كثيرا ما يتراءى البون الشاسع بين الشعارات المرفوعة للمجالس المنتخبة بمراكش التي تصل إلى حد التهريج، وما يحبل به الواقع المعيش من تناقضات لا تحتاج إلى أية معادلة رياضية من أجل الكشف عن مكنونها، أو طمس سوء عورتها ، فشارع الأمير مولاي رشيد المعروف بالبرانس والذي يعتبر من أهم الشوارع التي رصد له من المال العام ما يجعله في مستوى زوار هذه المدينة السياحية بامتياز ، أصبح بفعل الغش وانعدام الضمائر عبارة عن ممر يستحيل أن تطأ قدميك أرضيته دون أن تلوث ملابسك بالماء العكر أو تزل فتصبح أضحوكة في عيون الشامتين وخاصة خلال التساقطات وبعدها ويذكر أن شارع الامير مولاي رشيد بمراكش سبق أن رصدت له ميزانية محترمة من المال العام، إلى جانب المساهمات المادية القيمة للتجار الذين تم استدعاؤهم من طرف عامل عمالة مراكشالمدينة سابقا من اجل المساهمة في إبراز الوجه الحقيقي لأحسن شارع مطل على ساحة جامع الفنا، ولم يترددوا في الانخراط في هذا المشروع، حيث تكونت آنذاك لجنة من التجار ، وحدد لكل متجر مبلغ المساهمة، وانطلقت عملية التزليج والزينة، إلا أن الغش في مواد البناء وانعدام الضمير حالا دون صمود الزليج في مكانه، واشتغال قنوات الصرف الصحي،مما حول الممر إلى شبه بركة مائية نثنة في الفصل المطير، تغمرها الحفر وقطع الزليج المتكسرة، وتشوه معالمها الأسلاك الكهربائية المتناثرة هنا وهناك، و الأنكى من ذلك أن جمعية السعادة لتجار ممر الامير مولاي رشيد ومحيطه ظلت توجه شكاياتها للجهات المسؤولة نذكر منهم والي ولاية مراكش سابقا ، عمدة مراكش الحالية، مجلس المقاطعة ... ، و ظلت تلح على ضرورة الالتفات لهذا الممر الاستراتيجي الذي يؤمه زوار مدينة مراكش من داخل المغرب وخارجه، غير أن الصمت واللامبالاة كانا سيد الموقف، "فلا إصلاح ولا هم يحظنون" أمام يأس التجار من طرق الأبواب المغلقة، واقتناعهم بعدم الفائدة من التعويل على الجهات المسؤولة، شمروا على سواعدهم، وانطلقوا في عملية ترقيع الشارع بإمكانياتهم الخاصة، في سياق متصل، عبر عدد من التجار المتضررين عن استيائهم من الحيف، جراء تداخل الاختصاصات بين المجلس الجماعي، الذي يسلم تراخيص الاحتلال المؤقت للملك العمومي، ويحصل من خلالها على واجب الاستغلال، والسلطات المحلية، التي تقود حملات متتالية لحرمان التجار من استغلال واجهة محلاتهم، هذا وعلمت المسائية العربية من مصادر موثوقة، أن والي ولاية مراكش السيد محمد مهيدية استقبل ممتلي التجار ، و أبدى استغرابه من المشاكل المتراكمة بشارع الامير مولاي رشيد، ووعد جمعية السعادة لتجار الشارع المذكور بالانكباب على إصلاح الأضرار الحاصلة، وحل كل المشاكل العالقة، الشيء الذي أعاد الأمل إلى جميع التجار، وأعاد لهم الثقة في مستقبل المدينة ، كما عبروا عن ارتياحهم من مستوى التعامل الإيجابي لقائدي مقاطعة الباهية ومقاطعة جامع الفنا