للمسائية العربية : الصويرة العلاقة بين ساكنة مدينة الصويرة والحي الصناعي ( الجريفات ) علاقة سيكولوجية تمتد لسنين غابرة، فالصويري بعواطفه يحن إلى الموروث الحضاري والتربة التي تربى فيها أجداده وآباؤه ، وقد يصاب بسوء الفهم وعسر الهضم، وهو يرى أن الحي الصناعي وبدلا من أن يتحسن ويستفيد كغيره من التتمية الاقتصادية والاجتماعية وتتقوى بنيته التحتية، نجد العكس هو السائد حي الصناعي ( الجريفات ) لا يحمل سوى الاسم، في غياب أبسط شروط الصناعة والاستثمار . وقد يتساءل المرء في قرارة نفسه ما دام الإفصاح لا يفضي إلى أية نتيجة، : هل الإهمال والهشاشة والتهميش الذي طال الحي الصناعي الوحيد بالمدينة يعود للصدفة أم عمل مقصود من طرف جهات لها أهداف مبطنة . قد يكون ضمنها الرغبة في الاستيلاء على الأراضي المحادية لكورنيش الصويري من جهة الجريفات الذي يمتد لمسافة 5كلم من مقبرة اليهود حتى( تافا ببلاج أسفي) . إن من يطلع على تاريخ الصويرة سيجد فيه الإثارة والتشويق، حيث ظلت المدينة تتبوء مكانة خاصة، منذ بداية تأسيسها حتى أواخر سنة 1980 . إذ كانت التجارة والصناعة مزدهرتين، وبالأخص عن طريق الميناء أي التصدير والاستيراد ولقد سبقت الإشارة إلى موضوع عن دور ميناء الصويرة الذي كان يسمى سابقا (ميناء تامبوكتو) " وسيتم التركيز اليوم عن حقبة من أجمل الحقب التي مرت منها الصويرة. سأنطلق من باب دكالة الذي كانت تحتوي على محطة لنقل المسافرين والانطلاقة مباشرة نحو الحي الصناعي ( الجريفات ) واتدكر أيام الطفولة، و ما روي من طرف رجال اخلصوا لعملهم ونساء افنين زهرة عمرهن في هذا الحي الصناعي الذي أصبحت كل بناياته عبارة عن أطلال ومعامله مجرد أوكار لشاربي الخمر والكحول ومدخني المخدرات .لاترميم ولا واد حار ولا إنارة ولا طريق مستوية أصبح يشبه (كقندهار) أو مدينة لبنانية أيام الحرب الأهلية ماذا أصاب (الجريفات ) هذا الحي الذي تربى فيه أجيال وأجيال وأعطى الشئ الكثير وأصبح بين عشية وضحاها عبارة عن مزبلة يندى لها الجبين.