أحاط عبد الحميد أمين، وعبد اللطيف اللعبي، وعبدالله الحريف، بنعش أبراهام السرفاتي، حتى اللحظة الأخيرة حين ووري جثمانه الثرى بالمقبرة اليهودية بالدارالبيضاء. وهؤلاء من الوجوه التي اشتركت مع الراحل أبراهام في مسيرته النضالية بكل معاناتها. هناك، في المقبرة، اختلطت التراتيل الدينية اليهودية بالشعارات الثورية وشارات النصر خلال تشييع جثمان السرفاتي من قبل حوالي خمس مائة من الديمقراطيون واليساريون واليهود المغاربة، بحضور عدد من الوجوه السياسية من بينها الوزير الأول السابق عبد الرحمان اليوسفي، ووزير الدولة محمد اليازغي ووزيرة الطاقة والمعادن أمينة بنخضرا، والمستشار الملكي أندري أزولاي، ووزير السياحة الأسبق ورئيس الجالية اليهودية بالمغرب سيرج بيرديغو. وحضرت عدة وجوه يسارية من بينها اسماعيل العلوي، محمد الساسي، وخديجة الرويسي، ومحمد المانوزي. كما حضر من الجانب الحقوقي أحمد حرزني رئيس المجلس الإستشاري لحقوق الإنسان، والكاتب العام لنفس الهيئة المحجوب الهيبة، ورئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج ادريس اليزامي، وقياديين من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والمنظمة المغربية لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى أفراد من عائلة الفقيد من بينهم زوجته كريستين، وابنه موريس وحفيده ثييو الذي كان يستقبل التعازي رفقة أبيه، ويواسي المعزين. وتميز ختام التأبين بكلمة رقيقة للشاعر الكبير عبد اللطيف اللعبي الذي دعا في ختام كلمته لترديد شعار كان المعتقلون السياسيون يرددونه في الزنازن ومطلعه "لنا يا رفاق لقاء غدا، سنأتي ولن نخلف الموعد". كما ألقى عبدالله الحريف الكاتب العام للنهج الديمقراطي، كلمة، سبقها الكثير من "المشاورات" بين أندري أزولاي وسيرج بيرديغو، ربما كانت حول السماح أو عدم السماح للنهج الديمقراطي بتقديم كلمته، إذ لوحظ أن أندري أزولاي اخرج من مكان التأبين، وتبعه سيرج بيرديغو قبل أن يعودا وتنطلق الكلمات، بما في ذلك كلمة الحريف التي ذكرت بالمسار السياسي للسرفاتي كأحد المؤسسين للحركة الماركسية اللينينية وخصوصا منظمة إلى الأمام. وفي ختام التأبين شرع أنصار الراحل في ترديد الشعارات المساندة لفلسطين.