المسائية العربية : فلسطين مع حلول ذكرى وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات السابعة انطلقت الدعوات من العديد من الفعاليات والشخصيات للكشف عن أسباب وفاته ومحاكمة المتورطين في مقتله، وتأتي الذكرى السابعة للوفاة مع تكشف خيوط جديدة حول وفاته عن طريق السم الذي سرب له عبر علبة دواء إلى داخل المقاطعة بحسب ما كشفت محاضرة التحقيق مع عضو مركزية فتح المطرود "محمد دحلان". وبقيت علامات الاستفهام خلال السنوات الماضية تدور حول تورط إسرائيل في مقتل عرفات عبر دس السم له، وخاصة أن التقارير الطبية للمستشفى الفرنسي تشير إلى أن مرض عرفات كان غريبا من نوعه حيث تعرض لتكسر الصفائح الدموية دون إصابته بالسرطان أو التهاب بالغدد وهو ما جعل فرضية التسميم هي الأكثر ترجيحا لوفاة عرفات. وتصاعدت الخلافات الداخلية داخل حركة فتح على خلفية ملف وفاة عرفات والتي كان أبرزها ما قام به أمين سر مركزية فتح السابق فاروق القدومي، حين أتهم كل من "محمد دحلان" ومحمود عباس" بالوقوف خلف عملية مقتل عرفات، وذلك أثناء انعقاد المؤتمر السادس لحركة فتح في بيت لحم، وأشار القدومي في حينه إلى امتلاكه لوثائق تدلل على ذلك تسلمها من عرفات. لكنّ المعلومات التي ذكرها القدومي لم تؤثر في المزاج العام لحركة فتح حيث بقي ملف عرفات بعيدا عن النقاش في المؤتمر السادس وفي أطر فتح الداخلية طوال الفترة الماضية. وشهد ملف التحقيق في وفاة عرفات إعادة إحياء من جديد عقب الاتهامات التي وجهتها لجنة التحقيق الفتحاوية مع القيادي السابق في حركة فتح "محمد دحلان" والتي اتهمت فيها دحلان بالوقوف خلف مقتل عرفات، واستدلت اللجنة من خلال العديد من الإفادات لحرس عرفات والذين ذكروا في إفاداتهم أن دحلان طلب منهم جمع علب الدواء الموجودة في المقاطعة وإحراقها عقب نقل عرفات إلى المستشفى العسكري في فرنسا. الاتهامات التي ساقتها لجنة التحقيق الفتحاوية بقيت إلى الآن بعيدا عن حد الاتهام لدحلان وهي من جملة تهم وجهت لدحلان من بينها اغتيال العديد من الشخصيات الفلسطينية داخل حركة فتح وخارجها. دحلان بدوره نفى تلك الاتهامات وتساءل في معرض رده على تلك التهم التي وجهتها لجنة التحقيق لماذا لم يتم التحقيق معه عقب حديث القدومي حول تورطه مع رئيس السلطة "محمود عباس " في عملية اغتيال عرفات. وعود بنشر التقرير ومع تصاعد المطالبات بضرورة الوقوف على حيثيات وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، فقد أعلن ناصر القدوة رئيس مؤسسة عرفات عن قرب نشر ملخص التقرير الطبي الذي قام المستشفى العسكري الفرنسي بتسليمه للسلطة حول أسباب وفاة عرفات. ووعد القدوة بان يكون هناك إجابات واضحة عن وفاة عرفات خلال شهر من الآن. وذكر القدوة في تصريحات له لوكالة الشرق الأوسط أن التقرير الطبي للمستشفى الفرنسي تشير الى أن وفاة عرفات ناتج عن عملية تسميم، متهما إسرائيل بالوقوف خلف تلك العملية. يشار إلى أن عرفات توفي في 11 من تشرين الثاني من العام 2004، حيث ألمت به وعكة صحية مفاجئة نقل على أثرها لمستشفى عسكري في فرنسا، حيث أعلنت وفاته من باريس، وشهدت المراحل الأخيرة من حياة الرجل خلافات حادة مع المحيطين به من رئيس السلطة محمود عباس الذي كان مستنكفا في الأردن عن منصب رئاسة الوزراء ومحمد دحلان، وسلام فياض الذي تم تعيينه من قبل الإدارة الأمريكية كوزير للمالية لاستمرار الدعم للسلطة، وهو ما اعتبر اغتيال سياسي للرجل بعد تجريده لعدد من صلاحياته من قبل الإدارة الأمريكية التي فرضت عليه العديد من الشروط للتعامل معه في فترة حصاره في المقاطعة.