المسائية العربية نظمت كل من الكونفدرالية الديمقراطية للشغل ومركز التضامن العمالي، ندوة فكرية حول التقنيات الحديثة للتواصل بتاريخ 20-21 يونيو 2012، بالمقر المركزي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالدار البيضاء ، والتي عرفت مشاركة العشرات من النقابين من المغرب وتونس والولاياتالمتحدةالأمريكية، بتأطير مزدوج ل : للأخت ثورية لحرش عضو المكتب التنفيذي للكدش وناشطة إعلامية، و السيدة هند شروق من مركز التضامن ، في كلمة المكتب التنفيذي للكدش الأخ عبد القادر الزاير ، الذي رحب بالحضور معبرا عن سروره بهذا اللقاء الفكري الهام ، معتبرا أن التواصل أصبح يفرض نفسه بقوة خاصة مع التطورات التكنولوجية العالمية . كما تحدث عن أهمية الاعلام الالكتروني نظرا للإمكانيات التي يتيحها للتعبير عن الرأي والتواصل السريع ، والذي يستدعي التدريب و التأطير عن بعد، والتوجيه والتركيز مع التنسيق بين النقابيين، خاصة إذا أخدنا بعين الاعتبار المسافات التي تختصرها تكنولوجيا الاتصال ، على أن حسن استعمالها سيساهم في التنمية الشاملة، في حين يؤدي إلى عرقلة التقدم في حالة حصول العكس ، وأشار إلى مشروع "إكوشال" الذي مكن من التحكم الدولي تحت قيادة الولاياتالمتحدةالامريكية، ويختم مداخلته بتثمينه للعمل الذي يقوم به الاعلاميون الكونفدراليون، والجهد الذي يبذلونه في خدمة التطور الاعلامي والاتصال الكونفدرالي. بعد ذلك أعطيت الكلمة مباشرة إلى السيدة "ليزى ميكاتون" عن مركز التضامن التي قدمت بداية نبذة عن مركز التضامن المنظمة الغير حكومية التي تهتم بحقوق العمال بفلوريدا وتحديدا منطقة "اموكالي" التي تمت تسميتها بمحمية اموكالي نظرا لكون أصحاب المزارع يعمل فيها العمال مثل الحيوانات الموجودة في المحميات الإفريقية، ويسعى الفريق من خلال هذه المنظمة إلى الرقي بحقوق هؤلاء العمال، بالاعتماد على التواصل والإعلام النقابيين عبر الجريدة الالكترونية التي تتجدد على مدار كل ساعة، ووقفت المتحدثة على طرق التواصل في العمل النقابي ساعية إلى التعرف على الطرق التواصلية المعتمدة في الكونفدرالية الديمقراطية للشغل. بعد ذلك أخذت الكلمة السيد هند شروق منسقة المركز، والتي عرفت بدورها بالمركز والبلدان التي يشتغل معها في إطار برامج التعاون وحصرتها في حوالي 60 بلدا إضافة إلى بعض الجمعيات المحلية، ثم تدخل الأخ محمد عطيف عضو المكتب التنفيذي للكدش ومسؤول مركز الإعلام الكونفدرالي، الذي ثمن بدوره هذا اللقاء ليعرض بعده رصيد الكدش الاعلامي والفكري ، وأكد على أن الإعلام النقابي ساهم في الإعداد والتحضير لتأسيس الكدش في سنة 1978، وتطور من خلال الجريدة الورقية الديمقراطية العمالية، التي لم تستطع أن تحافظ على صدورها المنتظم نظرا للإكراهات المادية خاصة لأنها جريدة لاتستفيد من السوق الإشهارية، ليتم تعويضها بجريدة إلكترونية متطورة حديثة الصدور. ووقف على أهمية التوثيق في العمل النقابي والسياسي لأن الوثائق تعني الذاكرة. وذاكرة المنظمة على الخصوص تساهم في الحفاظ على الموروث الثقافي والتاريخي لهذه الأخيرة، ليختم مداخلته بعرض أهم المشاريع الفكرية والثقافية التي يعتزم المركز الكونفدرالي الاعلامي برمجتها وتنظيمها في القريب العاجل. بعد مداخلة محمد عطيف القيمة والمهمة ، عمد المشاركون إلى تقديم تجربتهم الشخصية في مجال تكنولوجيا الاتصال وبين أن لأغلبيتهم قاسم مشترك وهو كونهم طوروا معرفتهم التكنولوجية من خلال تحملهم المسؤولية النقابية واحتكاكهم بالتطورات التي عرفها مجال الانترنيت والإعلام الالكتروني و تدبير المواقع الالكترونية للاتحادات المحلية بصفة خاصة. وتم تلخيص أهم هذه النقط في ضرورة التكوين والتكوين المستمر ، ثم التخطيط الاعلامي لأن الاعلام الالكتروني يعتمد بالأساس على الهواية أو غيرها حسب قول أحد المشاركين ، إضافة إلى أهمية التوثيق في الاعلام والفصل بين مسألة التنظيم النقابي واعتماد تكنولوجيا الاتصال في العمل النقابي ، فالاتصال لا يمكن أن يغني عن التنظيم. كما أكد المشاركون على ضرورة الاحتفاظ بالوسائل التقليدية في التواصل النقابي من سبورة نقابية و نشرة وبيانات وندوات وموائد المستديرة ... لمواكبة الحراك الذي نعيشه اليوم خاصة على مستوى الصورة والإشارة ،هذا فيما يتعلق بالتواصل الداخلي، أما التواصل الخارجي الذي أكد عليه عبد الرحيم أبو المواهب عن القناة الأولى المغربية في مداخلته ، فيتعلق بكيفية التأثير على الرأي العام وضرورة الحفاظ على حسن التنظيم في التظاهر لأنه يعبر بشكل أو بأخر عن صورة العمل داخل النقابة، ونوه بالموازاة مع ذلك بالعمل الذي تقوم به الكدش وخاصة مواظبتها على المشاركة في المعرض الدولي للكتاب والنشر، وهي النقابة الوحيدة التي تعرض منشوراتها كل سنة بالمعرض من أجل التعريف بالنضال النقابي وأهميته. أما بالنسبة للمشاركين الأجانب فقد ركزوا على ضرورة استغلال تكنولوجيا الاتصال في العمل النقابي وفي تكريس الحريات النقابية وخدمة القضية العمالة من خلاله، مقدمين مثال بمحمية إيموكالي التي تكاد تنعدم فيها حقوق العمال ،بعرضهم لمجموعة من المعانات والمشاكل التي يعيشها العمال الاجانب المشتغلين لدى أصحاب الضيعات، وفي الاخير تغلبوا على هذا المشكل وتم حل أزمات العمال من خلال التواصل مع مستهلكي منتوج الضيعات ، التي أصبحت في نهاية المطاف تهدد أصحاب المزارع بعدم الاستهلاك في حالة التعدي على حقوق أحد العمال. اختتمت اشغال اليوم الاول من الندوة بمناقشة عرفت عشرات المتدخلين، ليتم استئناف الندوة الفكرية في الفترة الصباحية من اليوم الموالي : الخميس 21 يونيو 2012 ، والتي قدم من خلالها إعلامي الكدش الجريدة الالكترونية للكونفدرالية الديمقراطية للشغل من طرف السيد مصطفى الهيقي كاتب الاتحاد اللمحي بالقنيطرة ومحمد إيكن المسؤول التقني بالديمقراطية العمالية ، واللذين قدما عرضين غنين تناولا من خلالهما مختلف التبويبات التي تم إدراجها في هذه التجربة الالكترونية الرائدة ، والتي كتب لها أن تولد مع الذكرى 31 لانتفاضة 20 يونيو 1981 ، والتي عرف من خلالها المغرب أحداث دامية سقط ضحيتها أفراد من مختلف المدن ومن مختلف القطاعات الاجتماعية.