احتفاء باليوم العالمي للشعر، وعلى غرار باقي المؤسسات التعليمية بجهة مراكش تانسيفت الحوز، نظمت الثانوية الإعدادية الإمام علي بمراكش، خلال الأيام القليلة الماضية، بفضاء المكتبة المدرسية للمؤسسة أمسية شعرية، استضافت من خلالها الشاعرة أمينة حسيم والشاعر والناقد محمد بوعام وأحمد السعيد أكزيط، المنسق الجهوي للمكتبات المدرسية على صعيد الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش تانسيفت الحوز. وفي افتتاح هذه الأمسية، تلا هذا الأخير رسالة إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لمنظمة اليونسكو، التي قالت فيها إن الالتفاتة لتكريم هذا الفن الذي يملك سحره من الأهمية بمكان، على الرغم من تراجع جمهوره في عالمنا الحديث، خاصة بعد صعود ثقافة الاستهلاك وهيمنة الثقافة المرئية-المسموعة من أنترنيت وفضائيات وفايسبوك وتويتر، معتبرة الشعر رحلة، لا تجري خارج الواقع، وإنما تقترب غالباً اقتراباً شديداً من مشاعر الأفراد ومطالبهم وآمالهم، لأن الشعر يجسد أحلام الشعوب ويعبر عن أسمى أشكال روحانياتهم. ثم أشار أنه، بمناسبة اليوم العالمي للشعر، عهدت المنظمة هذا السنة للشاعر والروائي الإسباني خوسيه مانويل كاباليرو بونالد مهمة كتابة رسالة يوم الشعر، ودعت الشعراء والنقاد والقراء، عبر العالم، إلى المشاركة في الاحتفال بهذا اليوم، مؤكدا أن الشعر عطية للبشر من دون تمييز في الأعراق والأجناس، وقفزة نحو عالم الجمال والمطلق الحامل لهمومهم، وموضحا أن التجربة الشعرية النسائية حققت الكثير، وأسهمت في تطوير الحركة الشعرية الحديثة لغة ومضمونا وأبعادا . وتضمن برنامج الأمسية الشعرية عدة فقرات، من بينها: تجسيد لوحات فنية تلاميذية تناولت الشعر وأغراضه ورؤاه ومدارسه، وعرض قصائد شعرية، عبر الداتشو، للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، وقراءات شعرية للشاعرة أمينة حسيم مقتطفة من دواوينها "قد أبيح دمي"، "بطريقتي الخاصة جدا"، "وخزات في زمن الريح"، "خلقك فسواك"، و"خلافا لما تفعلين"، إضافة إلى قراءات شعرية للشاعر والناقد محمد بوعام من ديوانه "ماء رسيم". وقد تفاعل التلاميذ مع هذه القراءات بشكل ملفت، وطالبوا بتنظيم المزيد من مثل هذه الأنشطة لخلق ديناميكية كبيرة بالحياة المدرسية لمؤسستهم. ثم تفضل الشاعران بإهداء نسخة من دواوينهم ومؤلفاتهم للمكتبة المدرسية بالمؤسسة. وفي ختام هذه الأمسية الشعرية، شكر محمد آيت بودوار، مدير المؤسسة، جميع الضيوف والمنظمين لهذا الحفل البهيج، من قيمين وأساتذة وتلاميذ وجمعية الآباء، ضاربا للحضور الكريم موعدا ثقافيا آخر بهذا الفضاء الجميل أكثر بهاء وصفاء. عبد الرزاق القاروني