امتدت يد أحد المبدعين لتضع تصورا للساحة العالمية جامع الفنا بمراكش ومعها المنارة الخالدة صومعة الكتبية التي أنشأت بأمر من الخليفة الموحدي عبد المؤمن (1163-1130) وأنهاها بعده ابنه المنصور (1184-1199). حيث اختار لها نموذج باخرة عملاقة وسط مياه بحر ،وهو ما يعطي للصورة نكهة خاصة ويسمح بتفسيرات متعددة، فإذا كانت ساحة جامع الفنا ومسجد الكتبية وصومعته رمزا مصغرا لمدينة مراكش التي تشهد هذه الأيام عدة تقلبات ، خاصة بعد إصدار المجلس الجهوي للحسابات قرارا مفصلا عن مجموعة من الاختلالات او الاختلاسات التي حرمت المدينة وسكانها من موارد مالية مهمة وأثقلتها بديون ثقيلة انعكست سلبا على النهوض بالمدينة وجعلها في مستوى المدن العالمية التي تستضيف سياح العالم بأسره, إخراج التقرير من الرفوف، والإعلان عن قرب مساءلة بعض المسؤولين المحليين والموظفين الجماعيين للمجلس الجماعي السابق والتحقيق معهم، حظي بالأولوية في اهتمامات الشارع المراكشي وجعله يعقد آمالا كبيرة على نقلة نوعية يمكن أن تساهم في حماية المال العام وحماية المدينة من سكتة قلبية مصطنعة... هذه الحركية المجتمعية وتأثيراتها الداخلية والخارجية ، يمكن للصورة أن تختزلها بشكل يترك للمتخيل المجال لسبر أغوار مدينة سياحية لها مكانتها ووزنها وطنيا وعالميا، والتي اصبحت في ظل العجز الحاصل في الميزانية والمشاريع المؤجلة والتحديات التي تحد من نهضتها ورقيها ، كل ذلك جعلها في وضعية الباخرة التي تعبر مياه المحيط بين تقلبات الامواج والعواصف، وقد تنجو وتصل إلى شط الأمان، او تغرق بما فيها ، وينتهي الأمر.....