عادت الحياة إلى طبيعتها بساحة جامع الفنا، بل وجد البعض في الاقبال المتزايد على الساحة ومقهى اركانة من الزوار والمنددين بالإرهاب، والمحبين للساحة التاريخية العظيمة التي تعتبر ملتقى الشعوب ومنبع السلم والمحبة التعايش بين كل الحضارات مناسبة لترويج بضاعته بحكم الإقبال الكبير على مطاعم الساحة وبائعي عصير الليمون والثمور ..كما جددت الحلقات دماءها وعادت لتأخذ مكانها الطبيعي داخل الساحة محاطة بعدد من الزوار والسياح الذين يقفون مبهورين من هذا التنوع الثقافي وعظمته، هذه المظاهر وغيرها توحي بأن الأمور كلها بخير إلا أن الساحة تعيش على ايقاع غليان شعبي من طرف مجموعة من الاطراف الفاعلة بالساحة، ويعود هذا الغليان إلى : جمعيات المجتمع المدني النشيطة في الساحة ومحيطها والتي تطالب السلطات المسؤولة بضرورة التجاوب مع المطالب الملحة التي رفعها رواد الحلقة على مستوى التغطية الصحية وتأمين مدخول قار لرواد الحلقة الحقيقيين وتطهير الساحة من الدخلاء والمتطفلين، و السهر على نظافة الساحة ومحيطها بما فيها حديقة عرصة البيلك وممر مولاي رشيد ودرب بولوقات ومستشفى رياض الموخى هذا الاخير الذي أضحى وكرا للمتسولين والمنحرفين و ذوي السوابق، تفعيل المراقبة للمأكولات المعروضة داخل " الصالونات "، علما أن هذه "الصالونات " سبق أن أثارت مجموعة من النقاش حول مدى قانونيتها خاصة ان من بين اصحابها من أدمج اثنين أو ثلاثة من الجلسات المرقمة في رقم واحد وجعلها صالونا واحدا يمتد طولا وعرضا في تحد واضح لباقي الجلسات واعتداء على مردوديتها، والأنكى من ذلك فهذه الامور تمر في واضحة النهار وعلى مرأى ومسمع من المسؤولين الذين ركنوا إلى الحياذ السلبي، مما خلف استياء كبيرا لذى مجموعة من بائعي المأكولات بساحة جامع الفنا، وفسره بعضهم بالصمت المثقل بمجموعة من الاستفهامات، ولم يقف الصمت في حدود الصالونات بل تجاوزه إلى السقاية التي تعود إلى ملكية المجلس الجماعي والتي تذر مدخولا يوميا مهما في حين يستفيد من ريعها أشخاص يجهل الجميع كيف تم تفويتها إليهم إن كان هناك فعلا تفويتا من طرف المجلس الجماعي ويذكر أن هذه النقطة تعد من بين النقط التي يتحدث عنها الكل بالساحة، وقد تكون القطرة التي ستفيض الكأس بالساحة، وتعري عن القذر لتفوح روائحه التي قد تعصف بالعديد من المتورطين ومن بين ما يعتري الساحة من تشنجات المواقف المتضاربة بين الفاعلين في الساحة حول قضايا مختلفة عبر عن بعضها ممثلو بعض الجمعيات في حوار بتثه إحدى الإداعات المحلية خلال اليومين الأخيرين ، حيث اثيرت العديد من القضايا المرتبطة بالساحة وعلى رأسها الجانب الامني وتعطل كاميرات المراقبة وإهمال صيانتها، والبنية التحتية وما تخفيه السطوح من ازبال وقادورات وما يؤتث واجهاتها من زنك وقصدير، وأرضيتها من اوساخ إلى جانب ضعف المراقبة الصحية للمأكولات المعروضة سواء داخل الساحة او في الاماكن التي تطبخ فيها هذه المأكولات.والأنكى من ذلك فقد توصلت هذه الجمعيات بدعوة لحضور اجتماع رسمي يوم امس يضم والي ولاية مراكش ورئيسة المجلس الجماعي ومسؤولين محليين، واعتقد الجميع أن الهدف من اللقاء الوقوف على حقيقة ما يجري والبحث عن الحلول التي تعيد للساحة عافيتها، ويجعلها في مستوى الساحات العالمية ، إلا أنهم وحسب تصريحات أفاد بها بعض حضور اللقاء فوجئوا بأن المطلوب من اجتماعهم تكوين لجن للسهر على إحياء الذكرى العاشرة لتصنيف الساحة، وهي الدعوة التي لقيت ترحيبا من لدن الجميع، لما لها من تأثير إشعاعي سواء على مستوى السياحة الداخلية او الخارجية، إلا أن الأموال المخصصة لدعم هذا النشاط اعتبرها البعض باهضة وتفوق متطلبات النشاط وقد تخوف البعض من أن تستغل الظروف التي تمر بها الساحة الذي لم يكلف المنظمون في الذكرى السابقة سوى 30 ألف درهم، وقد تم جمع هذا المبلغ من اشخاص ذاتيين وليس من المال العام،