يستفيد تلميذات و تلاميذ عدد من مؤسسات التعليم الابتدائي بالاقليم من تقديم بعض الاطعمة في اطار عمليات الاطعام المدرسي، و مع بداية الموسم الدراسي الحالي، انطلقت عمليات الاطعام كالعادة بالمجموعات المدرسية المتواجدة بالعالم القروي، و تعتبر عملية الاطعام مساعدة اجتماعية تهدف من ورائها الجهات المعنية الى محاربة الهدر المدرسي عبر تدليل الصعوبات السوسيواقتصادية و استهداف الفئات المعوزة بما يشجعها على الاقبال على التمدرس من خلال حصص الاطعام المقررة، على اعتبار أن الوزارة توفر تغدية من شأنها أن تسهم في الاحتفاظ بالمتعلم داخل أسوار المدرسة، خاصة بالنسبة للقاطنين بعيدا عنها، و هو الاعتبار الذي دفع الجهات المسؤولة من خلال البرنامج الاستعجالي الى مضاعفة عدد الأيام المفتوحة للإطعام المدرسي (من 90 الى 180 يوما) غير أن هذا الاتجاه في زيادة عدد ايام الاطعام لم ترافقه اجراءات تهم نوعية و جودة المواد المقدمة بل حتى قابليتها للاستهلاك، حيث يلاحظ في مناسبات عديدة أن الاطعمة المقدمة تمتاز برداءة كبيرة تصل حد الفساد، هكذا لوحظ مثلا أن لون الخبز الذي يتم توزيعه على التلاميذ/ات بمؤسسات التعليم الابتدائي بطاطا يميل كثيرا الى السواد، و لا يصلح حسب ما صرح به بعض الاساتذة حتى لإطعام الدواب، بل أنه كثيرا ما كان يحوي ضمن مكوناته أشياء غريبة و يسلم جاهزا الى اطفال ابرياء لا يميزون بين الفاسد و الصالح... اضافة الى ذلك يلاحظ أن زيادة عدد أيام الاطعام المدرسي كان على حساب حصة كل مستفيد من التلاميذ/ات، فبعد أن كان في السابق يستفيد كل متعلم من قطعة جبن واحدة، أصبح اليوم يشترك في القطعة الواحدة أزيد من متعلمين، و الامر نفسه ينطبق على بقية المواد الموزعة من عدس و علب السمك و غيرهما.... و مع بداية الدخول المدرسي الحالي وزعت الجهات المختصة ضمن مواد الاطعام جبنا فاسدا و هو الجبن الذي ظلت تتردد عدة أصوات مطالبة بسحبه، غير أن المصالح المكلفة لم تبادر الى ذلك في الوقت المناسب، و لربما كانت تنتظر الكارثة كي تتعامل بشكل جدي مع المطالبة بذلك. و بعد أن انفضح الامر و لم يعد ممكنا الاستمرار في استغفال حتى عقول صغار الاطفال و جهت النيابة الاقليمية عبر مراسلة نيابية تحت رقم 5749 بتاريخ 23 شتنبر 2010 تعليماتها من أجل ايقاف استهلاك الجبن الفاسد و سحبه و ارجاعه الى المستودع الاقليمي من اجل استبداله من طرف الممول و هي العملية التي لم تتم الى حدود الساعة . غير ان عملية سحب الاجبان الفاسدة، و التي لازال الجميع ينتظر استبدالها كما جاء في منطوق المراسلة المذكورة، لا تنهي الملف، و يبقى الأهم اليوم هو فتح تحقيق نزيه في الصفقة التي مكنت بعض أمراض النفوس من فرصة محاولة الاغتناء على حساب الابرياء من أبناء هذا الوطن، تحقيق يفضي الى محاسبة كل المتورطين في هذه الفضيحة.