غضب قرد ساحة جامع الفنا وانتفض ضد الممارسات الاستفزازية التي تطاله من مروده أولا الذي يأمره بتقديم الولاء والطاعة لمن هب وذب من السياح ، وإذا كانت الاكرامية مشجعة، فإن الأوامر تصل إلى حد مطالبة القرد بتقليد راعي الغنم، والراقصة، وغيرها من المواقف الحاطة بكرامة هذا الحيوان، والأنكى من ذلك، فالأجر الذي يحصل عليه الحيوان مقابل أداء تلك الأدوار البهلوانية، الاعتقال داخل صناديق خشبية ضيقة تذكر بالعهد البائد، كما يتعرض للاستفزاز من لدن بعض السائحين الذين يسعون لاختبار كل ما يعرض عليهم والتحقق من صحته ، ونعتقد جازمين أن قرد ساحة جامع الفنا الذي ألف الزوار وتعايش مع الوضع ، ما كان ليخدش وجه السائح ويده لولا أنه تعرض لحركة حسبها عدوانية، فبادر للدفاع عن نفسه والرد بالمثل، وقبل هذا الحادث بزمن ليس ببعيد ، عبر أحد القردة بساحة جامع الفنا عن رغبته في التحرر من القيود، ففر إلى حديقة عرصة البيلك المقابلة لصومعة الكتبية، وقد تطلب إيقافه والسيطرة عيليه تدخل رجال الوقاية المدنية. والغريب في الأمر أن بعض الأقلام طالبت بطرد القردة والثعابين من ساحة جامع الفنا، متناسية أن جاذبية الساحة مرتبطة بهذه العروض التي قل ما يصادفها السائح في وطنه، كما أن الاقبال على الساحة وتصنيفها ضمن الثراث الشفهي الانساني لم يأت من فراغ، بل أملاه التنوع والخصوصية السوسيو ثقافية والموروث الحضاري الذي تجسده الحلقة وروادها، وما تحفل به الساحة من فنون وأهازيج /*..... ورغم ما تعرضت له الساحة من إهمال أثر على خصوصيتها وحال دون استمرار الفرجة بالشكل الذي كانت عليه الساحة سابقا، واكتساحها من طرف المطاعم المتنقلة التي شغلت مساحة كبيرة على حساب الحلقة وروادها، لدرجة أصبح البعض وفي غفلة من الزمن يستغل أكثر من مطعم، ويحتل أفضل موقع ، رغم كل هذا فساحة جامع الفنا ظلت تحتل الصدارة على مستوى استقطاب السياح وجذبهم إليها. إن ما يمكن مطالبته هو الاهتمام بتلقيح هذه الحيوانات، واحصائها، وتوعية مروضيها بكل ما يترتب عن الاهمال أو سوء الاستعمال من مسؤوليات ، أما أن ترتفع الأصوات المطالبة بمنع مروضي الأفاعي والقردة من مزاولة نشاطهم لمجرد حادث عابر ، فذلك يدخل في إطار المثل الشعبي طاحت الصمعة علقوا الحجام او مروض القردة