أعطيت الانطلاقة الرسمية مساء يوم الاثنين 9يوليوز 2012 لمشروع "إحداث و إنعاش المدارات السياحية المحتضنة للصناعة التقليدية" و الذي تنظمه وزارة الصناعة التقليدية بتعاون مع وكالة الشراكة من أجل التنمية وبدعم من السلطات المحلية, هذا الاجتماع الموسع ترأسه وزير الصناعة التقليدية إلى جانب والي جهة مراكش تانسيفت الحوز و رئيس الجهة و ممثل هيئة تحدي الألفية و رئيس غرفة الصناعة التقليدية وبحضور مهم للصناع التقليديين بالجهة, المشروع يهدف في مراحله الأولى إلى إحداث مدارات سياحية ووضع علامات التوجيه على طول المسارات السياحية، فيما ستنظم في مرحلته الثانية حملات تحسيسية تستهدف أساسا السياح المغاربة و الأجانب و إنعاش المدارات السياحية ترتكز أساسا على دلائل للمشتريات و خرائط سياحية و بطائق تجارية, مداخلة وزير الصناعة التقليدية تركزت حول الإطار العام لمشروع المدارات السياحية المحتضنة للصناعة التقليدية في مدينتي فاس و مراكش، و مدى أهميتها و تكاملها مع قطاعات إنتاجية أخرى في سبيل تطوير و تحفيز القطاعات المنتجة و المتدخلة في تطوير الصناعة السياحية بكل مكوناتها. بدوره أكد محمد فوزي والي مراكش تانسيفت الحوز على أهمية المشروع و مدى فعاليته على المستوى الجهوي و الدينامية الحقيقية لتطوير الصناعة التقليدية و مدى النهوض بأوضاع الصناع التقليديين و سبل إشراكهم و دعمهم في كل البرامج الهادفة. رئيس جهة مراكش تانسيفت الحوز ثمن من جهته أهمية المشروع و قابليته بالمدينة العتيقة و تمديده ليشمل الجهة بكاملها. أما رئيس غرفة الصناعة التقليدية نجيب أيت عبد المالك أكد على دور و أهمية المتدخلين و بالتالي دور المشروع في النهوض بالصناعة التقليدية رغم الاكراهات التي يواجهها. و لكسب رهان تنمية مستدامة للقطاع كانت لمشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الأثر البالغ على القطاع كإعادة هيكلة مجموعة مركبات الصناعة التقليدية و مجموعة من الفنادق العتيقة بالمدينة و المحتضنة للصناعة التقليدية منذ عصور. كما ذكر أيت عبد المالك على ضرورة توخي الوصول للأهداف و تعزيز الروابط القائمة بين الصناعة التقليدية و الموروث الثقافي لمراكش و بالتالي الحد من الوسطاء بقطاع الصناعة التقليدية ووجوب فك العزلة على محاور و مجمعات أخرى من أجل مفهوم جديد للحكامة الجيدة بالقطاع و الانفتاح أكثر على الصانع التقليدي و على انشغالاته و تحفيزه بناءا على مبدأ تكافئ الفرص, وزير الصناعة التقليدية عبد الصمد قيوح صرح لنا أن هذا المشروع يأتي في إطار تنمية قطاعي الصناعة التقليدية و السياحة كما سيمكن كافة المتدخلين من إبراز المؤهلات التي تزخر بها مراكش و التعريف بمنتوجات الصناع التقليديين الفرادى أثناء اشتغالهم و المتدخلين و الفاعلين المرجعيين ، كما سيتم تقنين وتحديد المدارات السياحية فيما ستشكل واجهة للتصريف منتجاتهم و تواصل مباشر مع السياح. كما أضاف الوزير أن اختيار هذه المدارات السياحية هو عمل مشترك مع وكالة الشراكة من أجل التنمية APP و هيئة تحدي الألفية MCC، كما أن اختيارها لم يكن صدفة حيث ستكون وفق المعايير الدولية لكي يتم نشرها و تعميمها عبر جميع الوسائط. يذكر أن مشروع المدارات السياحية التي تحتضن الصناعة التقليدية كان قد حط الرحال بمدينة فاس و اليوم بمراكش و تصل كلفته نحو 2،5 مليون درهم للمدينتين, و هي عملية تندرج في إطار دعم صورة المدينة العتيقة لمراكش كقطب إنتاجي و ثقافي متميز مع اعتماد اندماج و انخراط المهنيين و الحرفيين في هذا الورش، و إبراز كل الفضاءات المتميزة للإنتاج و التسويق و الرفع من الالتقائية بين القطاع السياحي و قطاع الصناعة التقليدية. هذه المدارات السياحية المحتضنة للصناعة التقليدية تشمل فن الطين، فن الجلد ، فن الخشب، فن النسيج و فن الزليج. ويهدف المشروع كذلك إلى تمكين الربط بين الصناعة التقليدية و ما تزخر به مراكش من موروث ثقافي و تاريخي و معماري و تمكين كل المتدخلين من الاستفادة العادلة لمداخيل السياحة و خاصة الصناع التقليديين ،البازارات ، المرشدين السياحيين، وكالات الأسفار، المؤسسات الفندقية و كل المتدخلين و المكونات النشيطة في قطاعي الصناعة التقليدية و السياحة. للإشارة فهيئة تحدي الألفية MCC قد خصصت للحكومة المغربية منحة بلغت 697،5 مليون دولار أمريكي بهدف الحد من الفقر عن طريق دعم النمو الاقتصادي بالقطاعات المعنية و منها قطاعات الصناعة التقليدية ، وكدا الرفع من الإنتاجية و التشغيل.