداقية ، وفي نفس الوقت يفتضح أمر لصوص المال العام، والمتسلطون على المقاعد، واللاهثون وراء مصالحهم الشخصية. رد عليه أحد الظرفاء: " أن السياسة تحجب الرؤيا، وأن الاختلاف السياسي يدفع بعض المنتخبين إلى كن العداء للآخر، وعدم الاعتراف له بالتفوق والجدية، وحتى إذا حوصر بالحقائق والدلائل أرجع ذلك إلى أن النية غير سليمة وأنه يخدم أجندة معينة.وأعلن التحدي إن حصل إجماع على أحد المنتخبين كيف ما علا شأنه أو صفت طويته. وتدخل زميل آخر ليدلي برأيه، وينبه إلى أن لمدينة مراكش طابعا خاصا، ووضعا يختلف عن باقي المدن المغربية، فالسمة الغالبة هي أن أبناء هذه المدينة يحبون العمل في صمت، ويتجنبون الواجهة، كثير منهم يضحون بأموالهم ووقتهم وجهدهم، ولهم قدرات كبيرة وإمكانيات قل نظيرها، ومع ذلك فهم يرفضون الأضواء، ويحرصون على التواضع والطيبوبة ونكران الذات. كان النقاش حادا والمواضيع المتداولة كثيرة، وليل مراكش ليس كنهاره، يغري بالكلام والسهر ، إلا أن البعض عزف عن ذلك كله، ولم يستهويه سوى أخذ صور تذكارية بجانب المسؤولين، فهي الدليل على معرفته لهم، وربما تنفعه تلك الصور في الترويح عن النفس وقت الشدة.