دعا المشاركون في ندوة حول «الإعلام العمومي والمجتمع»، احتضنها مقر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالدار البيضاء، إلى تأهيل الموارد البشرية للإعلام العمومي ليضطلع بالدور المنوط به في مواجهة تحديات القرن ال21 وأبرز المتدخلون دور التكوين في إعداد صحفيين قادرين على الإسهام بقيمة مضافة تحقق التطوير المنشود في الإعلام العمومي بالمغرب.وأضافوا أن الإعلام العمومي الذي ينبغي أن يوفر الضمانات الكافية لمبدأ التعددية مطالب باحتلال دور رائد في العملية التنموية وترسيخ قيم المواطنة الحقة وتكريس مفهوم دولة الحق والقانون مشيرين إلى أهمية هذا الإعلام في تثقيف المواطن وتمكينه من أدوات الفهم والتحليل لكل القضايا التي تواجهه في الحياة. وأوضح المتدخلون أن دور الإعلام العمومي لا يقتصر فقط على الإعلام بل يتجاوز ذلك للإسهام في تكوين المواطن حتى يتمكن من التعامل مع كل القضايا بروح تحليلية نقدية وبطريقة تفاعلية، مشددين على أن المواطن المغربي في القرن ال21 يتطلع إلى إعلام قريب منه يعكس انشغالاته. وأضافوا أن النخبة المغربية تتطلع كذلك إلى «إعلام قائد» يخدم القضايا الوطنية بعقلانية وكفاءة بشكل يقوي لدى المواطن شعوره بقيم ومفاهيم المواطنة ويحفز الشباب من المفكرين والمثقفين على الإبداع والتطوير. وفي سياق متصل، تطرق محمد عطيف عضو المكتب التنفيذي للكدش، إلى ضرورة التأكيد على فتح قوس لتبادل بعض الأفكار حول دور الإعلام باعتباره حقا من حقوق الأفراد مثل التعليم والصحة وغيرهما، مستحضرا كافة الأنشطة التي نظمها المركز الكونفدرالي منتقلا بعد ذلك غلى الحديث عن الدور المهم الذي تؤديه وسائل الإعلام خاصة في الأحداث الجارية الحالية ببعض الشعوب العربية، وكيف أثر بشكل كبير في مجرى الأحداث واعتبرها درسا يجب الأخذ به من أجل تخطي ما يقع في بعض الدول العربية. وذلك بالتأطير والعقلنة، كما أكد على أن الإعلام يجب أن يؤدي دوره الدستوري ليطرح السؤال حول كيفية مراقبة هذا الإعلام، من خلال آليات متعددة استجابة لطموحات الشعوب، مختتما كلامه بالتساؤل هل يمكن للإعلام العمومي أن يؤدي دورا في كشف كل أوجه الفساد، و سوء السياسات دون أن تكون هناك أحداث تدفع إلى ذلك. من جانبه اعتبر الطاهر الطويل، عن النقابة الوطنية للصحافة المغربية، أن تنظيم هذا اللقاء إدراك عميق من قبل مركزية نقابية للمهام التي ينهض بها الإعلام العمومي إزاء المواطن المغربي المستهلك المفترض للمادة الإعلامية، كما ترجم المبادرة التي تقوم بها النقابة بالتلازم القوي بين الانشغال بمطالب الطبقة العاملة في مختلف القطاعات في شقها الاجتماعي والمادي وبين الارتباط بقطاعات ذات طابع فكري.. وطرح المتدخل بعض التساؤلات حول طبيعة مادة وسائل الإعلام ومدى استجابتها لمطلب الخدمة العمومية أولا ولإنتظارات المتلقين ثانيا؟ ليخلص إلى دور الإعلام في تجسيد الواقع وتطلعات المتلقي. كما تحدث الطاهر الطويل عن الإعلام المرئي ومدى تمثيله للمرفق العام الهادف إلى الاستجابة لحاجيات الجمهور في ميادين ثقافية والتربية والترفيه، وذلك في ضوء منافسة حادة تقف وراءها قنوات فضائية عربية وأجنبية موضوعاتية أو عامة ، وذلك بطرح الأنماط المغربية ويستبعد كل ما هو أجنبي مختلف عن خصوصيات الشارع المغربي، واعتبر ندوة الحوار حول الإعلام والمجتمع، فرصة لمناقشة الإعلام ببلادنا. وفي السياق ذاته، تحدثت عائشة التازي عن المكتب الوطني الموحد بالإذاعة التلفزة المغربية المنضوي تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، في محور إعلام المواطن، بإدماج كل وسائل الإعلام العمومي والخاص، وأكدت على قيمة التواصل التي أصبحت موجودة وضرورة ،مركزة على الدور الكبير الذي جاءت به سياسة تحرير قطاع في سنة 2002 والذي ترجم في إحداث قانون الاتصال السمعي البصري والهيئة العليا للاتصال السمعي البصري.